زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة
آخر تحديث GMT 12:25:53
المغرب اليوم -

زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري

وصل  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى مدينة جدة للقاء العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ولأداء مناسك العمرة. وهي الزيارة التي تأتي بعد توتر ساد العلاقات بين البلدين، منذ مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول أواخر عام 2018. أردوغان، كان قد أعلن عن نية بلاده طي صفحة الخلافات مع السعودية منذ أكثر من عام، بل وهاتف العاهل السعودي في مايو/أيار من العام الماضي، قبل أن يرسل وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو، في زيارة رسمية إلى الرياض للقاء نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ليعلن أردوغان بعدها عن نيته زيارة السعودية في فبراير/شباط الماضي، لكن الزيارة لم تتم. 

البعض في تركيا أرجع أسباب تأجيل الزيارة، إلى إصرار الرياض على إغلاق ملف قضية جمال خاشجي بصورة رسمية. وهو ملف بدأت المحكمة التركية النظر فيه في يوليو/تموز من عام 2020، لمحاكمة 26 متهما سعوديا، غيابيا، بتهمة قتل خاشقجي على الأراضي التركية.غير أن التطور الأهم جرى في السابع من أبريل/نيسان الجاري، عندما قضت محكمة تركية، بإغلاق ملف محاكمة قتلة خاشقجي، نظرا "لاستحالة تحقيق تقدم في ملفات التحقيق بشأنهم"، وأمرت بنقل ملفات التقاضي والتحقيق إلى السلطات القضائية السعودية، في خطوة، فسرها كثيرون، بأنها إزالة لآخر حجر يعيق التقدم في ملف إعادة الدفء للعلاقات بين البلدين المهمين. 

وتأتي مساعي أردوغان لتنقية الأجواء مع السعودية، ضمن إطار جهود أوسع بذلها الرئيس التركي في الفترة الأخيرة لتحسين العلاقة مع عدد من  خصومه الإقليميين، بما في ذلك مصر والإمارات وإسرائيل، في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات الأجنبية، خصوصا من الغرب. فإعلانه في يناير/كانون الثاني من العام الجاري عن أنه يخطط لزيارة السعودية، جاء بينما كان اقتصاد بلاده يمر، ولا يزال، في مرحلة صعبة، بعد التدهور الخطير في قيمة العملة التركية، وما رافقه، من ارتفاع في نسب التضخم. حيث بلغ التضخم السنوي في تركيا 61,14 في المئة. ورافق ذلك، ارتفاع كبير في أسعار المحروقات والسلع الرئيسية تعاظمت حدته على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا.

من التقارب إلى الخلاف
وشهدت العلاقات التركية السعودية نقلة نوعية منذ تولي أردوغان الرئاسة في أغسطس/ آب 2014، وتولي الملك سلمان حكم المملكة في يناير/ كانون الثاني 2015. فقد عقد الزعيمان في عام 2015 ثلاث قمم. ووقعا اتفاقا بين دولتيهما على إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي، خلال زيارة أردوغان للمملكة في ديسمبر/ كانون الأول 2015، وهو ما تبعه التوقيع على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي، في أبريل/نيسان 2016 خلال زيارة العاهل السعودي إلى إسطنبول. لكن أحداثا كثيرة لعبت دورا في توتر العلاقات بين البلدين، لا سيما بعد اصطفاف تركيا إلى جانب حليفتها قطر خلال الأزمة الخليجية عام 2017، وتنامي التصعيد الإعلامي بين الطرفين، ليصل التوتر ذروته إبان أزمة مقتل خاشقجي، وإن كان التراجع في العلاقات لم يصل حد القطيعة الدبلوماسية، حيث احتفظ البلدان بتمثيل دبلوماسي في حدوده الدنيا. 

وعاقبت الرياض تركيا، عبر وقف استيراد منتجاتها وحجبها عن الأسواق السعودية، كما حرمت شركات البناء التركية العملاقة من المشاركة في أي مشاريع سعودية، كما قامت بتقليص أعداد رحلات الحج والعمرة، وهو الأمر الذي تفاقم بسبب جائحة كورونا. لكن الضربة الأهم كانت مقاطعة السياح السعوديين لتركيا، وهو ما أثر بشكل كبير على سوق السياحة التركية. وقد عقد الرئيس التركي مؤتمرا صحفيا في أسطنبول قبيل مغادرته إلى جدة، أعرب خلاله عن سعادته لتلبية دعوة خادم الحرمين الشريفين له لزيارة السعودية، كما أشار إلى الرمزية الدينية التي يحملها توقيت الزيارة التي تأتي في الأيام الأخيرة من رمضان، إذ قال : "سأقوم بزيارة إلى المملكة في هذا الشهر الذي يعد شهر التضامن والصداقة وتعزيز روابط الاخوة بين المسلمين، ووفقا لهذا المبدأ سنسعى جاهدين لتوطيد العلاقات بين البلدين".أردوغان، أدان أيضا الهجمات التي تستهدف الأراضي السعودية، داعيا إلى ضرورة العودة إلى طاولة الحوار بدلا من استخدام السلاح لحل القضايا العالقة.

وأكد أن الهدف من زيارته إلى السعودية هو العودة بالعلاقات بين البلدين إلى أفضل مما كانت عليه، وفتح صفحة جديدة، تمثل زيارته محطة البداية فيها. مكتب رئاسة الجمهورية التركية، قال إن إردوغان سيبحث مع كبار المسؤولين السعوديين ملفات أقليمية أخرى تتعلق بإيران والعراق وسوريا واليمن وملف القضية الفلسطينية وما يجري في القدس، إلى جانب ملفات الاهتمام المشترك بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ويراهن كثيرون على قدرة أردوغان على تخطي الأزمة الحالية، من خلال فتح باب واسع للتعاون الاقليمي بين البلدين. ويرتبط هذا بمدى نجاح لقاء المصارحة والمصالحة، كما وصفه مراقبون هنا، بين أردوغان وولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان، في التوصل إلى مقاربات تستجيب لمصالح الطرفين. وهو الأمر الذي يتفاءل المعلقون بإمكانية تحقيقه، طالما أن لدى تركيا الرغبة والاستعداد للخوض في كل التفاصيل، وتجاوز أي عقبة يمكن أن تعيق تقدم العلاقات بعد هذه الزيارة، على ما يقولون.

قد يهمك أيضَا :

أردوغان يصرح سنجعل الاقتصاد التركي واحداً من أكبر 10 اقتصادات في العالم

الوساطة التركية في الأزمة الأوكرانية تتقدّم على ما عداها وبوتين يعلن شروطه للمصالحة مع زيلنسكي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib