كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في تحقيق نشرته اليوم روايات لضباط وجنود إسرائيليين جاء فيها أن "هناك خطا شمال محور نتساريم يسمى خط الجثث وأهالي قطاع غزة يعرفونه".
وأضافوا أن "محور نتساريم صنّف منطقة قتل وكل من يدخلها يطلق عليه النار، ونقتل مواطنين ثم نعدمهم على أنهم مسلحون".
وقالوا: "بعد إطلاق النار على الفلسطينيين عند محور نتساريم تترك الجثث لتأكلها الكلاب، وهناك سباق وتحد بين الوحدات العسكرية بغزة لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين"
وأشاروا إلى أنه "نحن في مكان بلا قوانين وحياة البشر فيه لا قيمة لها... لدينا أوامر بإرسال صور الجثث وقد أرسلنا صور 200 قتيل وتبين أن 10 منهم فقط من حماس".
ووفق الروايات، فإن "الأوامر هي أن كل من يخترق الحد في نتساريم يجب أن يتلقى رصاصة في رأسه، وأحيانا يتصرف الجيش في غزة مثل مليشيا مسلحة مستقلة دون قوانين، وهناك سلطة غير محدودة ممنوحة للقادة في غزة".
وقالت الصحيفة إن "الشهادات التي تم ذكرها تسلط الضوء على التحديات الأخلاقية والقرارات الصعبة التي يواجهها الجنود والقادة في ساحة المعركة. العديد منهم يذكرون التوتر بين الحاجة للامتثال للتعليمات العسكرية وبين الشعور بالفظاعة تجاه الأفعال التي يُطلب منهم القيام بها".
وأضافت: "الجنود والقادة يتحدثون عن مواقف لم يكن من الواضح فيها ما إذا كانوا يتصرفون بشكل قانوني وأخلاقي. في بعض الأحيان، كانت هناك حالات شعر فيها الجنود بعدم القدرة على فهم التعليمات التي كانت تبدو غير صحيحة بالنسبة لهم، مثل إطلاق النار على أشخاص غير مسلحين أو القيام بأفعال لم يكن لديها مبرر في نظرهم. هناك بعض الجنود الذين عبروا عن مشاعر من الصدمة والإحباط من الطريقة التي كانت تتم بها العمليات، وكانوا يشعرون بأنهم لم يفهموا دوافع الأفعال التي كانوا مضطرين للقيام بها".
وبحسب الصحيفة، فإن "المعضلة الأساسية هي ما إذا كان ينبغي الامتثال للأوامر العسكرية، التي قد لا تكون دائمًا متوافقة مع الأخلاق الشخصية، أو اتخاذ قرارات مستقلة مع المخاطرة بمستقبلهم العسكري. هذه الشهادات تُظهر أن القرارات العسكرية لها تبعات ثقيلة، ليس فقط على الأشخاص الذين كانوا متورطين بشكل مباشر، ولكن أيضًا على الجيش والمجتمع بشكل عام".
وأشارت إلى "هذه الشهادات تعكس شعورا بالغربة والخوف بين الجنود من جهة، والقرارات التي يتلقونها من القادة من جهة أخرى، بالإضافة إلى مشاعر صعبة من عدم الفهم تجاه أهداف بعض العمليات في ساحة المعركة".
وقالت: الصحيفة: "الشهادات التي تم ذكرها في هذا السياق تبرز العديد من القضايا الأخلاقية والعملية التي يواجهها الجنود والقادة في ساحة المعركة. في بعض الحالات، كانت هناك قرارات تتعلق باستخدام القوة بشكل مفرط ضد مدنيين، مثل الهجوم على أشخاص عزل أو قتل أطفال في ظروف غير مبررة، مما أثار تساؤلات حول مشروعية هذه الأعمال. الحادثة التي تم ذكرها من قبل أحد جنود الاحتياط في وحدة 99 توضح كيف تم استهداف عائلة مكونة من أطفال وكبار سن باستخدام طائرة هليكوبتر، وهي عملية وصفت بأنها (رعب خالص)، حيث لم يكن هناك أي تهديد من قبل الضحايا".
و قالت الصحيفة: "هناك أيضا تلميحات حول كيفية تجنب بعض القيادات العسكرية للأسئلة أو الإجراءات القانونية التي قد تراقب استخدام القوة بشكل دقيق. على سبيل المثال، تم الكشف عن (إجراء الوميض) الذي كان يتيح للقادة العسكريين شن هجمات دون الحاجة للحصول على موافقة من سلاح الجو، وهو ما يثير تساؤلات حول شيوع هذه الممارسات في فترات معينة".
وتابعت: "عند النظر إلى هذه الشهادات، يظهر بوضوح الصراع بين الأوامر العسكرية والتنفيذ على الأرض، خاصة في الظروف المعقدة والمتغيرة التي يواجهها الجنود في الميدان. وبالرغم من أن بعض الجنود قد يشعرون بأنهم في وضع صعب لاختيار بين الامتثال للأوامر أو احترام القيم الإنسانية، فإن هذه القصص تكشف عن تأثير ذلك على الجوانب الأخلاقية والنفسية للأفراد المعنيين.
و إعتبرت الصحيفة أن مثل هذه الحوادث تكشف عن سلوكيات تشير إلى تغييرات في الطريقة التي يتم بها اتخاذ القرارات العسكرية في الميدان، حيث تحولت العمليات إلى تصرفات ذات طابع فردي ومتطرف، دون مراعاة للمعايير الأخلاقية أو القانونية المعمول بها".
قد يهمك أيضا:
ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45.028 قتيلاً و 106.962 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023
إسرائيل تصعّد هجماتها على قطاع غزة وتقتل 60 فلسطينياً واستهداف مكتب بريد يأوي نازحين في مخيم النصيرات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر