الرباط - رشيدة لملاحي
كذّب رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، تصريح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، بشأن استنجاد حزبه لتمرير قانون المال 2017. وأكد رئيس الحكومة أنه لم يطلب خلال الاجتماعات التي جمعته بالأمناء العامين للأحزاب السياسية، من أي حزب أو فريق للمعارضة التصويت بالإيجاب أو دعم البرنامج الحكومي، أو مشروع قانون المال لسنة 2017.
وخرجت رئاسة الحكومة ببلا توضيحي، عقب انتقاد شباب حزب "المصباح" العثماني، ووصف منهجه السياسي بـ "الذل"، مؤكدة أن دعوة رئيس الحكومة لعقد تلك اللقاءات، تندرج في إطار التواصل والتشاور المستمرين مع أحزاب الأغلبية، وأحزاب المعارضة مع الاحترام التام لأدوارها الدستورية ومسؤولياتها السياسية.
وشدّد البيان نفسه، أن رئيس الحكومة استقبل، الأربعاء الماضي، الأمناء العامين لأحزاب الأغلبية الحكومية ورؤساء فرقها في مجلسي البرلمان، واستقبل في اليوم الموالي رئيسي فريقي حزب الاستقلال بغرفتي البرلمان، وبعدما استقبل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيسي فريقي الحزب في البرلمان.
وأوضحت رئاسة الحكومة أنه تم خلال تلك الاجتماعات، إخبار مسؤولي الأحزاب بمراحل مناقشة البرنامج الحكومي كما قررها مكتبا مجلسي النواب والمستشارين، وعلى عدم عزم الحكومة، سحب مشروع قانون المال المودع لدى مجلس النواب، والرغبة في الإسراع بمناقشته والتصويت عليه تداركا للتأخر الحاصل.
وكان حزب الأصالة والمعاصرة، ذكر في بيان سابق أن لقاء أمينه العام برئيس الحكومة، تم بناء على طلب من هذا الأخير، موضحًا أن اللقاء، ركز على أدوار المعارضة، وفق ما تخوله لها القوانين، وأن رئيس الحكومة طلب من الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، تسهيل مسطرة مناقشة مشروع قانون المال.
وأثار تصريح إلياس العماري الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، بقوله "إن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني استعطف حزب "البام" لدعمه بخصوص تمرير قانون المال 2017"، غضب قياديي حزب "العدالة والتنمية" المغربي، الذين هاجموا العثماني واصفين بدايته السياسية بـ"الذل". وانتفض عدد من قيادي شبيبة الحزب، في وجه العثماني، مطالبينه بتوضيح بشأن حقيقة استعطاف حزب "الجرار" الذي يعتبره حزب "المصباح" خطًا أحمر، وخاض ضده الأمين العام عبد الإله بنكيران، حروبًا إعلامية في الحكومة السابقة.
وانتقد عضو المجلس الوطني لحزب "العدالة والتنمية" بلال التليدي، بشدة رئيس الحكومة العثماني، وقال "أعرف أن الدكتور سعد الدين العثماني كعادته، يريد أن يعطي الانطباع بأن له أسلوبه الخاص، وهذا من حقه، لكن، اللوم ليس على تغيير الأسلوب، اللوم والعتاب على مخرجات هذا الأسلوب، والذل الذي بدأنا نتجرعه بسبب أننا بمواقفنا وسلوكنا السياسي المهتز، بدأنا نعطي الفرصة لأشخاص وأحزاب صنعت لأجل مناهضتنا، وكان هزمها سببًا في تعديل تكتيكيات كثيرة من بينها موقعها في معاكسة الإرادة الشعبية". وأضاف "أخبروني رحمكم الله يا من ينتصر للسراب، أهذا هو حزبكم"؟، حسب تعبير التليدي.
وواصل التليدي مهاجمته للعثماني قائلًا "نريد ممن يتصدون للدفاع عن هذه التجربة، أن يكونوا ضميرًا حيًا، وصدىً لنبض الشعب، يوجهون، يرشدون، ينتقدون، بقسوة أو بنعومة، لا يهم، المهم حضور الأخلاق والأدب ومناقشة الأفكار في مناخ رحب من الحرية، وترك اليقظة دائمة في صفوف هذا الحزب".
وكشف زعيم حزب "الجرار" إلياس العماري، خلال كلمته ضمن أشغال الدورة الرابعة للمؤتمر الوطني لنساء حزب "الأصالة والمعاصرة"، أن رئيس الحكومة العثماني استنجد به من أجل المساعدة على تمرير مشروع قانون المال في مجلسي البرلمان، بقوله "كان يطلب مني، في (إشارة إلى العثماني)، تمرير قانون المال"، قبل أن يخاطب مناضلي حزب "هل تظنوا أنه إن لم نكن أقوياء سيطلب مساعدتنا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر