كييف - جلال ياسين
تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في خسائر فادحة في صفوف المدنيين الأربعاء بعد قصف أحياء سكنية ومحاصرة مدن رئيسية. وادعى الجيش الروسي أنه يسيطر على خيرسون، وهي مدينة ساحلية ذات أهمية استراتيجية بالقرب من شبه جزيرة القرم. وبدا أن القوات الروسية تحيط بالمدن الرئيسية في أوكرانيا بما في ذلك خاركيف، وماريوبول الساحلية. وقال سيرغي أورلوف، نائب رئيس بلدية ماريوبول، إن منطقة ماريوبول الواقعة في الجنوب الشرقي تعرضت لقصف متواصل الأربعاء. وأضاف: "الوضع في ماريوبول مروع، نحن نقترب من حدوث كارثة إنسانية. تعرضنا لأكثر من 15 ساعة من القصف المستمر دون توقف".
وقال إن "الجيش الروسي يستخدم كل أسلحته هنا - المدفعية، وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، والطائرات، والصواريخ التكتيكية. إنهم يحاولون تدمير المدينة". وأشار أورلوف إلى أن القوات الروسية على بعد عدة كيلومترات من المدينة من جميع الجوانب، وأن الضربات على البنية التحتية الرئيسية قطعت إمدادات المياه والكهرباء عن أجزاء من المدينة. وقال إن منطقة سكنية مكتظة بالسكان على الضفة اليسرى للمدينة "دمرت بالكامل تقريبا". وقال "لا يمكننا إحصاء عدد الضحايا هناك، لكننا نعتقد أن مئات الأشخاص على الأقل لقوا حتفهم. ولا يمكننا الدخول لاستعادة الجثث. والدي يعيش هناك، ولا أستطيع الوصول إليه، ولا أعرف إن كان حيا أم ميتا".
وقال عمدة مدينة خاركيف المحاصرة بشرق أوكرانيا إن القصف الروسي يلحق خسائر جسيمة بالسكان المدنيين، لكنه قال إن المدينة لن تقع في أيدي القوات الروسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء إن قواتها تسيطر بشكل كامل على مدينة خيرسون، التي يبلغ عدد سكانها نحو 250 ألف نسمة، شمال شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.وقالت السلطات المحلية إن خيرسون لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية. وقالت لاريسا بافلوفسكا، المسعفة البالغة من العمر 58 عاما في خيرسون، إن الجزء الذي تعيش فيه من المدينة كان هادئا يوم الأربعاء، لكن اشتعلت النيران في أجزاء أخرى بعد قصف مكثف ليلا و"قصف" بعض الأحياء السكنية.
وأضافت: "يقول السكان المحليون إنهم يستطيعون رؤية المركبات المدرعة الروسية وهي تتحرك في المدينة، كما يتحدث الناس عن 50 وحدة...لقد تم رصدها من قبل مبنى الإدارة الإقليمية للدولة". و أعلنت روسيا لأول مرة حجم الخسائر البشرية في صفوف قواتها في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن نحو 500 عسكري قتلوا. وأضافت أن أقل بقليل من 1600 من أفراد القوات المسلحة أصيبوا خلال العمليات المتواصلة منذ أسبوع. لكن أوكرانيا تقول إن الخسائر الروسية أكثر من عشرة أمثال الرقم الذي اعترفت به موسكو.
كما يقول مسؤولون أوكرانيون إن 200 جندي روسي أُسروا، وأن مئات الدبابات والعربات المدرعة الروسية دُمرت.وفي نيويورك، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة لصالح قرار غير ملزم برفض الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي جلسة طارئة نادرة، بعد أكثر من يومين من النقاش، صوتت خمس دول فقط، بينها سوريا وكوريا الشمالية، ضد القرار الذي يدعو موسكو إلى الانسحاب الفوري. وامتنعت 35 دولة، بينها الصين والهند، عن التصويت.ويدين النص، الذي وافقت عليه أكثر من 140 دولة، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع قواته النووية في حالة تأهب.
وأعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن امتنانه للدول التي صوتت لصالح القرار، وقال إنهم اختاروا الجانب الصحيح من التاريخ.وفي سياق متصل بالأزمة، أكد الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش أنه يعتزم بيع نادي تشيلسي لكرة القدم، الذي يعد من أندية النخبة في الدوري الإنجليزي الممتاز. وتعهد أبراموفيتش بالتبرع بعائد البيع لمساعدة ضحايا الحرب في أوكرانيا. ويأتي ذلك في أعقاب ضغط عالمي متزايد لفرض عقوبات على أباطرة الأعمال الروس المقربين من بوتين.ويُزعم أن ثمة علاقة وثيقة تربط أبراموفيتش (55 عاما) بالرئيس الروسي، وهو ما نفاه رجل الأعمال.
قد يهمك أيضَا :
موسكو تُوافق على استئناف المحادثات مع أوكرانيا وكييف تؤكد أن المطالب الروسية لم تتغير
تقرير يرصد التداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا وروسيا على المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر