الدار البيضاء ــ جميلة عمر
دعت شبيبة العدالة والتنمية، مساء الثلاثاء، إلى وقفة احتجاجية، أمام البرلمان للتنديد باستمرار اعتقال شباب الفيسبوك، واستنكار حملة الاعتقالات التي تطال نشطاء حراك الريف في الحسيمة وضواحيها، رافعين شعارات تصف هذه الاعتقالات بأنها "مسخرة وفضيحة ومهزلة"، وهي الوقفة التي لبى طلبها المئات من المواطنين ، حيث طلب خلالها بالإفراج عن معتقلي الفيسبوك، شهدت مشاركة العديد من البرلمانيين والحقوقيين والنشطاء من مختلف التوجهات السياسية، عبّر من خلالها المتظاهرون عن تضامنهم مع معتقلي حراك الريف، معتبرين اعتقالهم "إساءة لدولة الحق والقانون".
وردد المحتجون شعارات "الشباب في السجون، بلا حق بلا قانون"، "بالنضال والصمود، الحرية ستعود"، "الخوف لا يرهبنا والسجن لا يفنينا، والجماهير الشعبية تحيي النضال فينا"، "اعتقلوهم سجنوهم، ولاد الشعب يخلفوهم"، "المعتقل خلا وصية، لا تنازل عالقضية"، "الشعب يريد، سراح المعتقل".
وأكّد الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، خالد البوقرعي، أنّه "إذا كان حزب العدالة والتنمية وشبيبته يعتبران محضنا للإرهاب ويؤويان الإرهابيين، فالأولى البدء باعتقال الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير حقوق الإنسان المصطفى الرميد"، معتبرًا أنه "إن كان فعلا شباب "الفيسبوك" المعتقلين هم إرهابيين، فندعوا إلى أن يتم أخذنا جميعا إلى السجون، هذه مسخرة، نحن شبيبة وسطية معتدلة ولا يوجد بيننا إرهابيون، وإذا كان المعتقلون يؤمنون بالعنف فخذونا بدلا عنهم، لأنهم شباب آمنوا ببلدهم وبطريق الإصلاح وبثواب البلد، لا تجعلونا نندم على اختيارنا هذا الطريق".
وأضاف البوقرعي أنّ هذه الاعتقالات تطرح سؤالًا "أين يسير المغرب؟"، معتبرًا أن هناك اليوم ممارسات خطيرة، وما يقع في الحسيمة خير دليل، معلنًا عن تضامنه مع معتقلي الحسيمة، معلقًا "هذا الألم الذي نعيشه لن ينسينا ماذا يقع في الحسيمة، نحن نتضامن مع كل المظلومين والمعتقلين ونندد بكل السلوكيات اللاقانونية لأنها أصبحت بائدة ولا وجود لها في دولة الحق والقانون، الذي حرك الشباب في الحسيمة هو الفساد الكبير الذي تعيشه البلاد، ورغبتهم في أن يرون ثروات بلادهم يستفيدون منها بالمساواة مع كل العباد، وأن يروا الكرامة والعدالة الاجتماعية الحقيقية".
واعتبرت منسّقة اللجنة الوطنية لمساندة شباب "الفيسبوك"، لطيفة البوحسيني، أنها مناضلة يسارية وحقوقية، وأن مثل هذه الملفات أصبحت في حكم الماضي خاصة بعدما دستور 2011 الذي فتح صفحة جديدة لترسيخ دولة الحق والقانون، منددة باعتقال نشطاء حراك الحسيمة، واصفة إياهم بأنهم يرسخون لحركة سلمية هادئة بالريف طيلة نصف عام، ومضيفة "نشاهد اليوم كيف ينتهك القانون ويجد الشباب أنفسهم في اعتقال تعسفي".
وأعلن شباب "الفيسبوك" المعتقلين على خلفية تدوينات عقب مقتل السفير الروسي في تركيا، الجمعة الماضي، تعليق إضرابهم عن الطعام بعد مرور 10 أيام على خوضهم هذه الخطوة التصعيدية، وذلك استجابة لنداء الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، وخرج نشطاء في عدد من المدن، طيلة الأيام الماضية، احتجاجًا على استمرار اعتقال شباب الفيسبوك لأكثر من 6 أشهر، واصفين اعتقالهم بـ"الفضيحة والمهزلة"، حيث شهدت مدن الدار البيضاء وطنجة ومراكش والدريوش وسطات وتاوريرت ومدن أخرى، بعدما شهدت مدن الرباط وتطوان وبنجرير وطنجة ، وقفات احتجاجية شارك فيها العشرات، من بينهم برلمانيون وحقوقيون من مختلف التوجهات السياسية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر