دمشق ـ سليم الفارا
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أن العشرات من مسلحي تنظيم "داعش" الارهابي الموجودين في سجن غويران "يرفضون الاستسلام"، وقد اشتبك الطرفان بعد يوم من إعلان "قسد" استعادتها السيطرة الكاملة على المنشأة. وأعلنت "قسد" في بيان إن القتال بين المتطرفين المسلحين وقواتها أسفر عن مقتل اثنين على الأقل من المسلحين، الخميس. وأضافت أن ما بين 60 و90 مسلحاً يتحصنون في القسم الشمالي من السجن الواقع في الحسكة بشمال شرقي سوريا. وكانت "قسد"، التي يتزعمها الأكراد، أعلنت الأربعاء أن أفرادها سيطروا بشكل كامل على السجن الواقع في مدينة الحسكة، بعد أيام من هجوم كبير نفذه مسلحو تنظيم "داعش". وأدى الهجوم الذي استمر أسبوعاً على أحد أكبر مراكز الاحتجاز في سوريا إلى تحويل الحسكة إلى منطقة نزاع. وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية حظر تجول وأغلقت المدينة ومنعت الدخول والخروج منها.
والهجوم أكبر عملية عسكرية ينفذها تنظيم داعش منذ سقوطه، وجاءت في الوقت الذي شن فيه المسلحون عدداً من الهجمات المميتة في كل من سوريا والعراق، مما أثار مخاوف من احتمال عودتهم. وقالت "قسد" إن نحو 3000 نزيل استسلموا منذ أن بدأت قبل ثلاثة أيام عملية استعادة الجناح الشمالي للسجن. واستخدم المسلحون الأطفال المعتقلين كدروع بشرية لوقف تقدم "قسد". يذكر أنه يوجد أكثر من 600 طفل محتجز في السجن الذي يضم أكثر من 3000 سجين. ولم يقدم المسؤولون الأكراد أعداداً دقيقة بشأن نزلاء السجن. وقال مسؤولون أكراد إن عدداً كبيراً من الأطفال أطلِق سراحهم الأربعاء لكن مصيرهم لم يتضح بعد. لكن جماعات حقوقية وطفلا واحدا على الأقل قالوا من داخل السجن إن العديد من الأطفال قُتلوا وجُرحوا في الاشتباكات.
وأسفر القتال الدائر منذ أسبوع عن سقوط عشرات المقاتلين من الجانبين ونزوح آلاف المدنيين الذين يعيشون في المناطق المحيطة بالسجن، فيما نفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ما يقرب من 12 غارة جوية. قال مسؤول في التحالف، الخميس، إن معتقلي سجن غويران يتم تأمينهم في "منشأة جديدة محصنة" قريبة، حيث ستستخدم "قسد" القياسات الحيوية لتسجيلهم. وقال المسؤول، إن التحالف يواصل تقديم المشورة والمساعدة لـ"قسد" في العملية. وقد استهدف المسلحون المنشأة الجديدة في هجومهم الأولي لكنهم فشلوا. وتم تقدير عدد قتلى الاشتباكات بأكثر من 235 بينهم أكثر من 173 داعشياً وأكثر من 55 مقاتلاً من "قسد" و7 مدنيين على الأقل. وقالت "قسد" إن المعلومات الأولية تشير إلى سقوط 35 قتيلاً من قواتها. وطوقت قوات "قسد"، المدعومة بمركبات قتالية ودعم جوي، جناح السجن الذي لا يزال خاضعاً لسيطرة المسلحين منذ بضعة أيام. واستخدم مقاتلو "قسد" وفرق أمنية أخرى مكبرات الصوت لدعوة المسلحين إلى الاستسلام.
وكانت هذه أكبر عملية لمسلحي تنظيم "داعش" منذ هزيمته العسكرية في سوريا عام 2019. وحث متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية من تبقى من مسلحي التنظيم على الاستسلام.
ويحتجز في السجن الآلاف من الأشخاص، ويعتقد أن بينهم مئات الأطفال، للاشتباه في وجود صلات لهم مع تنظيم "داعش". وفي غضون ذلك، تستمر إجراءات مشددة في مدينة الحسكة منذ أيام، حيث تقوم قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، بإغلاق جميع منافذ المدينة لمنع تسرب المسلحين إلى مناطق أخرى. وكان أكثر من 45 ألف شخص قد نزحوا من منازلهم في الحسكة بعد اندلاع موجة العنف، وفقا للأمم المتحدة. ولجأ الكثيرون منهم إلى المساجد وصالات الأفراح داخل المدينة. ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) إلى إجلاء أطفال موجودين في السجن، بعد تقارير عن حالات وفاة بينهم. فقد أرسل بعض المحتجزين رسائل صوتية قالوا فيها إنهم شهدوا مقتل أطفال، وأنه لا يوجد ماء أو غذاء. وتشير تقديرات اليونسيف إلى أن عدد الأطفال في السجن يصل إلى 850. ومعظم الأطفال سوريون وعراقيون، وبقيتهم ينتمون إلى 20 دولة أخرى رفضت إعادتهم إلى أوطانهم.
قد يهمك أيضاً :
فيصل المقداد يؤكد أن القوات الأميركية و"قسد" تواصل سرقة ثروات سوريا
تركيا قد تُطلق الثلاثاء عملية عسكرية جديدة ضد "قسد" في سوريا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر