الرباط -المغرب اليوم
يخلد الشعب المغربي الأربعاء، الذكرى الـ76 لانتفاضة 29 يناير 1944، التي اندلعت تأييدا لمضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال، واستنكارا لحملات التقتيل والتنكيل والاعتقالات الجائرة التي أقدمت عليها سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية لاستهداف زعماء وقادة الحركة الوطنية ومناضليها، وعموم أبناء الشعب المغربي، إثر تقديم هذه الوثيقة التاريخية.وخرجت حشود شعبية كبيرة في مثل هذه الأيام من سنة 1944من قلب العاصمة الرباط منددة بإقدام سلطات الإقامة العامة للحماية على اعتقال زعماء الحركة الوطنية، ليبلغ صدى هذه المظاهرات ولي العهد آنذاك الملك الراحل الحسن الثاني، وهو داخل المعهد المولوي، فتخطى سوره والتحق بصفوف المتظاهرين.
وعبر الملك الراحل عن الأثر القوي الذي خلفه هذا الحدث التاريخي بقوله: "هناك تاريخ مضبوط ظل عالقا بذاكرتي هو 29 يناير 1944. في ذلك اليوم، اكتسح جمهور من المتظاهرين شوارع الرباط، مرددين شعارات المطالبة بالاستقلال، وبلغني صدى هذه المظاهرات وأنا داخل المعهد المولوي، فتخطيت سوره، والتحقت بالمتظاهرين"، مضيفا: "لقد ترك يوم 29 يناير بصماته بعمق في ذاكرتي، كان معي يومئذ ثلاثة من رفاقي في المعهد، وكنا نصيح بصوت واحد: سنحصل على الاستقلال"، كما كان لمدينة سلا دور بارز في هذه الانتفاضة العارمة التي اندلعت تأكيدا وتأييدا لمبادرة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، ودفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، حيث هب وطنيون من هذه المدينة العتيقة في انتفاضة تاريخية، متحدين قوات الاحتلال وهجومها الشرس عليهم الذي أدى إلى سقوط شهداء أبرار وهبوا أرواحهم فداء للوطن.
ولم يمر وقت طويل قبل أن تنتشر شرارة هذه الانتفاضة وتتسع رقعتها، لتشمل المظاهرات مجموعة من المدن المغربية، كفاس ومكناس ومراكش وآزرو وغيرها من المدن التي شهدت سقوط عشرات الشهداء والجرحى، الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجل التاريخ النضالي للمملكة.وتجسيدا لأهمية هذه الملحمة البارزة وتخليدا لهذه المحطة التاريخية في مسيرة كفاح الشعب المغربي من أجل الحرية والاستقلال، تم بمناسبة الذكرى الخمسين لهذه الانتفاضة، تنظيم مهرجان كبير تحت الرعاية الملكية، حيث أناب الملك الراحل الحسن الثاني عنه ولي العهد آنذاك الملك محمد السادس، لإزاحة الستار يوم 29 يناير 1994 عن اللوحة التذكارية المقامة تخليدا لأحداث يوم 29 يناير 1944 بساحة مسجد السنة بالرباط، والترحم على شهداء هذه الملحمة الخالدة، وتكريم أسمائهم تقديرا لتضحياتهم الجسام.
يأتي الاحتفال هذه السنة بذكرى انتفاضة 29 يناير 1944، في إطار ظرفية خاصة، تتميز بتعبئة ودينامية وطنية غير مسبوقة حول القضية الأولى للمملكة، وهي قضية الوحدة الترابية، حيث شكلت سنة 2019 عنوانا للنجاحات الدبلوماسية التي حققها المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، على مستوى الأمم المتحدة، إذ عبر المجتمع الدولي مجددا عن دعمه لمغربيةالصحراء ولمخطط الحكم الذاتي بوصفه السبيل الأمثل لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، كما تجسد نجاح الدبلوماسية المغربية، على الخصوص، في فتح العديد من البلدان لتمثيليات دبلوماسية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
قد يهمك ايضا:
بدء سلسلة من محطات "القنصلية المتحركة" لتقديم الخدمات إلى المغاربة في كندا
"فيدرالية اليسار" في المغرب تخشى ربط لجنة النموذج التنموي بانتخابات 2021
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر