الدار البيضاء - جميلة عمر
كرمت وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، صباح الإثنين، في الرباط، عددًا من الحرفيين الذين ساهموا في تفعيل برنامجها الوطني بشأن المهن المهددة بالانقراض، ويتعلق الأمر بـ "الدك الصويري، وصناعة القباب في فاس، وشربيل الأطلس في بني ملال، والجلابة الزناسنية في بركان"، وذلك في إطار الملتقى السابع حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية في المغرب، المنظم هذا العام تحت شعار: "توثيق حرف الصناعة التقليدية، صون لتراثنا الثقافي غير المادي".
وخلال كلمة افتتاحية، قال محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، إن وزارته قامت بمجهودات كبيرة لإحصاء الحرف المهددة بالانقراض وتوثيق العمليات التقنية لتدريسها في معاهد التكوين المتخصصة في مجال الصناعة التقليدية، مضيفًا أنه من أجل الحفاظ على هذا الموروث الذي يزخر به المغرب منذ قرون، لا بد من توثيق حرف الصناعة التقليدية لكي تمكن من صون التراث المغربي والمهن التقليدية، لافتًا إلى أن "التنمية المستدامة اليوم ليست فقط هي المحافظة على المناخ والبيئة، بل أيضًا تتجلى في المحافظة على المعمار والكنوز التي تزخر بها المملكة".
وأبرز ساجد أن وزارته وقعت مع منظمة اليونيسكو اتفاقيات تهم الحفاظ على الكنوز الحية التي يزخر بها قطاع الصناعة التقليدية، وتهدف أيضًا إلى إنجاز مشاريع مشتركة لحماية التراث الحرفي من الاندثار، مشددًا على أن وزارته أخذت على عاتقها "تدوين هذه الحرف ووضع المنظومة التكوينية الملائمة لضمان استمراريتها من جيل إلى آخر ولكي لا تموت الصنعة والحرفة".
من جهتها، أكدت جميلة المصلي، كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، أن الوزارة تعمل مع اليونسكو على إنجاز مشروع على مدى خمسة أعوام يتعلق بـ "وضع منظومة وطنية للكنوز الإنسانية الحية" لقطاع الصناعة التقليدية خاص بالمملكة المغربية، وذلك "لكون الصناع يحملون هذا الموروث اللامادي الغني بطقوسه وأعرافه وتقاليده، واعترافًا رسميًا ودوليًا لهم بإسهاماتهم في صون المعارف والتقنيات المرتبطة بهذا الرصيد الوطني والتراث الإنساني".
وأوضحت المصلي، أن التراث الثقافي غير المادي المغربي المرتبط بقطاع الصناعة التقليدية، يشمل التقاليد وأشكال التعبير الحية الموروثة عن أسلافنا التي تداولتها الأجيال وصولًا إلينا، وكذلك المعارف والمهارات الغنية التي تنقل عبره من جيل إلى آخر، إضافة إلى القيمة الاجتماعية والاقتصادية التي ينطوي عليها مع تعاقب العصور.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر