الرباط - المغرب اليوم
دعا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، إلى التمييز بين تصرفات الرسول ذات الصبغة الدنيوية، والتصرفات المندرجة ضمن التشريع العام، أي الدينية، منبّها إلى أن تصرفات الرسول ليست كلها دينية.وقال العثماني، في جلسة علمية نظمتها حركة التوحيد والإصلاح لمناقشة كتابه “المنهج الوسط في التعامل مع السنة النبوية”، إن الاتجاه العام لدى علماء الإسلام عبر القرون هو أنهم يهتمون في تصرفات الرسول بما يدل على الدين، ولا يهتمون بما ليس دينا.وأضاف أن أصول الفقه كله مبنية على أنها “قواعد لاستنباط الأحكام الشرعية وليس الاجتهادات الدنيوية للرسول صلى الله عليه وسلم”، منبها إلى ما سمّاه “خطورة بعض الانزلاقات في فهم السنة النبوية”.
وتوقف العثماني عند مفهوم “إجماع العلماء”، مفسرا إياه بأنه اتفاق العلماء على أمر ديني وليس دنيوي، “لأن الأمور الدنيوية لا يهتم بها الدين، وسواء اتفق علماء الإسلام على كروية الأرض أو دوران الشمس حول الكرة الأرضية أم لم يتفقوا، فهذا لا يهم لأنهم ليسوا متخصصين في هذا”.وذهب العثماني إلى القول إن “الدين لم يأتِ للحسم في الأمور الدنيوية التي هي مفوّضة للإنسان وللعلْم البشري وتطوُّره، وقد يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أمورا جرْيا على ما هو شائع في عصره”.وينكبّ العثماني على إعداد بحث خاص في موضوع تصرفات الرسول التي لا علاقة لها بالتشريع العام، مبرزا أنه سيرصد كل تصرّف على حدة، مع تعريفه والاستدلال بالأدلة الشرعية الواردة فيه، وأقوال العلماء فيه.
وأوضح أن بعض العلماء يستدلون بجملة من النصوص لتأكيد أن جميع تصرفات الرسول دينية، “ولكن هناك مئات النصوص تؤكد أن هذه التصرفات ليست كلها دينية، بل فيها ما هو دنيوي”، وهناك عشرات النصوص “تؤكد أن كلام الرسول ليس كله وحيا”، على حد تعبيره.وذهب العثماني إلى القول: “علينا أن نحذر من أن نعتبر بعض التصرفات الدنيوية للرسول صلى الله عليه وسلم دينية، أو اعتبار بعض تصرفاته الدينية دنيوية، لأن هذا يؤدي إلى الجمود، ويُفضي إلى تحريم ما أحله الله” . وأضاف أن الاجتهاد يتطور، “ويمكن أن نكتشف أن بعض الأمور في تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم هي أمور دنيوية وليست من التشريع العام”، مردفا “لا ينبغي أن نخلط بين ما هو ديني وما هو دنيوي”.
قد يهمك أيضَا :
في أول اعتراض له العثماني ينتقد تخلي حكومة أخنوش عن قرار سابق
سعد الدين العثماني يدعو المغاربة للالتفاف والدفاع عن وحدة الوطن
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر