التوتر يعود الى دمشق بعد تصعيد جبهة "جوبر" وعشرات الضحايا بالغارات الجوية

عاد التوتر والقلق الى سكان العاصمة دمشق بعد حوالي شهرين من الهدنة، وذلك جراء سقوط عدد من القذائف في مدينة دمشق، وحصول مواجهات على اطراف حي جوبر الدمشقي، فيما التهم حريق هائل سوقاً تاريخية في وسط العاصمة .

وافيد عن سقوط عدة قذائف صاروخية على أحياء العاصمة دمشق لأول مرة منذ بدء سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 شباط ، فبراير الماضي، وان واحدة من القذائف سقطت في محيط السفارة الروسية، وقذائف أخرى في مناطق "السبع بحرات العدوي" وسط العاصمة وكذلك في منطقة "عش الورور" شمال شرق العاصمة .

وأكد مصدر عسكري سوري ان اشتباكاً عنيفاً بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، اندلع بين القوات الحكومية السورية والمجموعات المسلحة في حي "جوبر"، وذلك بعد خرق المسلحين للهدنة واستهدافهم نقاط الجيش ، موضحاً أن مدفعية القوات الحكومية ردت على خرق المجموعات المسلحة للهدنة في دوما بالغوطة الشرقية وتقوم باستهداف تجمعاتهم .

من جانبها قال بيان للمعارضة السورية ان 17 شخصاً على الاقل لقوا مصرعهم بينهم نساء واطفال، وأصيب العشرات بجروح في مدينة "دوما" بالغوطة الشرقية جراء استهداف المدينة براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة، التي سقط معظمها في سوق الخضار .

واكد البيان ان " مصدر القصف كان من الجبال المحيطة بمدينة دوما والتي تتخذها قوات الحكومية مركزاً لاستهداف مدن الغوطة الشرقية بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ".

وفي مدينة حلب اصيب 12 مدنياً بجروح في حيي "الموكامبو" وشارع "النيل" نتيجة سقوط قذائف متفجرة أطلقها مسلحون من حي ‫بني زيد، بينما قالت مصادر ميدانية لـ المغرب اليوم إن مدفعية الجيش السوري في حي "الإذاعة" استهدفت بعدة قذائف حي "بستان القصر" وسط مدينة حلب، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين بينهم أطفال، وإصابة أكثر من خمسة آخرين بجروح، وأن 12 شخصاً بينهم أطفال قتلوا وإصابة آخرين بجروح، كحصيلة أولية لاستهداف الطيران الحربي السوري سوقاً شعبية في حي طريق الباب الخاضع لسيطرة المعارضة شرقي مدينة حلب.

كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على منطقة المعامل الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب مدينة حيان، أسفرت عن دمار واسع في المباني ونشوب حريق كبير في أحد المعامل.

وفي ريف حلب الجنوبي شنت لفصائل المعارضة هجوماً واسعاً على تجمعات ومواقع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها غربي مدينة حلب شمالي سوريا، وخاضوا معارك عنيفة ضد القوات الحكومية في جبهات مدينة حلب الغربية، عند محور حي جمعية الزهراء وعند محور الكلاريا وحي الراشدين وسط قصف مدفعي بقذائف جهنم على مواقع القوات الحكومية عند أطراف حي الراشدين، تزامناً مع قصف جوي لطيران الحربي على مواقع الفصائل الإسلامية في حي الراشدين وصالات الليرمون الصناعية وبلدة دارة عزة بريف حلب الغربي دون ورود أنباء عن إصابات".

وفي وسط سورية  نفذ سلاح الجو السوري عدة غارات على مواقع مسلحي "داعش" بناحية ‫عقيربات ‏حمادة عمر، ما أدى الى تدمير 3 مقرات وسيارات دفع رباعي، كما استهدف الجيش السوري بوسائط نارية متعددة تجمعات مسلحي "داعش" في جبل الباردة 30 كم شرق ‏القريتين ، وحققت القوات الحكومية تتقدماً برياً في منطقة آراك النفطية غرب تدمر .

وفي محافظة ادلب نفذ الطيران الحربي السوري غارات على منطقة  "بروما" ومحيط السجن المركزي عند مدخل مدينة إدلب، وعلى قرية عابدين وناحية التمانعة بالريف الجنوبي، كما ألقت طائرة مروحية برميلين متفجرين على بلدة مرعند بريف جسر الشغور بالريف الغربي، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح آخرين وتسبب بدمار كبير في المنازل. ونفذ مسلحو المعارضة حكم الإعدام بشخص في مدينة إدلب بعد ثبوت تورطه بالتعامل مع قوات الحكومية داخل بلدتي الفوعة وكفريا وبتهريب الذخيرة والطعام إليهم خلسة مقابل مبالغ مالية.

في سياق آخر، أطلقت منظمة خيرية مشروع أسمته “لتسكنوا إليها”، ويهدف لتقديم مبلغ ١٢٠٠ دولار لكل شاب يعمل لدى فصائل المعارضة وينوي الزواج.

أما في محافظة حماة، فقد نقلت مصادر اعلامية معارضة أن  "بلدات الرهجان والجاكوزية وعقيربات في الريف الشرقي تعرضت لغارات من طيران الحربي السوري ما أوقع جرحى من المدنيين، في حين باشرت فِرَق الدفاع المدني برفع الأنقاض وفتح الطرقات في بلدة الزكاة شمالي حماة تزامنا مع عودة الأهالي إلى القرية.

وفي العاصمة دمشق اندلع صباح السبت حريق ضخم في عدد من المحلات التجارية في منطقة العصرونية بمدينة دمشق القريبة من قلعة دمشق وسوق الحميدية التاريخي ، وهي مخصصة لبيع الادوات المنزلية والعاب الاطفال .

وقد سيطر عناصر الإطفاء والدفاع المدني على الحريق، وذكر مدير الدفاع المدني في دمشق العميد جهاد موسى أن عناصر الإطفاء تمكنوا من محاصرة الحريق من مختلف الجهات منعا لتمدده إلى مزيد من المحلات التجارية وأن العمل مستمر لإطفاء الحريق بشكل كامل.

وقال اصحاب محال تجارية في المنطقة لـ "المغرب اليوم"، إن الحريق أتى على أكثر من 22  محلا تجاريا بشكل كامل وأدى إلى أضرار في محال أخرى، فيما تسبب بحروق بسيطة لبعض أصحاب المحال والعمال الذين غادروا منطقة الحريق قبل امتداده.

وفي مدينة القامشلي عادت الحياة الطبيعية إلى المدينة تدريجياً، بعد إعلان الهدنة يوم امس .

وقالت مصادر خاصة في مدينة القامشلي لـ المغرب اليوم ان الهدنة التي اعلنت امس سارية المفعول وان عملية تبادل الاسرى والجرحى بين الجانين ستجري خلال ساعات ". الا ان المصادر الخاصة اكدت ان الهدنة معرضة للاختراق في اي لحظة ، وان المسلحين الاكراد ينتشرون بكثافة في محيط المربع الامني وسط المدينة ".

هذا وفي حصيلة عامة لعدد القتلى خلال 19 شهراً، جاء أنه ارتفع إلى 4742 على الأقل، عدد الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من توثيق استشهادهم ومصرعهم ومقتلهم، جراء غارات التحالف العربي الدولي، وضرباته الصاروخية على مناطق في سورية منذ شهر أيلول / سبتمبر 2014، وحتى فجر السبت في 23 من شهر نيسان / أبريل، من العام 2016، كما أصيب المئات بجروح في الغارات والضربات ذاتها، غالبيتهم الساحقة من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية".

ومن ضمن المجموع العام للخسائر البشرية 391 شهيداً مدنياً سورياً بينهم 99 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و67 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا إثر ضربات التحالف الصاروخية وغارات طائراته الحربية على مناطق نفطية يوجد فيها مصافي نفط محلية وآبار نفطية ومباني وآليات، في محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب ودير الزور، من بينهم عائلة مؤلفة من رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة، استشهدوا جراء قصف لطائرات التحالف على قرية دالي حسن بالريف الشرقي لبلدة صرين في شمال شرق محافظة حلب، و64 مواطناً تم توثيق استشهادهم في المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف العربي - الدولي، ليل الخميس - الجمعة، (30-4 // 1-5) 2015، وذلك لتنفيذها عدة ضربات استهدفت قرية بير محلي الواقعة قرب بلدة صرين في جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب، وتوزع الشهداء على الشكل التالي::، 31 طفلاً دون سن الثامنة عشر هم 16 طفلة و15 طفلاً ذكراً، و19 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و13 رجلاً فوق سن الـ 18، وفتى في الثامنة عشر من عمره.

كما أبلغ تنظيم "الدولة الاسلامية" ذوي رجل من مدينة الميادين بريف دير الزور أنه استشهد جراء قصف طائرات للتحالف الدولي على إحدى مقرات للتنظيم في المنطقة، حيث كان الرجل كان معتقلاً لدى التنظيم، أثناء القصف الذي استهدف المقر وتسبب في قتله، في حين استشهد أحد الحراس في حقل العمر النفطي جراء ضربات لطائرات التحالف على الحقل.

وقيادي في تنظيم "الدولة الإسلامية" قضى مع زوجته و4 من أطفالهما، في قصف لطائرات حربية تابعة للتحالف على منطقة دابق بريف حلب الشمالي.

كذلك قتل 4195 عناصر على الأقل من تنظيم "الدولة الإسلامية"، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، جراء الضربات الصاروخية وغارات طائرات التحالف العربي - الدولي، على تجمعات وتمركزات ومقار لتنظيم "الدولة الإسلامية" ومحطات نفطية في محافظات حماه وحلب وحمص والحسكة والرقة ودير الزور، من ضمنهم عشرات القياديين من جنسيات سورية وعربية وأجنبية، أبرزهم أبو عمر الشيشاني القيادي العسكري البارز وأبو أسامة العراقي "والي ولاية البركة" وعامر الرفدان "الوالي السابق لولاية الخير" والقياد أبو سياف ووقادة عسكريين وأمنيين وأمراء قواطع.

كما لقي ما لا يقل عن 136 مقاتلاً من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) مصرعهم، جراء ضربات صاروخية نفذها التحالف العربي - الدولي وغارات لطائراته، على مقرات لجبهة النصرة في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، أبرزهم القيادي في تنظيم القاعدة محسن الفضلي وأبو همام -القائد العسكري في جبهة النصرة والقيادي أبو عمر الكردي والقياديان أبو حمزة الفرنسي وأبو قتادة التونسي.

في حين قضى 10 مقاتلين من جيش السنة جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقرهم في منطقة أطمة بريف إدلب، كما استشهد مقاتل من لواء إسلامي كان معتقلاً لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقر لتنظيم "الدولة الإسلامية" في ناحية معدان بريف مدينة الرقة.

كذلك قتل إعلامي في وكالة إعلامية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" جراء ضربات نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مناطق في قرية تل بطال بريف حلب الشمالي

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، نعتقد أنَّ الخسائر البشرية، في صفوف عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" وفصائل إسلامية أخرى، هي أكبر من العدد الذي تمكن المرصد من توثيقه حتى الآن، وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل الأطراف المستَهدَفة على خسائرها البشرية.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد بعد مرور 19 شهراً على بدء عمليات التحالف الدولي في سورية، إدانته لاستهداف المدنيين من قبل التحالف، والذي أسفرت ضرباته الصاروخية وقصف طائراته، على مناطق سورية عدة، عن استشهاد 391 مواطن مدني سوري، بينهم 166 طفلاً ومواطنة على الأقل، كما يشدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مجدداً، على وجوب تحييد المناطق المدنية عن عمليات القصف والاستهداف أو العمليات العسكرية، والتي ذهب ضحيتها بشكل أساسي المدنيون السوريون، الذين استشهد وجرح وشرد منهم الملايين نتيجة القصف الذي استهدف مناطق تواجدهم، فيما يستمر المجتمع الدولي في البقاء على صمته تجاه آلام الشعب السوري وآماله في الوصول إلى دولة العدالة والمساواة والديمقراطية والحرية، وتقديم قتلتهم إلى المحاكم المختصة لينالوا هم وآمريهم والمحرضين عليهم عقابهم.