الدار البيضاء ـ جميلة عمر
عاد ملف "مقاولتي" إلى الواجهة من جديد في المغرب، وهو الملف الذي سيخلق مشاكل كثير للحكومة الحالية ويغيِّب النوم من جفون المسؤولين بحكومة العثماني بعد فشل استراتيجية التوظيف الذاتي، التي اعتمدتها حكومة إدريس جطو في يوليو/تموز 2006 لمحاربة شبح البطالة، وقادت إلى سجن عدد من الشباب المستفيدين منها بعد تخلي الدولة عن مشاريعهم.
وفي هذه الإطار نظمت التنسيقية الوطنية لرجال أعمال "مقاولتي" بتعاون مع الجمعية الوطنية لوكلاء "إفلوسي"، اللتان تضمان ضحايا هذا المشروع الحكومي الكبير، ندوة صحافية في الرباط لمناقشة المشاكل والعراقيل التي صادفت آلاف الشباب الذين حلموا بالتوظيف، وبمشروع خاص بهم يساعد على تشغيل شباب آخرين ويعمل على تحريك عجلة العمل والقضاء على البطالة.
وخلال كلمة له شدد إدريس الزويني، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة، على أن برنامج "مقاولتي" كان يهدف إلى إنشاء 30 ألف مشروع صغير لخلق ما بين 60 و90 ألف وظيفة، إلا أن هذا الهدف تحقق بنسبة مخجلة، إذ "لم يتعد عدد المشاريع بين 2007 و2011، 2050 مشروع فقط". وأضاف الزوين أن هذا الرقم لم يتجاوز "6.8 في المائة من الهدف الذي أعلنت عن تحقيقه حكومة جطو"،
وأضاف أن 90 ألف فرصة عمل المنشودة تبخرت كذلك، على اعتبار أن "الرقم لم يتجاوز 6 آلاف و180 وظيفة، أي ما يعادل 6.7 في المائة فقط من الهدف الذي تم وضعه. وأردف الزوين، أن ثقل الإجراءات وكثرة المتدخلين، ثم المناخ العام والإكراهات المالية، عوامل ساهمت في فشل هذا المشروع، موردا أن البنوك بدورها كانت تتعامل بحذر شديد في تمويل هذه المشاريع، خشية إعادة تجربة قروض المقاولين الشباب في تسعينات القرن الماضي؛ فمن أصل المشاريع المتعلقة بهذا الشأن "918" مشروع فقط تم تمويله من طرف المؤسسات البنكية.
من جهة أخرى ، تدخل عمر بلافريج، النائب البرلماني عن فدرالية اليسار الديمقراطي، والذي أكد أن "إشكالية البطالة لا يمكن محاربتها بدفع شباب فشلوا في الدراسة وسوق الشغل إلى إنشاء مشاريع خاصة"، معتبرا أن هذا "القرار لا يوجد في أي توجه من توجهات علم الاقتصاد"، مضيفا أن "تجربته على رأس تكنوبارك واحتكاكه مع مئات المقاولين جعلته يعتبر هذا الأمر صعب للغاية". معتبرا أن أغلب رجال الأعمال الناجحين كانت لهم تجربة مهنية قبل إنشاء مشاريعهم الخاصة، ولم ينتقلوا إلى تسيير هذه الأخيرة مباشرة من مقاعد الدراسة، مضيفا أن هناك من فشل منهم في هذا التحدي وعاد إلى العمل أجيرا لسنوات قبل أن يعود مجددا لطرق أبواب هذا الرهان".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر