الدار البيضاء - جميلة عمر
كان لموضوع فرص إقلاع إفريقيا والتحديات التي تواجهها الْيَوْمَ في عالم متغير، حاضرة بقوة خلال أشغال المؤتمر السنوي للشبكة الأفريقية لمحامي الأعمال الذي احتضنته دبي ما بين 4 و 5 أكتوبر/تشرين أول الجاري، والذي عرف مشاركة الوكالةً المغربية للتعاون الدولي في شخص مديرها العام، السفير محمد مثقال، وعدد من رؤساء الدول والحكومات والقادة الدوليين السابقين وفاعلين في القطاعين العام والخاص، هذا الأخير شارك في الندوة الافتتاحية إلى جانب الرئيس السابق لنيجيريا، السيد أولوسيغون أوباسانجو، والشيخ موديبو ديارا، رئيس وزراء مالي السابق وجريج ميلز، مؤلف كتاب" دعوا إفريقيا تعمل".
وشكل هذا المؤتمر الدولي الهام مناسبة لمناقشة إمكانات القارات السمراء والتحديات الرئيسية التي تواجهها وعلى رأسها مشاكل الأمن والهجرة، والتأثير الكبير لتغيرات المناخ، وانخفاض التكامل الإقليمي.
كما كان فرصة لإبراز نماذج التنمية الناجحة بإفريقيا وعلى رأسها النموذج المغربي الذي أرسى أسسه الملك محمد السادس من خلال سياسات الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية منها والمؤسساتية، وجعل المغرب بوابة إفريقيا نحو الشمال، يتمتع الْيَوْمَ بجاذبية في الاستثمار وقيادة إقليمية مشهود بها
وفي هذا الإطار، أبرز محمد مثقال، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، الإنجازات التي حققتها المملكة المغربية خلال العقدين الأخيرين تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس، والتي مكنت المغرب من أن يصبح قوة اقتصادية رائدة في إفريقيا من خلال نموذجه الناجح للتنمية المستدامة بفضل الرؤية الملكية التي تضع العنصر البشري في صلب أي نموذج تنموي.
وأشار في هذا الإطار إلى أن سلسلة الإصلاحات الديمقراطية والمؤسساتية والاقتصادية التي باشرها المغرب مكنته من تحويل موقعه الجغرافي المتميز إلى قاعدة لجذب أكبر المستثمرين في العالم في قطاعات مختلفة كصناعة السيارات، والطائرات، وتكنولوجيا الاتصالات والطاقات المتجددة.
وفي نفس السياق، أشار السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، إلى أن المملكة المغربية تساهم سنويا في تكوين الآلاف الطلبة الأفارقة الذين ينحدرون من 40 بلدًا، أغلبهم من دول غرب إفريقيا في مجموعة من التخصصات، كما تضع بين يدي دول القارة معظم خبراتها في شتى المجالات بهدف تحفيز التنمية في أفريقيا.
وابرز المتحدت ذاته، أن السياسة الأفريقية للملك والتي جعلت من التعاون جنوب جنوب، محورا أساسيا للدبلوماسية المغربية، ساهمت في حضور مغربي وازن في أفريقيا بشكل يجعل دول هذه الأخيرة فاعلا أساسيا في التنمية، من خلال النهوض بالعنصر البشري وهو ما ترجمته الاتفاقيات المتعددة التي اشرف جلالته على توقيعها خلال زياراته المتكررة لأفريقيا وًهمت التعاون بين القطاعين العام والخاص والمشاريع الكبرى في مجالات متعددة من قبيل الأبناك والفلاحة والبنيات التحتية والطاقات المتجددة والصحة و غيرها، إضافة إلى مشاريع كبرى من قبيل أنبوب الغاز بنيجيريا الذي سيربط القارة بأوربا عبر المغرب.
وأضاف مثقال أن انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا يسير في اتجاه دعمه للتكتلات الإقليمية الناجحة ويُعزّز مِن تكريس سياسة جنوب جنوب، والعمق التاريخي للمغرب في علاقاته مع هذه الدول الإفريقية الشقيقة، وليضع رهن إشارتها تجربته وخبراته.
تجدر الإشارة إلى أن النموذج المغربي في التنمية، والجهود التي يبذلها لإقلاع أفريقيا كانت محطة تنويه وإشادة مِن لدن المشاركين في هذا المؤتمر الدولي المهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر