الدار البيضاء ـ رضى عبد المجيد
وجهت فاطمة السعدي برلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، سؤالًا كتابيًا إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حول تزايد حالات الهجرة السرية الجماعية للشباب المغاربة في الآونة الأخيرة.
وجاء في سؤال برلمانية "تعود، من جديد قوارب الموت إلى واجهة الأحداث، وتحتل بذلك الصدارة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ببلادنا، فمنذ مدة وجيزة فقط تحول حوض المتوسط إلى مقبرة جماعية لمئات الشباب المغاربة، جثث كاملة وأخرى عبارة عن أطراف جسدية متحللة تطفو على سطح البحر أو تُلتقط في شباك الصيد، في مشاهد أقل ما يمكن أن توصف به كونها صادمة وقاسية جدًا، وهو الأمر الذي لا يجد تفسيرًا إلَّا في اليأس الذي تسرب إلى أذهان وأفئدة فلذات أكبادنا، نتيجة الإحساس بأفول شمس الأمل وانسداد الآفاق أمامهم؛ ناهيك عن فقدانهم الثقة في الاختيارات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية التي انخرطت فيها بلادنا منذ زمن ليس بالقصير، وهي الاختيارات التي أبانت عن فشلها الذريع بالنظر إلى تغييبها لمجموعة من المعطيات الأساسية "التغير الديمغرافي، فشل النموذج التعليمي، فشل النموذج الاقتصادي، غياب استراتيجية محكمة في مجال التشغيل، تعثر تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، غياب استراتيجية واضحة للاستثمار وخلق الثروة… وبالتالي استمرار الحلول الترقيعية من قبل الحكومات المتعاقبة"، الشيء الذي أفضى بهؤلاء الشباب إلى الشعور بالإحباط، والاقتناع بأن الحياة الكريمة باتت ضمن باب المستحيلات في هذا الوطن الذي أمسى بيئة طاردة لشبابها، ليجدوا أنفسهم مكرهين على الانتحار بدل انتظار الذي قد يأتي أو لا يأتي".
وطالبت السعدي الحكومة بأخذ موضوع الهجرة السرية للشباب المغربي بعين الاعتبار خلال تهيئ قانون مالية سنة 2019، انسجامًا مع دعوة الملك محمد السادس في خطابه الأخير إلى الانخراط في مراجعة شاملة لدعم تشغيل الشباب، كما وجهت السؤال إلى سعد الدين العثماني حول التدابير والإجراءات المستعجلة التي تعتزم الحكومة اتخاذها للحد من هذه الظاهرة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر