الرباط - كمال العلمي
في خضم الجدل الدولي المرافق لتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بتندوف، دعت فعاليات حقوقية الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق بخصوص ملف العبودية بالمخيمات، مؤكدة أن جبهة “البوليساريو” تحاول إخفاء هذا الموضوع ومنع مناقشته لتفادي الانتقادات الدولية.ولفت منتدى داعمي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، إلى أن “الانتماء القبلي شكل القاعدة الاجتماعية لتشكيل البوليساريو، وعلى أساسه يتم الحصول على الامتيازات أو المساعدات الإنسانية أو السفر إلى الخارج للدراسة أو العلاج، أو الحصول على المناصب والمسؤوليات”.
وأشار المنتدى إلى أن “الواقع الإنساني البئيس بالمخيمات طفا على السطح ليكشف عن حالات من الظلم والعبودية في مخيمات تندوف، رغم أن كل ساكنتها تعيش أنواع الانتهاكات، إلا أن ذوي البشرة السوداء يعيشون واقعا أكثر مرارة وقسوة، ويعانون من كل أنواع التمييز والاقصاء”.
وأوضح المصدر عينه أنه توصل بـ”نداء استغاثة من شاب يعاني من العبودية داخل المخيمات، ويعتبر حالة من حالات العبودية الموثقة والمعروفة بالمخيمات، ويتعلق الأمر بشاب في مقتبل العمر يدعى سالم ولد عابدين”، مبرزا أن “الشاب كشف عن امتناع البوليساريو عن تزويده بكافة الوثائق الثبوتية والتسجيل باسم والده الحقيقي من طرف الشخص الذي يستعبده”.
وحسب الشهادة المرئية التي نشرها منتدى داعمي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، فقد تعرض الشاب الصحراوي لـ”التهديد بالقتل والضرب المبرح من طرف الشخص الذي يستعبده”، حيث طلب إنصافه وتحريره منه بعدما أكد أنه يملكه، ملزما بذلك والده الحقيقي بأن يدفع المال مقابل تحريره.
وأكد المنشور أن “المخيمات تنتشر فيها حالات العبودية، لكنها من الطابوهات المسكوت عنها، وقد تعددت وسائل فضح واقع العبودية والاسترقاق بالمخيمات؛ منها مبادرة جماعية لتوثيق الأفلام التي لعبت دورا مهما في الكشف والتعريف بحقيقـة ظاهرة العبودية داخل المخيمات، بما يشمل الفيلم الوثائقي {المسروق} (Stolen) من إنتـاج أسترالي”.
في هذا السياق، قال العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن “المغرب يمشي بخطى ثابتة نحو إماطة اللثام عن مزاعم المؤسسة العسكرية الجزائرية في مخيمات تندوف، التي باتت تشهد احتقانا داخليا واسعا في ظل تسريب ما يقع بداخلها بمنصات التواصل الاجتماعي”.
وأضاف الوردي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب قدم براهين دامغة على الوضع الكارثي بمخيمات تندوف التي أجهزت فيها ميليشيات البوليساريو على جميع الحقوق الفردية والجماعية للمحتجزين، في معاكسة واضحة للصحوة الدولية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان”.
وأردف الأستاذ الجامعي بأن “العبودية منتشرة بمخيمات تندوف منذ زمن، وهو ما يفاقم الوضع الحقوقي الكارثي بها”، مبرزا أن “المغرب حرص على إثارة الوضع الحقوقي بالمخيمات في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، حيث شدد على ضرورة احترام الشرعية الدولية ومواثيق حقوق الإنسان”.
وتابع شارحا بأن “المملكة المغربية دعت الفعاليات الحقوقية الدولية إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة في انتهاكات حقوق الإنسان بمخيمات تندوف، بما يشمل سرقة المساعدات الإنسانية الموجهة للمخيمات من طرف قيادات البوليساريو”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
خبراء دوليون يستنكرون الوضع في مخيمات تندوف
التقرير الأممي حول قضية الصحراء المغربية يُحذر من الأوضاع في تندوف
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر