اعترف سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بصعوبة قرار إعفاء رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران على مناضلي وأعضاء الحزب، على خلفية ماعرفه المشهد السياسي من أزمة لتشكيل الحكومة عقب رفض ابن كيران دخول الاتحاد الاشتراكي للتحالف الحكومي في الوقت الذي تشبث زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار بمشاركة حزب الوردة في الأغلبية الحكومية.
وعبر العثماني أسفه على حدث إعفاء عبد الإله ابن كيران من رئاسة الحكومة بقرار ملكي، قائلا"إعفاء ابن كيران كان أمرا صعبا على أعضاء الحزب ومناضليه، إلا أن الحزب تعاطى مع الحالة بحس عال من الوطنية والمسؤولية، و قرر المجلس الوطني التفاعل بإيجابية مع القرار الملكي للمساهمة في إخراج البلاد من واقع أزمة سياسية ومؤسساتية حقيقية"، خلال كلمة له في اجتماع الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية .
وشدد الرئيس الجديد لحزب المصباح على أن واقعة الإعفاء تلك وما تلاها من أحداث، ارتدت على أعضاء الحزب تباينا في وجهات النظر واختلافا في تقييم مخرجات التفاوض لتشكيل الحكومة وهو ما أثر سلبا على الحزب واستقراره، لكن، يضيف المتحدث" بأن حزبه تجاوز إشكالاته بفضل الحكمة والاتزان على مستوى القيادة والقواعد".
ووجه العثماني رسائل سياسية لخصوم حزبه باتهامهم باللجوء إلى أساليب بعيدة عن قواعد التنافس الديمقراطي لإفراغ العملية الانتخابية من مضمونها التنافسي، مما نتج عنه البلوكاج وهو الأمر الذي أدى إلى إعفاء ابن كيران.
و رد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني بخصوص الأخبار المتداولة بشأن خروج حزب التقدم والاشتراكية حليفهم في الحكومة، أنهم ملتزمون بتحالفاتهم في إطار الأغلبية الحكومية وملتزمون بالوفاء لها، حسب تعبيره.
ودعا العثماني أعضاء الحزب بعدم الإنصات التشويشات الموجهة للحزب، وخصوصًا تلك الرامية إلى إسقاط العلاقة المتينة بين حزبي "العدالة والتمية" و"التقدم والاشتراكية"، مشيدا بالدور المهم والجريء للحزب في التحالف الحكومي.
يذكر أن المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي ، عقد الدورة الأولى له يوم أمس السبت في معهد مولاي رشيد في مدينة سلا، في عهد الأمين العام الجديد للحزب سعد الدين العثماني عقب انتخابه خلفا لعبد الإله ابن كيران.
واجتمع برلمان حزب"المصباح"اجتماع الأول في ظروف سياسية يشهد الحزب عقب تشبث شباب الحزب بالزعيم السابق ابن كيران بالولاية الثالثة لقيادة، في الوقت الذي رفض بشدة تيار الوزراء انتخاب رئيس الحكومة السابق ابن كيران رئيسا لهم من جديد.
ويشهد العدالة والتنمية المغربي انقسامًاعقب انتخاب سعد الدين العثماني وتشكيل فريق عمل على رأس أمانة بإبعاد المعارضين له،فيما اختار عبد الإله ابن كيران عدم تولي أي مهمة جديدة في التنظيم السياسي.
وكان الرئيس الجديد لحزب العدالة والتنمية المغربي،سعد الدين العثماني، قد تعهد بمراجعة لائحة أضاء الأمانة العامة للحزب، عقب الجدل المثير الذي وصل إلى حد اتهامه باقصاء المخالفين له، خلال أول اجتماع للأمانة العامة.
وأكدت الأمانة العامة لحزب"المصباح"، أشاد بدور الأمين العام السابق بالنجاح الكبير للمؤتمر الوطني وبالدور الذي قام به الأستاذ عبد الإله ابن كيران وبالحكمة التي أدارت بها لجنة رئاسة المؤتمر وعلى رأسها جامع المعتصم أشغال المؤتمر والحوار المسؤول الذي عرفه ودرجة النضج الذي عبرت عنه تدخلات المؤتمرين، وعبر عن تحيته وتقديره للعمل الذي قامت به اللجنة التحضيرية بكل مكوناتها وللمناضلين الذين جعلوا من المؤتمر عرسا نضاليا حقيقيا وناجحا ودعا إلى القيام بتقييم منهجي لأشغاله ومخرجاته، حسب تعبيرها.
وشدد الهيئة التنظيمية المذكورة على ضرورة العمل بنفَسٍ مستقبلي بحشد كل كفاءات وطاقات الحزب بغناها وتنوعها من أجل مواصلة بناء الحزب وتفعيل توجهات المرحلة المقبلة كما أقرها المؤتمر.
واتخذت الأمانة العامة عددا من القرارات المتعلقة بتدقيق ورقة توجهات المرحلة المقبلة وتكليف لجنة بإعداد مشروع منهجية لتدبير الحوار الوطني، وتعزيز التواصل الداخلي والتأطير الخارجي، كما قررت مواصلة مدارسة عدد من القضايا التنظيمية ذات الصلة بالإعداد لدورة المجلس الوطني المقبلة وعقد المؤتمرات المجالية ومراجعة اللائحة الداخلية للأمانة العامة.
وكانت برلمانية مغربية آمنة ماء العينين قد كشفت بشأن اتهام بعض القيادات سعد الدين العثماني بإقصاء معارضيه من الأمانة العامة للحزب وعرضه وثيقة أثارت جدلا مثيرا قائلة"كتب بعضهم أمورًا عديدة تخص التداول في المؤتمر وكنت قد امتنعت عن ذلك الى أن كتبت أمورًا تحتاج الى توضيح، و تناول الدكتور سعد الدين الكلمة ليقول ما يشاء لم يقاطعه أحد،لكنه حينما أمر بعرض ورقة تم اعدادها سابقا للعرض وتتضمن لائحة المقترحين للاستوزار كما صوتت عليهم لجنة الاستوزار،تدخلت لاستنكار الأمر ".
وتابعت ماء العين توضيحها "ولازلت أستنكره لاعتبارات متعددة أهمها؛كنت كما غيري عضوا في لجنة الاستوزار التي صوت عليها المجلس الوطني وبعد ان انهينا بداخلها التداول والتصويت طلبنا عرض النتائج علينا كما جرت العادة داخل الهيئات وفق المساطر"، مؤكدة أن رفض الدكتور سعد الدين اعلان النتائج رفضا قاطعا وكنت ضمن 3 أعضاء رفضوا الأمر واعتبروه غريبا عن ممارستنا المؤسساتية والتنظيمية، وخضعنا لاختيار الأغلبية وانسحبنا دون الاطلاع على نتائج تصويتنا".
وأوضحت برلمانية حزب "المصباح"، أنهم طالبوا بعقد مجلس وطني لتوضيح الأمور وتصفية الأجواء مباشرة بعد تشكيل الحكومة وبدأنا في جمع توقيعات ثلث الأعضاء فهوجمنا ونعتنا حينها بالأقلية، مضيفة انعقد مجلسان وطنيان دون الخوض في تفاصيل تشكيل الحكومة كما طالب بذلك الكثيرون.
وكشفت المتحدثة ذاتها أنه فجأة يختار الدكتور سعد الدين العثماني وحده الاعلان عن اللائحة خارج السياق داخل المؤتمر فيما اعتبره خرقا مسطريا كان يجب وقفه لذلك تدخلت للمطالبة بذلك خاصة وأن لا أحد اتهم رئيس الحكومة بخرق ترتيب اللائحة(ولا مداخلة واحدة تطرقت للأمر أو شككت فيه)".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر