واشنطن - رياض أحمد
اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي اي" جون برينان، ان الرئيس السوري بشار الاسد يشعر "بثقة أكبر بوضعه العسكري بعد التقدم الميداني الذي احرزته قواته في الاشهر والأسابيع الماضية، بعدما كانت قد تعرضت لضربات قوية من الثوار والمعارضة"، مشيرًا الى انه "لا تزال للجيش السوري النظامي قدرة نارية ضخمة".
واعتبر برينان الذي كان يرد على سؤال عن سوريا بعد كلمة القاها أمام "مجلس العلاقات الخارجية" بواشنطن مساء الثلاثاء ، انه "يجب الاعتراف بان المعارضة المسلحة تستحق التقدير لانها لا تزال تحارب". واشار الى ان "الاسد يحاول ابقاء سيطرته على المناطق الغربية في سوريا والطرق التي تربط دمشق وحلب وحمص وحماه والسيطرة على هذه المدن، واستعادة بعض المناطق التي كان قد خسرها في السابق".
واضاف مسؤول المخابرات المركزية الاميركية ، ان "الاقتتال بين قوى المعارضة التي تريد اطاحة الاسد قد اضرَّ بها، وان الهجمات الانتحارية التي تشنها قوات "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام" على فصائل المعارضة الاخرى أعطت الاسد فرصة لمراقبة الوضع والاستفادة منه"، لكنه شدد على مأساة الشعب السوري "التي جلبها النظام السوري على شعبه، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، والاسلحة الكيميائية وقتل 150 الف شخص". ولفت برينان في تصريحاته الى تشريد تسعة ملايين نسمة داخليا واقليميا، وقال ان "الاسد بات جاذبا مغناطيسيا للعناصر المتطرفة والارهابيين الذين جاؤوا الى سوريا كي يشنوا ما يؤمنون به كجهاد اسلامي عنيف، ولاستخدام سوريا منصة يقفزون منها الى خارج سوريا، الامر الذي يقلقنا جدا، وهذا ما ركزت عليه في اتصالاتي ولقاءاتي مع نظرائي العام الماضي".
وفي نيويورك، صارح الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي ديبلوماسيين بأنه "لم يعد يرى مخرجاً للمأزق الذي وصلت العملية السياسية حول سوريا التي بدأت في مؤتمر جنيف الثاني"، مستبعداً أن "يدعو في الوقت الحاضر الى عقد جولة ثالثة من المحادثات بين الحكومة السورية و"الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة".
وكشف ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه أن الابرهيمي سمع "تمنيات من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ألا يهمل مهمته على رغم رفض القوى المتحاربة الدخول في محادثات سلام جديّة، وعلى رغم تردي العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب ما يحصل في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا". وقال ديبلوماسي آخر إن الابرهيمي "يحاول تلمس استخدام طلقة أخيرة في جعبته تتمثل بنقل التركيز على اللاعبين الإقليميين، وخصوصاً السعودية وايران وتركيا، عوض الاعتماد فقط على التوافق الأميركي الروسي"، علماً أن عدداً من مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن تمنوا عليه "التريث بضعة أيام قبل أن يطلب اعفاءه من مهمته، وخصوصاً أنه قال لبعضهم: "لم يعد لي شغل في سوريا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر