ساعدت قضية القاصر "خديجة" في أن تخرج مدينة مهمشة فقيرة إلى الوجود، وأن تعرف على الصعيد العالمي، كما تناقل اسم هذه المدينة على منابر إعلامية عالمية. وقصة خديجة جعلت الأنظار تتجه إلى المغرب، وخاصة إلى هذه المدينة التي تتخللها مناظر طبيعية خلابة جبال شاهقة وسهول خضراء وشلالات أزيلال التي لا تبعدها إلا ببعض الأمتار.
ففي هذه المدينة الجميلة تفجرت قضية القاصر خديجة التي غابت عن عائلتها أكثر من ستين يوما، لتعود وهي تحمل قصة مأساوية مؤلمة. وبغية معرفة المزيد عن تفاصيل قضية خديجة، توجه "المغرب اليوم" إلى مدينة أولاد عياد وبالضبط السوق الأسبوعي للمدينة حيث جمع حكايات متناقضة لقصة خديجة ، بين المدافع وبين من يرى أنها المذنبة.
حكاية خديجة وتحرك رجال الشرطة:
كانت البداية حين تقدمت سيدة تجاوزت الأربعين من عمرها ، بشكوى لدى مصالح الشرطة بأولاد عياد تتهم فيها 15 شخصا باحتجاز ابنتها واغتصابها بشكل متكرر لمدة تجاوزت الشهر والنصف، فضلا عن حرق أماكن متفرقة شملت الأماكن الحساسة من جسدها بواسطة السجائر ووضع "أوشام" على جسدها.
والشرطة انتقلت على الفور إلى بيت خديجة حيث تم الاستماع إليها في محضر قانوني ، حيث صرحت والدموع تذرف الدموع، على أنها غادرت المدرسة منذ ثلاث سنوات ومنذ ذلك الوقت وهي تعيش في أجواء عادية. ولحظة اختطافها كانت تجلس أمام بيت خالها، قبل أن يباغتها شخصان، كانا على متن دراجة نارية، وضع أحدهما آلة حادة على عنقها لإرغامها على ركوب الدراجة النارية متوجهين بها بعد ذلك إلى مكان مجهول.
ومند اليوم الأول تعرضت لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، واستمر هذا التعذيب طيلة مدة احتجازها بمكان مليء بأشجار الزيتون بضواحي أولاد عياد، مشيرة إلى أن أكثرمن 14 شخصا تناوبوا على اغتصابها. وبعد ذلك أعطت خديجة أوصاف مغتصبيها وعن أسماء بعضهم خاصة الذين يسكنون قرب منزل والدها.
اعتقالات واسعة:
لم تمر إلا ساعات من وضع خديجة شكواها لدى الشرطة بأولاد عياد حتى أعلن عن توقيف 5 أشخاص من بينهم المتهم الرئيسي الملقب بـ "كريطي" حيث جرى وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث الذي تجريه مصالح الدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة.
بعد ذلك ارتفع عدد الموقوفين إلى 9 أشخاص، ثم توالت الاعتقالات إلى أن وصل العدد حاليا 15 موقوفا، تم تقديمهم أمام أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية بني ملال وتقرر متابعتهم في حالة اعتقال بالسجن المحلي ببني ملال، بتهم الاغتصاب، واحتجاز قاصر، وتكوين عصابة إجرامية، والتحريض على الفساد وإعداد منزل للدعارة
جمعيات وحقوقيون يتضامنون مع قضية خديجة :
حظيت قصة خديجة المحتجزة والمغتصبة بمتابعة كبيرة، وبتعاطف واسع من لدن رواد المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في كل انحاء العالم، بعد أن تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للوشوم على جسدها، مطالبين بتوقيع أقسى عقوبة على المعتدين. كما نظمت وقفات احتجاجية امام مقر جماعة أولاد عياد انتهت بمسيرة في اتجاه بيت الطفلة خديجة، وطالبوا المسؤولين بالعمل على فتح مقر مفوضية الشرطة.
رواية تتناقض مع حكاية خديجة :
كانت لرواية خديجة رواية أخرى لعائلات المعتقلين، وتفاصيل مثيرة لقضية القاصر، حيث خرجت هذه العائلات بتصريحات تنفي تعرض خديجة للاغتصاب متهمين إياها بالتعاطي للدعارة منذ مدة. وفي لقاء مع عائلات المعتقلين ، الذين يبحثون عن بصيص أمل لإنقاذ أبنائهم، حيث صرح والد المتهم الرئيسي في قضية خديجة والملقب بـ "كريطي" أن الفتاة كانت تمارس الجنس بشكل مستمر مع ابنه، مشيرا إلى أن الفتاة معروفة لدى ساكنة أولاد عياد بسلوكاتها المنحرفة، نافيا أن يكون ابنه قد اختطفها، مبرزا أن خديجة لم تكتف باتهام ابنه الأكبر بل اتهمت ابنه الصغير أيضا الذي لم تكن تجمعه أي علاقة معها، وفق تصريحه.
سيدة أخرى صرحت على أن والدة خديجة سبق وأن صرحت لها ، أن ابنتها كانت معتادة على الغياب عن المنزل منذ سنوات، مطالبة بإجراء خبرة طبية للتأكد من أن الفتاة فقدت عذريتها منذ سنوات. ووالد أحد المتهمين استغرب لشكوى والدة خديجة ، وهي معروفة لدى الجميع بمدينة أولاد عياد بمن فيهم السلطة، بغيابها المستمر مستغربا من عدم الإبلاغ عنها لدى مصالح الدرك الملكي منذ اليوم الأول من اختفائها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر