دمشق ـ نور خوام
تستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في الريف الجنوبي لمدينة الباب، وتمكّنت القوات الحكومية من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على ثالث قرية في الريف الجنوبي الواقعة على نحو 8 كلم من مدينة الباب، وسيطرت القوات الحكومية على قرية الشيخ دن، بعد سيطرتها خلال الـ 24 ساعة على قريتي عين الجحش والبريج، ليرتفع إلى 20 عدد القرى المسيطر عليها منذ بدء هجومها في الـ 17 من كانون الثاني / يناير الجاري، وتسعى القوات الحكومية من خلال تقدمها نحو المحورين الجنوبي الغربي والجنوبي، ومحاولات تقدمها نحو المحور الجنوبي الشرقي من المدينة، لتضييق الخناق على التنظيم في المدينة، حيث أن القوات الحكومية بعد وصولها لنحو 8 كلم جنوب غرب مدينة الباب، عمدت إلى فتح محور جديد للاشتباكات وهو التوجه بشكل مباشر من مناطق سيطرتها في العام 2016 في الريف الشرقي لحلب، نحو جنوب مدينة الباب، للسيطرة على تادف ومن ثم التوجه إلى مدينة الباب المحاذية لها واللتين يسيطر عليهما تنظيم "داعش" وتعرضتا لقصف سابق من الطائرات التركية والروسية.
وسيطرت القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها اليوم وأمس على قرى الشيخ دن والبريج وعين الجحش وتقدمت للسيطرة على قرية عران وتصبح على مسافة أكثر من 6 كلم عن بلدة تادف ونحو 8 كلم من مدينة الباب، وتترافق الاشتباكات مع قصف مكثف للقوات الحكومية وقصف جوي على مواقع التنظيم ومناطق سيطرته، وسط استهدافات متبادلة، وخلفت هذه المعارك عشرات القتلى وعشرات الإصابات في صفوف الطرفين، وبالتزامن مع تقدم القوات الحكومية نحو مدينة من المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي، ومحاوطة القوات التركية وقوات "درع الفرات" لمدينة الباب من المحاور الغربية والشمالية والشمالية الشرقية، فإن تنظيم "داعش" -الذي صد بشراسة هجمات عنيفة للقوات التركية على المدينة في أوقات سابقة وألحق بها خسائر بشرية بلغت عشرات القتلى والجرحى من جنود القوات التركية- بدأ بالتحضر للانسحاب من المدينة التي تعد أكبر معاقله المتبقية في ريف حلب، تخوفاً من إطباق الحصار عليه من قبل القوات التركية والقوات الحكومية اللتين تتزامن عمليتهما للهدف نفسه.
وجرى اليوم في مدينة عين العرب (كوباني) تشييع 5 مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية ممن قضوا في القصف والتفجيرات والاشتباكات مع تنظيم "داعش" خلال الهجوم الذي نفذه الأخير على مناطق في الريف الجنوبي لمدينة منبج في ريف حل بالشمالي، ليرتفع إلى 12 على الأقل عدد المقاتلين الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 24 ساعة الفائتة، حيث كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس أنه وثق ما لا يقل عن 11 مقاتلاً من قوات سورية الديمقراطية ممن قضوا جراء إصابتهم في قصف وتفجيرات واشتباكات مع تنظيم "داعش" خلال الـ 72 ساعة الفائتة في ريفي الرقة الغربي والشمالي، وأحدهم قضى في تفجير في ريف الرقة الشمالي الشرقي، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقاتلاً من الجنسية الأمريكية في صفوف قوات المجلس العسكري السرياني المنضوي تحت راية قوات سورية الديمقراطية قضى جراء التفجيرات والقصف المتبادل في ريف الرقة ليرتفع إلى 8 بينهم 4 أمريكيين وبريطاني وكندي وألماني عدد المقاتلين من جنسيات أجنبية ممن قضوا خلال قتالهم إلى جانب قوات سورية الديمقراطية منذ مطلع العام الجاري 2017 ضد التنظيم في ريفي الرقة الشمالي والغربي.
وبدأ عناصر الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في وادي بردى الانسحاب من منطقة نبع الفيجة في وادي بردى، بالتزامن مع دخول العشرات من عناصر القوات الحكومية الذي لا يعرف ما إذا كانوا من الشرطة أو من عناصر القوات الحكومية ، حيث دخل الأخير إلى منطقة النبع، وجاء الدخول والانسحاب المتزامنان، بعد رفع العلم السوري المعترف به دولياً فوق نبع مياه الفيجة، كبادرة حسن نية لبدء تطبيق الخطوة الأولى من الاتفاق، على أن يجري الاستمرار في تنفيذ بقية بنود الاتفاق التي جرى التوصل إليه سابقاً بين سلطات القوات الحكومية والقائمين على وادي بردى، وبدأت ورشات الصيانة بمعاينة نبع عين الفيجة ومحطات ضخ المياه، للمباشرة بإصلاحها على أن يتم ضخ المياه خلال الأيام القليلة القادمة إلى العاصمة دمشق التي تعاني من انقطاعها منذ الـ 23 من كانون الأول / ديسمبر من العام الجاري 2017، فيما يستمر الهدوء في وادي بردى، مع ترقب لبدء تطبيق بنود الاتفاق السابق الذي جرى التوصل إليه والذي ينص على أنه "يعفى المنشقون والمتخلفون عن الخدمة العسكرية لمدة 6 أشهر، تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، تسوية أوضاع المطلوبين لأية جهة أمنية كانت، عدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى، بالنسبة للمسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم، بالنسبة لمقاتلي وادي بردى من يرغب منهم بالخروج من المنطقة يمكن خروجهم إلى إدلب بسلاحهم الخفيف، عدم دخول الجيش إلى المنازل، دخول الجيش إلى قرى وادي بردى، ووضع حواجز عند مدخل كل قرية، عبر الطريق الرئيسية الواصلة بين القرى العشرة، يمكن لأبناء قرى وادي بردى من المنشقين أو المتخلفين العودة للخدمة في قراهم بصفة دفاع وطني ويعد هذا بمثابة التحاقهم بخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية، نتمنى عودة الموظفين المطرودين إلى وظائفهم"، فيما كان التعديل في شرط يتعلق بالمقاتلين السوريين من خارج قرى وبلدات وادي بردى حيث "سيتاح المجال لكافة المقاتلين السوريين المتواجدين في وادي بردى من داخل قراها وخارجها، والراغبين في "تسوية أوضاعهم"، بتنفيذ التسوية والبقاء في وادي بردى، في حين من لا يرغب بـ "التسوية"، يحدد مكان للذهاب إليه وتسمح له القوات الحكومية بالخروج إلى المنطقة المحددة".
واغتيل رئيس لجنة التفاوض في وادي بردى، اللواء أحمد الغضبان، في الـ 14 من كانون الثاني الجاري، بعد نحو 24 ساعة من تكليفه من قبل الرئيس السوري بشار الأسد في تسيير الأمور والإشراف عليها في الوادي، لتعاجله طلقات قناصة عرفت هدفها واستقرت فيه، قبيل أن تنفذ بنود الاتفاق الذي جرت محاولات متكررة من قبل الوسطاء والمفاوضين للمباشرة بتنفيذها، إلا أن المرات المتتالية لمحاولات التطبيق لم يكُ ينفذ منها سوى شرط إثبات حسن النية وهو وقف إطلاق النار، ولم يجرِ تنفيذ أياً من بنود الاتفاق.
وعمدت القوات الحكومية في عمليتها العسكرية في ريف حلب الشرقي، وبعد وصولها لنحو 8 كلم جنوب غرب مدينة الباب، وسيطرتها على 18 قرية وبلدة على الأقل، إلى فتح محور جديد للاشتباكات وهو التوجه بشكل مباشر من مناطق سيطرتها في العام 2016 في الريف الشرقي لحلب، نحو جنوب مدينة الباب، للسيطرة على تادف ومن ثم التوجه إلى مدينة الباب المحاذية لها واللتين يسيطر عليهما تنظيم "داعش" وتعرضتا لقصف سابق من الطائرات التركية والروسية، وسيطرت القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها اليوم وأمس على قريتي البريج وعين الجحش وتقدمت للسيطرة على قرية عران وتصبح على مسافة أكثر من 6 كلم عن بلدة تادف ونحو 8 كلم من مدينة الباب، وتترافق الاشتباكات مع قصف مكثف للقوات الحكومية وقصف جوي على مواقع التنظيم ومناطق سيطرته، وسط استهدافات متبادلة، وخلفت هذه المعارك عشرات القتلى وعشرات الإصابات في صفوف الطرفين، وبالتزامن مع تقدم القوات الحكومية نحو مدينة من المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي، ومحاوطة القوات التركية وقوات "درع الفرات" لمدينة الباب من المحاور الغربية والشمالية والشمالية الشرقية، فإن تنظيم "داعش" -الذي صد بشراسة هجمات عنيفة للقوات التركية على المدينة في أوقات سابقة وألحق بها خسائر بشرية بلغت عشرات القتلى والجرحى من جنود القوات التركية- بدأ بالتحضر للانسحاب من المدينة التي تعد أكبر معاقله المتبقية في ريف حلب، تخوفاً من إطباق الحصار عليه من قبل القوات التركية والقوات الحكومية اللتين تتزامن عمليتهما للهدف نفسه.
ولا يزال التوتر متصاعداً في ريف إدلب بين كبرى الفصائل العاملة في المنطقة، بعد الاقتتال الذي في جبل الزاوية ومناطق أخرى في ريف إدلب الشمالي وأطراف ريف حلب الغربي بين جبهة فتح الشام من طرف، والفصائل الإسلامية المنضوية تحت راية حركة أحرار الشام الإسلامية من طرف آخر، وجاء هذا الهدوء الحذر مع إعلان فصائل جبهة فتح الشام وحركة نور الدين الزنكي وجيش السنة وجبهة أنصار الدين ولواء الحق، عن "اندماجها اندماجاً كاملاً ضمن كيان جديد تحت اسم هيئة تحرير الشام بقيادة المهندس أبو هاشم جابر الشيخ"، وبعد يومين من عملية انضمام جماعية من قبل تجمع فاستقم كما أمرت وألوية صقور الشام وجيش الإسلام (قطاع إدلب) وجيش المجاهدين والجبهة الشامية (قطاع ريف حلب الغربي)، إلى صفوف حركة أحرار الشام الإسلامية، والذي جرى ببيان مشترك رحب به الأخير وحذرت من الاعتداء على أي فصيل انضم إليها.
وشكّلت الفصائل باتحادها التجمع الأقوى، لكونه تشكَّل من الفصائل الأقوى العاملة في ريفي حلب وإدلب وريف حماة الشمالي، وهو -أي التجمع الجديد- بقيادة القائد العام السابق لحركة أحرار الشام الإسلامية، سيضع حركة أحرار الشام الإسلامية بالانضمامات الجديدة معه من بقية الفصائل، في مأزق ومواجهة مع "هيئة تحرير الشام" المؤسسة حديثاً من فتح الشام وفصائل مندمجة معها، وكانت حركة نور الدين الزنكي إحدى الفصائل المشكلة لجيش المجاهدين مع لواء الأنصار، وتجمع فاستقم كما أمرت، ولواء الحرية الإسلامي، ولواء أمجاد الإسلام، ولواء أنصار الخلافة، وحركة النور الإسلامية، ولواء جند الحرمين، في مطلع العام 2014، لقتال تنظيم "داعش" في حلب، والتي جرى اقتتال بينها وبين جبهة فتح الشام قبل أيام في الريف الغربي لحلب، في حين أن تجمع فاستقم كما أمرت الذي كان من المشكلين لجيش المجاهدين، انضم إلى حركة أحرار الشام الإسلامية في عملية الانضمام الأخيرة أمس الأول.
وسمع دوي انفجارات في مدينة الباب ومحيطها وريفها ناجمة عن قصف للقوات الحكومية على مناطق في المدينة وبلدة تادف اللتين يسيطر عليهما تنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى ودمار في ممتلكات مواطنين، ولا يعلم حتى الآن فيما إذا كانت الطائرات التي قصفت هي روسية أم تركية، في حين ارتفع إلى 9 هم رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة قتلوا في القصف الجوي التركي على منطقة العريمة في ريف الباب الشمالي الشرقي، وطفل ومواطنة قتلوا في قصف جوي تركي على بزاعة وقصف تركي على مدينة الباب ليرتفع 247 مدني بينهم 50 طفلاً و28 مواطنة، في منطقة الباب وريفها حيث قتل 227 مدني بينهم 50 طفلاً دون سن الـ 18، و27 مواطنة في القصف من قبل القوات التركية والطائرات الحربية التركية على مناطق في مدينة الباب ومناطق أخرى في بلدتي تادف وبزاعة وأماكن أخرى في ريف الباب، فيما وثق المرصد مقتل نحو 20 مدني بينهم طفلان ومواطنة جراء قصف لطائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في بلدة تادف ومناطق أخرى بالريف الشمالي الشرقي حلب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر