مدريد ـ عيسى صالح
عبر العاهل الاسباني فيليب السادس عن موقفه للمرة الأولى من الأزمة بين بلاده والمغرب، وذلك في ظل استمرار غياب السفيرة المغربية في مدريد، على خلفية الدخول الكثيف والمفاجئ لآلاف المهاجرين إلى سبتة، الجيب الإسباني على الساحل المغربي، والذي أثار استياء مدريد التي سبق واستدعت سفيرة المغرب لبحث الأحداث التي وصفها رئيس الوزراء الإسباني "بالأزمة الخطيرة لإسبانيا وأوروبا". ودعا العاهل الاسباني، الاثنين المغرب إلى "السير معا" من أجل "تجسيد علاقة جديدة"، في خطاب له. ودافع فيليبي السادس، الاثنين عن حاجة إسبانيا والمغرب لبدء "السير معا" من أجل "تجسيد" العلاقة الثنائية الجديدة التي تقول الحكومتان إنهما تعملان من أجلها لترك الأزمة الدبلوماسية الحالية وراءهما. ومد الملك فيليبي السادس يده للدولة المجاورة في خطابه خلال استقبال أعضاء السلك الدبلوماسي في القصر الملكي، في مدريد.
واستغل الملك خطابه خلال استقبال أعضاء السلك الدبلوماسي في القصر الملكي ، بحضور كل من رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز ، ووزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون ، خوسيه مانويل ألباريس ، لتوجيه "رسالة للرباط". وكانت الرباط قد استدعت في 18 آيار/ مايو الماضي، سفيرتها كريمة بن يعيش وسط تدفق هائل للمهاجرين غير الشرعيين في سبتة. ونهاية أيار/ مايو حذّر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة من أن تصل الأمور إلى حد قطع العلاقات مع إسبانيا إذا حاولت إخراج زعيم جبهة البوليساريو من أراضيها بنفس الأساليب "الملتوية" التي استخدمتها عند استقباله، متهما إياها باستغلال مشكلة الهجرة من أجل صرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية ومن أجل توريط الاتحاد الأوروبي. وبعد أن أكد الملك الاسباني في كلمته الاثنين، على "الطبيعة الإستراتيجية" للعلاقة مع المغرب العربي بالنسبة لإسبانيا و "الاعتماد المتبادل" الموجود في هذه البلدان، أشار الملك إلى أن كلا الحكومتين "اتفقتا على إعادة تحديد العلاقة بشكل مشترك للقرن الحادي والعشرين، على أعمدة أقوى وأكثر صلابة.
وحذر الملك من أن "كلا البلدين يجب أن يسيرا معا للبدء في تجسيد هذه العلاقة الجديدة"، مشددا على أن "الأمر يتعلق بإيجاد حلول للمشاكل التي تهم شعوبنا". ولم تكن السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، حاضرة خلال استقبال الملك فيليبي للسفراء المعتمدين، وحل بدها القائم بالأعمال منذ أن استدعتها الرباط. وفي آب/ أغسطس الماضي، قال الملك محمد السادس في خطابه أن المغرب حريص على تعزيز العلاقات مع إسبانيا و"يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار". وأكد العاهل الاسباني، أن بلاده ستواصل بذل كل الجهود اللازمة لخلق وتوطيد منطقة مشتركة من السلام والاستقرار والازدهار في المغرب العربي، مشددا على أن علاقة إسبانيا بهذه الدول تقوم على أساس الصدق والاحترام.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها الملك فيليبي علنًا إلى الأزمة المفتوحة مع الرباط، والتي اندلعت في البداية من خلال استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي تم نقله إلى المستشفى في لوغرونيو في 18 نيسان/ أبريل.
قد يهمك أيضاً :
المغرب يغلق التواصل مع اسبانيا بعد مرور 6 أشهر دون أن تقدم مدريد أجوبة مقنعة
إسبانيا تتجه الى تعيين سفير جديد في المغرب لطي صفحة الأزمة الدبلوماسية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر