أحكمت فصائل المعارضة السورية، الخميس، قبضتها على مدينة حماة، رابع أكبر مدينة في سوريا، بعد أيام من سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت، مما يضعف سلطة الرئيس بشار الأسد.
وأطلقت فصائل المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام" هجومها قبل أكثر من أسبوع تزامناً مع سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الداعم للأسد في لبنان.
واقتحمت الفصائل حماة، التي تعد مدينة استراتيجية في عمق سوريا وتربط حلب بدمشق، بعد معارك ضارية مع قوات النظام لتعلن إخراج مئات السجناء من سجن حماة المركزي الذي دخلته أيضا.
وأقر الجيش السوري بخسارته مدينة حماة الاستراتيجية معلنا في بيان قال فيه: "خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية (…) تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها"، مضيفاً: "قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة".
ونقلت وكالة العربية السورية للأنباء عن وزارة الاتصالات السورية إنه "جراء الاعتداءات الإرهابية على المقاسم الهاتفية في المنطقة الوسطى والشمالية، توقفت الاتصالات في محافظة حلب".
و أعلنت قوات المعارضة السورية سيطرتها الكاملة على مدينة حماة بعد ساعات قليلة من إعلان قوات المعارضة دخول المدينة وتحرير مئات السجناء من سجني حماة وحلب.
كما تعهدت الفصائل المسلحة السورية بإطلاق المزيد من السجناء من سجن صيديانا في وقت قريب عقب الإعلان عن السيطرة على حماة.
و دعا زعيم تنظيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الخميس رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى النأي بالعراق عن الحرب السورية، ومنع إرسال مقاتلين من الحشد الشعبي لمساندة قوات النظام السوري.
وظهر الجولاني في مقطع فيديو، نشره حساب قيادة الفصائل المعارضة على تطبيق الرسائل تلغرام، بينما يتابع عبر هاتفه مقتطفات من كلمة للسوداني يتحدث فيها عن "مراقبة" ما يجري في سوريا.
وقال زعيم تحرير الشام: "نشد على يده أن ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سوريا"، داعياً إياه الى "منع تدخل الحشد الشعبي العراقي في ما يجري في سوريا".
و أعلنت قوات المعارضة السورية بعد دخولها مدينة حماة في وسط سوريا الخميس أنها أخرجت مئات السجناء من سجن المدينة المركزي الذي دخلته أيضاً، وفق ما أكد أحد قادتها العسكريين، فيما أعلن الجيش السوري إن الوحدات العسكرية المرابطة في المدينة قامت "بإعادة الانتشار والتموضع خارجها".
وقال قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، الخميس، إنه "لا ثأر" بعد دخول الفصائل المعارضة إلى مدينة حماة في وسط سوريا.
وفي مقطع فيديو مقتضب نشرته إدارة عمليات الفصائل عبر تطبيق "تلغرام"، خاطب الجولاني أهالي المدينة قائلاً: "أبشّركم أن إخوانكم المجاهدين الثوار بدأوا بالدخول إلى مدينة حماة لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سوريا لمدة 40 عاماَ".
و قال القيادي حسن عبد الغني من إدارة عمليات الفصائل إن الفصائل المعارضة تخوض "معارك شرسة" في مناطق مختلفة من حماة ضد جنود "النظام الإجرامي"، بحسب وصفه، مضيفاً أنهم حققوا تقدماً على عدد من الجبهات داخل المدينة، واخترقوا "مركز المدينة".
وبينما أعلنت المعارضة تقدمها في مدينة حماة ذات الأهمية الاستراتيجية، وقال بيان للجيش السوري قال فيه إنه "خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية، تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها".
وأكد البيان أن "حفاظاً على أرواح المدنيين، قامت الوحدات العسكرية المرابطة في المدينة بإعادة الانتشار والتموضع خارجها".
وتتقدم فصائل المعارضة السورية في 15 موقعاً في ريف حماة الغربي والشمالي والشرقي ضمن ثلاثة محاور، بحسب تقارير إعلامية. وكان التركيز الرئيسي للقتال على منطقة جبل زين العابدين الاستراتيجية، الواقعة على مشارف حماة.
في المقابل، أعلنت وكالت الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن قوات الجيش العاملة في ريف حماة "تخوض معارك عنيفة بمواجهة الإرهابيين وتكبدهم خسائر فادحة".
وأضافت نقلاً عن مصدر عسكري أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك وحوامات الدعم الناري "تدمر أعداداً كبيرة من آليات الإرهابيين في ريف حماة الشمالي وتقضي على العشرات منهم وتعمل على تعزيز خطوط قواتنا المدافعة على ذلك الاتجاه".
واستمرت الاشتباكات العنيفة طوال الليل حول حماة، استكمالاً لهجوم بدأته الفصائل المسلحة أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما أسفر عن مكاسب إقليمية كبيرة، منها الاستيلاء على مدينة حلب.
وفي محاولة لتعزيز معنويات الجيش، أمر الرئيس السوري بشار الأسد بزيادة رواتب جميع أفراد الجيش بنسبة 50 في المئة الأربعاء.
وأعلنت فصائل المعارضة في شمال غرب البلاد سيطرتها على بلدة قلعة المضيق في منطقة سهل الغاب غرب حماة بالتزامن مع سيطرتها على مدن صوران وطيبة الإمام شمال حماة.
وانتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تصور تحركات عناصر المعارضة بعد السيطرة على قلعة المضيق وصوران وطيبة الإمام.
مقاتلون من جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية المسلحة يقودون سياراتهم على طول أحد شوارع الراشدين بمحافظة حلب في سوريا في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
كما أظهرت مقاطع فيديو نشرها حساب تابع للمعارضة السورية على تلغرام، زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني في قلعة مدينة حلب في شمال سوريا.
وظهر الجولاني وهو يقف على درج أمام قلعة المدينة التاريخية، ويحيّي عددا من مناصريه الذين اجتمعوا حوله.
وأكد مصدر من هيئة تحرير الشام لوكالة فرانس برس أن الزيارة جرت الأربعاء، بعد أيام من سيطرة الجماعة المسلحة بالكامل على حلب، للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع عام 2011.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الخميس إن روسيا تقيّم الوضع في سوريا وإنها على اتصال دائم بالسلطات السورية.
وأضاف بيسكوف أن مدى المساعدة الروسية لدمشق يعتمد على هذا التقييم، قائلاً "اعتماداً على تقييم الوضع، سنكون قادرين على التحدث عن مستوى المساعدة التي تحتاجها السلطات السورية للتعامل مع المتشددين والقضاء على هذا التهديد".
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية الخميس إن تركيا تعاونت ونسقت بشكل وثيق مع نظرائها الإقليميين منذ أن بدأت الاشتباكات مرة أخرى في شمال سوريا الأسبوع الماضي، مضيفًا أنه يجرى اتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار.
وكرر المتحدث الموقف التركي بأن الصراع ناجم عن ديناميكيات داخلية وقضايا لم يُجر حلها في سوريا، مضيفاً أن تركيا تظل ملتزمة بالاتفاقيات التي توصلت إليها.
وقال المتحدث "إن قواتنا تتخذ جميع التدابير اللازمة لاستمرار الاستقرار في المنطقة. ومنذ بداية العملية، يستمر التعاون والتنسيق الوثيق مع النظراء في المنطقة".
وقال الجيش السوري إنه تمكن من استعادة بعض المناطق من قوات المعارضة السورية، في محيط مدينة حماة إثر هجوم معاكس بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، فيما أكدت المعارضة السورية الاحتفاظ بجميع المواقع التي سيطرت عليها.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، تمكن الجيش من "توسيع نطاق أمان المدينة (حماة) بنحو 20 كلم" وذلك بعد القضاء على مسلحين وتدمير آلياتهم.
وتحدثت (سانا) عن مواصلة الجيش عملياته ضد مواقع ومحاور تحركات قوات المعارضة السورية في ريف حماة الشمالي.
وقال الجيش السوري إنه تمكن من استعادة بعض المناطق من قوات المعارضة السورية، في محيط مدينة حماة إثر هجوم معاكس بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، فيما أكدت المعارضة السورية الاحتفاظ بجميع المواقع التي سيطرت عليها.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، تمكن الجيش من "توسيع نطاق أمان المدينة (حماة) بنحو 20 كلم" وذلك بعد القضاء على مسلحين وتدمير آلياتهم.
وتحدثت (سانا) عن مواصلة الجيش عملياته ضد مواقع ومحاور تحركات قوات المعارضة السورية في ريف حماة الشمالي.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، ذكر أن هيئة تحرير الشام التفت حول مدينة حماة لإطباق الحصار على المدينة من 3 جهات، وأصبحت على بعد 4 كيلومترات من الجهة الشمالية، ومن الجهة الشمالية الغربية سيطرت قوات "ردع العدوان" على قرية خطاب التي تبتعد 3 كيلو مترات عن المدينة، ومن الجهة الشرقية قطعت طريق سلمية-حماة بعد أن سيطرت على قرية المباركات.
كما أعلنت فصائل المعارضة سيطرتها على العديد من المواقع الاستراتيجية التي تتمركز فيها قوات النظام السوري والقوات المساندة لها كان ابرزها رحبة خطاب الاستراتيجية المجاورة لمطار حماة وجسر مدينة محردة واللواء 87 الاستراتيجي الذي يعد بوابة عسكرية للدخول لمدينة حماة. إضافة إلى بلدة ارزة والتي تبعد عن مدينة حماة ثلاثة كيلومترات.
وتمكنت الفصائل أيضاً من التوغل في شرق حماة وقطع طريق حماة/ السلمية/ الرقة وتضيق الخناق أكثر على مدينة حماة، حيث تدور الآن معارك عنيفة على جبل زين العابدين الاستراتيجي وفي حال تمكن الفصائل من السيطرة عليه فهذا يعني أن مدينة حماة سقطت بالفعل، وفق وسائل سورية.
من جهته أعلن الجيش السوري أنه استعاد قرية كفراع ومعرشحور، وأُبعدت هيئة تحرير الشام عن مدينة حماة بقرابة 10 كلم، وفق رواية المرصد.
وقال القائد العسكري في إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية حسين عبد الغني، إن "جميع المواقع التي سيطرنا عليها ما تزال تحت سيطرتنا، ولا يزال التقدم مستمراً ضمن عملية ردع العدوان".
وقال عبد الغني إن "قوات النظام" تحاول رفع معنويات جنودها عبر بث شائعات تفيد باستعادتهم بعض المواقع في أرياف حماة.
وتحدث التلفزيون السوري عن اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي مع المعارضة منذ ساعات الصباح.
كما سيطرت فصائل المعارضة على منطقة سهل الغاب وبهذا تكون أقرب لمعسكر جورين الاستراتيجي التابع للنظام، والذي كان يستعمله خلال السنوات الماضية لقصف مناطق سيطرة المعارضة، وفق وسائل إعلام.
كما أصبحت المعارضة أقرب إلى مدينة السقيلبية حيث الأكثرية المسيحية من السكان والمقار الأمنية والعسكرية التابعة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وتواصل طائرات سلاح الجو السوري شن غارات مكثفة على عدة مناطق شمال حماة وبشكل أكبر على الأحياء في مدينة إدلب.
وقتل خلال العمليات منذ ليل الثلاثاء وحتى ظهر الأربعاء، 45 مقاتلاً، 22 عنصراً من هيئة تحرير الشام و5 من فصائل "الجيش الوطني" المعارضة و18 عنصراً من الجيش بينهم 5 ضباط برتب مختلفة، وفق المرصد.
وفي بيان صادر عن الجيش السوري، أُعلن فك الحصار المفروض من المعارضة على طلاب أكاديمية الأسد العسكرية في حلب، وقال البيان إن الطلاب تمكنوا من الخروج إلى بلدة الواحة في منطقة السفيرة، وجرى تطويقهم مرة أخرى من قبل قوات المعارضة.
"عبر تنسيق سوري روسي عسكري سياسي مشترك تم فك حصار تلك التنظيمات الإرهابية، وتأمين خروج طلبة الأكاديمية ووصولهم بأمان إلى مدينة حمص ليتم تقديم الرعاية اللازمة، والعلاج الطبي للمصابين والجرحى منهم"، يقول البيان.
وتشنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل معارضة متحالفة معها منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني هجوماً مباغتاً في شمال غرب سوريا أطلقت عليه اسم "ردع العدوان".
وسيطرت هذه القوات على عشرات البلدات وعلى قسم كبير من حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وتواصل تقدّمها جنوباً.
وتعرضت المدينة إلى "قصف صاروخي من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها"، وفق المرصد.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 115 ألف شخص نزحوا من محافظتي إدلب وحلب السوريتين، بعد الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة ضد مواقع كان يسيطر عليها النظام السوري.
وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن لوكالة فرانس برس بعد زيارة قام بها إلى إدلب: "مر أسبوع على التصعيد في سوريا، وهناك أكثر من 115 ألف شخص نزحوا في أنحاء إدلب وشمال حلب".
نقلت وكالة (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن "تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة حماة لتعزيز القوات الموجودة على الخطوط الأمامية والتصدي لأي محاولة هجوم قد تشنها التنظيمات الإرهابية المسلحة".
وقالت وسائل إعلام رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتالاً عنيفاً اندلع للسيطرة على جبل زين العابدين، وهو تل يقع على بعد خمسة كيلومترات شمال شرقي حماة ويطل على طريق رئيسي يؤدي إلى المدينة.
وقال أبو القعقاع، أحد قادة قوات المعارضة في المنطقة إنهم "أجبروا على التراجع تحت قصف جوي عنيف من العدو". وأشار مصدر آخر من قوات المعارضة إلى الفشل في السيطرة على جبل زين العابدين باعتباره انتكاسة للتقدم الذي أحرزته المعارضة نحو حماة، وفق وكالة رويترز.
وقال وسيم، 36 عاما، وهو عامل توصيل طلبات في حي الشريعة، لوكالة فرانس برس "الليلة الماضية كانت الأصوات مرعبة للغاية والقصف متواصل ومسموع بوضوح".
وأضاف "بالنسبة لي سأبقى في منزلي لأنه ليس هناك مكان آخر أنزح إليه. تعبنا من هذه الحالة ونحن على أعصابنا منذ أربعة أيام".
وقالت مصادر من المعارضة والجيش لرويترز، إن جماعات مسلحة مدعومة من إيران ساعدت في تعزيز خطوط المواجهة للقوات الحكومية في حماة حيث أعادت وحدات الجيش تنظيم صفوفها بعد خسارتها حلب.
وذكر سكان أن مقاتلين عراقيين مدعومين من إيران دخلوا إلى سوريا دعماً للرئيس بشار لأسد الذي بدأت حكومته حملة جديدة للتجنيد من خلال إقامة نقاط تفتيش في دمشق وشرق دير الزور لتسجيل الشباب للانضمام إلى الجيش.
هيومن رايتس ووتش: المدنيون في سوريا معرضون لخطر "انتهاكات جسيمة"
أبدت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء مخاوفها من تعرّض المدنيين في شمال سوريا لانتهاكات جسيمة من قبل القوات الحكومية والفصائل المعارضة التي تخوض مواجهات منذ أسبوع، تعد الأعنف منذ سنوات.
وحضت المنظمة الحقوقية "أطراف النزاع كافة على التزام واجباتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك توجيه الهجمات فقط ضد الأهداف العسكرية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وضمان قدرة المدنيين على الفرار من القتال بأمان".
وقال نائب مدير منطقة الشرق الأوسط لدى المنظمة آدم كوغل "نظرا إلى سلوك الحكومة السورية طيلة حوالى 14 عاما من النزاع، تتزايد المخاوف من أنها قد تلجأ مجددا إلى تكتيكات وحشية وغير قانونية، تسبّبت في أضرار مدمرة وطويلة الأمد للمدنيين."
كما أشارت المنظمة في بيانها الى أن "سجلات الفصائل المعارضة بشأن الاعتقالات تثير مخاوف جدية إزاء سلامة الأشخاص المرتبطين بالحكومة السورية أو الجنود السوريين الذين تم أسرهم أثناء الهجوم العسكري. كما أن الجماعات لديها سجلات موثقة جيدًا لسوء معاملة الأقليات الدينية والعرقية والنساء في المناطق الخاضعة لسيطرتها".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، إن موسكو تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية لمواجهة هجمات يشنها من وصفتهم بأنهم "جماعات إرهابية".
ورأت زاخاروفا أن التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة السورية في الأيام القليلة الماضية لم يكن ممكنا دون دعم وتحريض من الخارج، مضيفةً أن "قوات المعارضة السورية حصلت على طائرات مسيرة وتدريب من الخارج".
وأضافت، دون تقديم أدلة، أن قوات المعارضة تلقت طائرات مسيرة من أوكرانيا وتدريبا على طريقة تشغيلها، وإن هناك مقاتلين من دول سابقة بالاتحاد السوفيتي في صفوف المعارضة.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إنها ترفض تلك الاتهامات "بشكل قاطع".
وأضافت في بيان على تطبيق تليغرام، أن كييف، على النقيض من موسكو، ملتزمة بالقانون الدولي دون قيد أو شرط وأن روسيا وإيران مسؤولتان عن تدهور الوضع الأمني بسوريا.
أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال في اجتماع لحلف شمال الأطلسي الأربعاء إن التقدم الذي حققته قوات هيئة تحرير الشام في سوريا في الآونة الأخيرة يظهر أن داعمي الرئيس السوري بشار الأسد، وهما روسيا وإيران، مشتتان.
وأضاف بلينكن أن رفض الأسد المشاركة بأي شكل ملموس في عملية لحل الأزمة السياسية في البلاد هو أيضاً ما فتح المجال لهجوم هيئة تحرير الشام.
واشتبكت روسيا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة، واتهمت كل منهما الأخرى بدعم "الإرهاب" خلال اجتماع لمجلس الأمن انعقد بسبب التصعيد المفاجئ للقتال في سوريا.
ودعا روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد في القتال في سوريا وحماية المدنيين. كما عبّر عن قلقه من أن الهجوم تقوده هيئة تحرير الشام.
واتهم وود الجيش السوري وروسيا بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين في الهجمات على المدارس والمستشفيات، قائلاً إن "حقيقة إدراج الولايات المتحدة والأمم المتحدة هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية لا تبرر المزيد من الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد وداعموه الروس".
وفي تصريحات موجهة إلى وود، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "ليس لديك الشجاعة للتنديد بهجوم إرهابي واضح على المدنيين المسالمين في المدن السورية المسالمة".
ورد وود متهماً نيبينزيا بأنه "ليس في وضع يسمح له بإلقاء محاضرات علينا بشأن هذه القضية" لأن موسكو "تدعم الأنظمة التي ترعى الإرهاب في جميع أنحاء العالم".
وأضاف "الولايات المتحدة حاربت آفة الإرهاب على مدى عقود وستواصل فعل ذلك".
بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام" ومن معها من الفصائل المسلحة على مدينة حماة، رابع كبرى المدن في سوريا، وجهت "هيئة تحرير الشام" مساء الخميس خطاباً للسفارات في العاصمة دمشق.
حيث قالت إن "التغيير المنتظر بسوريا لا يعني انهيار الدولة".
واعتبرت أن "التغيير المنتظر فرصة لبناء دولة مدنية قوية".
كما أضافت أن "رؤيتنا لسوريا المستقبل هي دولة تقوم على الحوار".
حلب وإدلب وحماة
وبوقت سابق الخميس، أعلنت هيئة "تحرير الشام" السيطرة على مدينة حماة تماماً بعد انسحاب الجيش السوري.
فيما أصدر الجيش بياناً أكد فيه دخول الفصائل المسلحة المدينة، لتكون بذلك المدينة الثالثة التي تسقط بعد إدلب وحلب.
كما أردف أن قواته انسحبت باتجاه حمص لإعادة التموضع.
48 كلم عن حمص
ولاحقاً توعدت "هيئة تحرير الشام" الوصول إلى حمص ودرعا ودير الزور.
وأفادت مصادر بأن الفصائل السورية المسلحة باتت تبعد 48 كلم عن مركز مدينة حمص أكبر محافظة سورية.
من جهته أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان لـ"العربية/الحدث" انسحاب أكثر من 200 آلية عسكرية من ريف حماة الجنوبي باتجاه حمص.
كما أضاف أن مدينة تلبيسة في ريف حمص باتت بيد الفصائل.
دعوة للانشقاق
يشار إلى أن الفصائل المسلحة كانت دعت الخميس جنود وضباط الجيش السوري في حماة إلى الانشقاق، ورفع الرايات البيضاء والاستسلام.
وفي مقطع مصور نشر على منصة "إكس"، دعا القيادي العسكري في ما يعرف بـ"غرفة العمليات الإعلامية" للفصائل المسلحة، حسن عبد الغني، الجنود إلى رمي السلاح، والانشقاق، متعهداً بسلامتهم.
كما توعد بمواصلة القتال ضد القوات الحكومية، زاعماً أن "الحسم بات قاب قوسين".
استراتيجية للجيش
يذكر أن الفصائل المسلحة كانت دخلت حماة التي تعتبر استراتيجية للجيش، لأن حمايتها ضرورية لتأمين دمشق الواقعة على مسافة حوالي 220 كيلومتراً إلى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
الأهمية الاستراتيجية لمحافظة حماة
وخلفت المعارك، وهي الأولى بهذا الحجم منذ العام 2020 في سوريا، 704 قتلى خلال أسبوع واحد، بينهم 110 مدنيين، وفق المرصد.
كذلك أدت إلى نزوح أكثر من 110 آلاف شخص، في أنحاء إدلب وشمال حلب، حسب ما أكد نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن لفرانس برس.
قد يهمك أيضا:
غوتيريش يُعرب عن قلقه بشأن التصعيد الأخير للعنف بأنحاء شمال غرب سوريا
بريطانيا تدعو روسيا وإيران إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي في ضرباتها بسوريا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر