بغداد – نجلاء الطائي
في أول حادث من نوعه بعد استعادة القوات العراقيّة السيطرة على مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، ضرب المدينة مساء اليوم الإثنين تفجيران، وأسفرا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، أغلبهم من المدنيين، في وقت توقّع السفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان، أن تقدّم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، دعمًا قويًا إلى العراق.
وقال مصدر عسكريّ في المحافظة إلى "المغرب اليوم" إنّ "انتحاريًا كان يقود سيارة مفخخة، فجّرها، مساء اليوم، عند حاجز أمنيّ في منطقة حي النزّال، وسط مدينة الفلوجة، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة 10 آخرين، أغلبهم من المدنيين".
وأضاف أنّ "التفجير أعقبه تفجير ثان بسيارة مفخخة، فجّرها انتحاريّ، قرب دائرة الإطفاء وسط المدينة، أوقع 10 قتلى وعددًا من الجرحى بينهم عناصر أمن"، مبينًا أنّ "القوات الأمنية انتشرت بشكل سريع، عند مداخل المدينة، ونشرت عناصرها داخل الشوارع والتقاطعات، إضافة إلى حواجز أمنيّة متنقلة فيها، خوفًا من وقوع تفجيرات أخرى"، مشيرًا إلى أنّ "حصيلة الضحايا أوليّة وقابلة للزيادة".
من جهته، عبّر عضو مجلس محافظة الأنبار يحيى المحمدي، عن "استغرابه من وقوع هذه التفجيرات في الفلوجة، مع الإجراءات التحصينيّة المشددة فيها"، وقال إنّ "القوات الأمنيّة تتخذ إجراءات تحصينيّة مشدّدة جدًّا للفلوجة، وإنّ عمليات التفتيش للسيارات الداخلة والخارجة منها مستمرة بلا هوادة"، مشيرا إلى أنّ "هذا التفجير أصابنا بالذهول ولا نعرف ما هو الخرق؟ ومن أين؟ وكيف استطاع الانتحاريون اختراق المدينة؟".
وأكّد أنّ "الحكومة المحليّة ستفتح تحقيقًا في هذا الخرق، وستحدّد مكامن الخلل، وستحاسب المسؤولين عنه"، مشيرًا إلى أنّ "القوات الأمنيّة كثّفت الآن من إجراءاتها لتأمين المدينة من أي خرق، قد يحدث، وتمّ إعلان حظر للتجوال في عموم المدينة".
ويعدّ هذا الحادث الأول من نوعه، الذي تتعرض له المدينة بعد أشهر عدّة، من إعلان الجيش العراقي، استعادة السيطرة عليها، وإجلاء تنظيم "داعش" عنها. فيما عدّت إدارة الأنبار، اليوم الاثنين، أن تفجيرات الفلوجة تدلل على "إفلاس "داعش" وكونه يلفظ أنفاسه الأخيرة"، كاشفًا عن تشكيل خلية أزمة لمتابعة تداعيات "الجريمة" وتفعيل الخطة الأمنية في المحافظة، (110 كم غرب العاصمة بغداد)، بما يتناسب والوضع الراهن.
من جهته، دان محافظ الانبار صهيب الراوي، التفجيرات التي استهدفت الأحياء الآمنة في قضاء الفلوجة، فيما أكد أن التفجيرات لن تمر بسلام على التطرف. وقال الراوي في بيان، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، "أقدم خالص التعازي لذوي ضحايا مصاب الفلوجة الأليم"، مبينًا أن "ما حدث هو مصاب الأنبار والعراق أجمع وأن التطرف يلفظ أنفاسه الأخيرة بهذا العمل الجبان".
وأضاف البيان، "شكّلنا فور وقوع الحادث خلية ازمة عاجلة بالتنسيق مع القيادات الأمنيّة والحكومة المحليّة لقضاء الفلوجة، لبحث التداعيات الأمنيّة والإنسانيّة، وإعادة تنفيذ الخطة الأمنيّة للمحافظة بما يتناسب والتحديات الراهنة".
وفي استعراض حصيلة معارك الموصل، ليوم الاثنين ، حيث استعادت مناطق جديدة وطهّرت أخرى على ثلاث جبهات. وقال قائد الحملة العسكريّة لتحرير الموصل، إن قواته حققت المزيد من المكاسب، على حساب "داعش" باستعادة قرى ومناطق جديدة وتطهير أخرى على ثلاث جبهات.
وأوضح الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان ورد "المغرب اليوم"، أن المحور الجنوبيّ الغربيّ لقطعات الشرطة الاتحاديّة شهدت استمرار القطعات بعمليات التفتيش وتطهير المباني والطرق من العبوات الناسفة.
أما في المحور الجنوبيّ الشرقيّ التي تتولاها قطعات الفرقة المدرعة التاسعة ولواء الثالث الفرقة الاولى، فأشار يار الله إلى أنها تمكنت من الدخول الى الساحل الأيسر والتوغل داخل حي الانتصار وجديدة المفتي والسلام ويونس السبعاوي، لافتًا إلى أن القوات العراقيّة مستمرة بتطهير الطرق والمباني واكمال تطهير حي الشيماء، وكذلك تطهير قرى النايفة والتوفيقية جنوب السلامية وشمال الزاب الكبير.
وأضاف أن قوات مكافحة الإرهاب في المحور الشرقيّ، تمكنت من الدخول الى الساحل الأيسر للمدينة، والتوغل في المنطقة والاستمرار بعملية تطهير مناطق عدن والبكر والذهبية وتطهير القادسية الثانية والأربجية وكركوكلي بالكامل.
في حين واصلت قطعات الفرقة 16 في المحور الشمالي، عمليات التطهير للمناطق المحررة، وفي المحور الغربي، الذي يقاتل فيه مقاتلو الحشد الشعبي، فقد باشرت القطعات في المرحلة الثالثة من عمليات التحرير، وتمكنت من تحرير القرى تل ركراك وتل سروال ونزازة وأم حجرة العليا غرب الخط الاستراتيجي، وكذلك الاستمرار بالجهد الهندسي ومسك الطريق من تقاطع الحضر الى تقاطع عداية، بحسب يار الله.
ولفت إلى أن مخيم الخازر استقبل ١٨٠ أسرة مكونة من ٨٤٠ فردًا، في حين استقبل مخيم الجدعة عائلتين مكونتين من ١٠ أفراد، بينما غادر المخيم ٧٥ فردًا، أمام بخصوص مخيم مدارس الحاج علي، فلم يستقبل نازحين جدد، لكن غادره ١٣ أسرة مكونة من ٨٨ فردًا، مبينًا أن مجموع النازحين في تلك المخيمات وصلت إلى ٢٨٩٨٥ شخصًا.
من جهة أخرى، توقّع السفير الأميركي في بغداد، دوغلاس سيليمان، اليوم الإثنين، أن تقدّم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، دعمًا قويًا للعراق.
ومنذ فوزه في انتخابات الرئاسة، التي أجريت الثلاثاء الماضي، يعمل ترامب وحزبه الجمهوري، على تشكيل إدارته، تمهيدًا لتنصيبه يوم 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، ليبدأ ولاية رئاسيّة من أربع سنوات.
وفي لقاء مع وسائل إعلام، في السفارة الأميركية في بغداد، قال السفير الأميركي، "أتوقع أن يكون دعم الرئيس المنتخب ترامب للعراق دعمًا قويًا للغاية، فالقضاء على تنظيم "داعش" على رأس أولوياته".
ومضى سيليمان قائلا، إن "تغيير سياسة الرئيس الأميركي المنتخب تجاه للعراق هو احتمال ضعيف للغاية"، مشيرًا إلى أن قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، ستساعد في إعادة إعمار المناطق العراقية المحررة من "داعش".
وقال السفير الأميركي إن 95% من من أهالي مدينة تكريت (150 كم شمال العاصمة بغداد) عادوا إلى مناطقهم، وجرى إعادة الخدمات الأساسيّة والعمل في المدارس وجامعة تكريت. (تمّ استعادة مدينة تكريت من قبضة داعش في أبريل/ نيسان 2015).
وبشأن ما يتردد عن انتهاكات بحق مدنيين خلال القتال مع "داعش"، قال السفير الأميركي "نراقب بحذر تقارير الخروقات والانتهاكات بحق المدنيين، وأود الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من هذه الانتهاكات يرتكبها "داعش"".
واتهمت منظمة العفو الدولية (مقرها لندن)، الأسبوع الماضي، "داعش" بارتكاب تصفيات جسديّة لمدنيين، واستخدام آخرين دروعًا بشريّة، فيما اتهمت عناصر من القوات العراقية بارتكاب عمليات تعذيب وقتل بحق مدنيين في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (450 كم شمال بغداد).
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر