الرباط - المغرب اليوم
استقبل الملك محمد السادس، الاثنين الماضي، عددا من السفراء الأجانب الذين قدموا أوراق اعتمادهم كسفراء؛ وكان من بينهم العصري سعيد أحمد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة. وإلى جانب الظاهري، استقبل الملك محمد السادس، خلال حفل نظم بالقصر الملكي في العاصمة الرباط بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، أكثر من ثلاثين سفيرا من مختلف الدول. وكانت الإمارات قد عينت العصري سعيد أحمد الظاهري سفيرا لها لدى المملكة المغربية طيلة سنوات خمس (2011-2016) نجح خلالها في تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة. وفي عهد العصري الظاهري، شهدت العلاقات الإماراتية المغربية تطورا كبيرا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والعسكرية، ونال في نهاية مهمته الحمالة الكبرى للوسام المحمدي تقديرا لإسهاماته في الارتقاء بعلاقات الأخوة والتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية.
طفولة ونبوغ
نشأ العصري سعيد أحمد الظاهري إلى جانب أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الإمارات، ووالده سعيد الظاهري كان أقرب المقربين للشيخ زايد حيث رافقه خلال مرحلة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي مجالس الشيخ زايد اكتشف هذا الأخير نبوغ العصري سعيد الظاهري وغزارة معارفه في سن صغيرة، فقرر الشيخ زايد أن يعين العصري سعيد الظاهري في سن 14 سنة دبلوماسيا بالخارجية وفي الوقت نفسه تابع تعليمه إلى أن تبوأ أرقى المناصب الدبلوماسية في جنيف وواشنطن والمنامة والرياض والرباط. بعد مسيرته الدبلوماسية في عدد من عواصم الدول المهمة، تقرر سنة 2017 تعيين العصري مستشارا للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويتمتع العصري الظاهري بقدرة هائلة على التفاوض وإدراك كبير للعلاقات الدولية وتدبير الأزمات. ويكن حبا وتقديرا كبيرا للملك محمد السادس وللشعب المغربي، ويعتبر أيضا مرجعا للدبلوماسية الإماراتية في عدد من الملفات والقضايا الكبرى.
دبلوماسي مخضرم
يحمل الدبلوماسي المخضرم خبرة واسعة تتجاوز أربعة عقود شغل فيها سفيرا لبلاده في العديد من الدول المهمة عبر العالم؛ من بينها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية. وقد بدأ الظاهري رحلته في الوسط الدبلوماسي سنة 1978، إذ بدأ أول مشوار له في وزارة الخارجية الإماراتية بدرجة ملحق دبلوماسي، قبل أن يُكلف بمهام القائم بالأعمال بالنيابة لسفارة الإمارات العربية المتحدة لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف خلال الفترة من سنة 1987 إلى غاية 1993، وهي السنة التي ترقى فيها إلى أن وصل إلى درجة وزير مفوض بلقب سفير، وبعد ذلك تمت ترقيته إلى درجة سفير.
وشغل الظاهري أيضا سفيرا لبلاده لدى البحرين من عام 1993 إلى 1999، وتوج عمله هناك بحصوله على وسام البحرين من الدرجة الأولى عام 1999 عند انتهاء عمله سفيرا لدى البحرين، جعل القيادة الإماراتية توفده سفيرا لديها في إحدى أهم دول العالم. وفي سنة 2000، جرى تعيين الظاهري سفيرا لدى الولايات المتحدة الأمريكية وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 2006، مع عمله أيضا كسفير غير مقيم لدى الولايات المتحدة المكسيكية في الفترة نفسها. ومن واشنطن، حل العصري الظاهري بالسعودية سفيرا سنة 2006 إضافة إلى تعيينه مندوبا لبلاده لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى نهاية عام 2010، وجرى تكريمه من طرف وزارة الخارجية السعودية بمناسبة انتهاء فترة عمله وتم تسليمه درع الوزارة.
رهان على الخبرة
من المملكة العربية السعودية إلى المغرب، حل العصري الظاهري سفيرا لبلاده في الرباط أوائل سنة 2011؛ وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى سنة 2016، قبل أن يعود إلى بلاده ليشغل منصب مساعد مستشار الأمن الوطني ثم عاد ليمثل الإمارات في الرباط. وبتعيينه سفيرا لدى المغرب مجددا تراهن الإمارات على الخبرة الطويلة للظاهري في تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين أبوظبي والرباط، والارتقاء بتعاونهما إلى مستوى تطلعات قيادة البلدين، وفتح آفاق جديدة إلى مزيد من التعاون في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
وتعد العلاقات الإماراتية المغربية نموذجا يحتذى به في العلاقات المتميزة والمتطورة في المجالات كافة، والتي تقوم على أسس راسخة من الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، حيث تستند على الأسس المتينة التي وضع أسسها الراحلان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسن الثاني. وتعمل قيادتا البلدين اليوم على الرقي بالعلاقات إلى آفاق أرحب وتعاون أكبر وشراكة موسعة في مختلف المجالات، بتوجيهات من الملك محمد السادس والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتعرف العلاقات الإماراتية المغربية تطورا مهما في كافة المجالات؛ الشيء الذي تترجمه اللقاءات المستمرة بين مسؤولي البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والعدل والقضاء، كما تتمثل أيضا في تطابق وجهات نظر قائدي البلدين تجاه القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وتميزت العلاقات الثنائية بين البلدين، في الفترة الأخيرة، بافتتاح قنصلية الإمارات العربية المتحدة بمدينة العيون في الصحراء المغربية يوم 4 نونبر من سنة 2020، في خطوة تؤكد دعم الإمارات الدائم للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
قد يهمك أيضاً :
الملك محمد السادس يستقبل الأعضاء العشرة المنتخبين بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية
ملك المغرب يؤكد دعمه وتضامنه مع الإمارات بعد هجوم الحوثيين الآثم على أبوظبي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر