الدار البيضاء : جميلة عمر
خرجت "أم فاطمة"- بالرغم من جسدها النحيف، وكبر سنها- من منزلها الذي يوجد في مدينة سيدي قاسم، متجهة نحو محطة التاكسيات الكبيرة من أجل تلبية طلب ابنها المعتقل بالسجن المركزي في القنيطرة، كانت رجلاها ترتعد ليس بسبب البرد، ولكن لكونها وصلت من السن عتيًا، ولكون مشاكل ابنها السجين أثقلت كاهلها.
لم تكن أم فاطمة تعتقد أن ابنها العاق كان سيتسبب لها في الاعتقال، فلولا قدر الله الذي عجل بوفاتها، لكانت المسكينة تقبع في سجن النساء في مدينة القنيطرة. وحسب المحضر الذي حررته عناصر الضابطة القضائية، أن الابن العاق اتصل هاتفيًا بوالدته المسنة، وطلب منها التوجه إلى أحد أصدقائه في إحدى القرى المجاورة لمدينة سيدي قاسم، ليسلمها بعضًا من البيض البلدي، وتلبية لطلب الابن اتجهت الأم وأحضرت البيض، لتحضره له خلال موعد الزيارة الأسبوعي.
وعند تفتيش المواد التي يجلبها الأهالي إلى السجناء، تبين لحراس السجن أن بعض قطع البيض التي أحضرتها الأم لابنها غير طبيعية وثقيلة في الوزن مما جعلهم يعملون على كسر بيضة، ليكتشفوا أنها محشوة بالمخدرات بطريقة محكمة.
ولدى إيقاف الأم من طرف حراس السجن، لم تصدق المسكينة ما وقع من هول الصدمة، وشرعت تبرئ نفسها وابنها من المخدرات موجهة أصابع الاتهام لصديق ابنها، لكن أمام إصرار الحراس على إلقاء القبض عليها، انهارت وسقطت مغشي عليها، وجرى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى لإسعافها، غير أنها لفظت أنفاسها الأخيرة قبل الوصول إلى المستشفى.
وعند الاستماع إلى الابن حاول الإنكار في الأول، وبعد تطويقه بالأسئلة و إحراجه، انهار باكيًا واعترف بجرمه الذي تسبب في وفاة امرأة بريئة، كما أكد على أن صديقه هو من وضع المخدرات في البيض و أحكم إلصاقه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر