الدار البيضاء : جميلة عمر
أعلن رئيس مجلس النواب المغربي، الحبيب المالكي، في كلمة خلال استقبال المشاركين في الدورة الـ11 للمهرجان الدولي "أطفال السلام" في فضاء المجلس، أنّ الرهان على السلام ينبغي أن يكون رهانًا على المستقبل، وعلى الأجيال الجديدة.
وأوضح السيد المالكي، أنه "يتعين علينا أن نزرع السلام كفكرة في تربة المستقبل، وأن نلقن أطفالنا جميعًا لغة السلام، وأن نجعلهم يتشبعون بثقافة السلام، وأن نهيئهم ليكونوا ضد وباء الحروب، ضد العنف، ضد التطرف، ضد الإرهاب، ضد الظلم، ضد العدوان"، مؤكدًا في هذا السياق على أهمية الدور الذي تنهض به أنظمتنا التربوية والتعليمية التي ينبغي أن نطعمها بثقافة السلام وبالتربية على السلام، سواء في المقررات أو في الكتب والتعلمات المدرسية".
واعتبر أن ثقافة السلام ليست في الحقيقة سوى مجموعة من القيم والمواقف والسلوكيات والتصرفات وطرائق الحياة التي ترفض العنف والتطرف والعدوان والظلم، كما تستبق الصراعات والتوترات فتتصدى لجذورها وأسبابها، وذلك بالحوار، وأخلاق الحوار، والتفاهم بين الأفراد أو بين الجماعات، مؤكدا أن السلام في العالم، بالإضافة إلى زرع ثقافته وبث روحه، يحتاج إلى أسس نظامية ونظم وقوانين دولية ومحلية وإلى توفير أسباب الشرعية والمشروعية، وحماية الأمن والسلم الدوليين
وأبرز السيد المالكي أن السلام يحتاج إلى تقوية وتغذية ثقافته وتربيته باستمرار، لكنه يحتاج أيضا إلى أسس اقتصادية واجتماعية توفر الحياة الكريمة وأسباب الرفاه. كما تحتاج إلى احترام حقوق الإنسان، وضمان المساواة بين المرأة والرجل، ودعم الخيار الديموقراطي وبناء مؤسساته، وفتح المسالك والممرات أمام المواطنات والمواطنين للمشاركة في الشأن العام، وفي بلورة القرارات والسياسات العمومية، وضمان الحق في المعرفة والاطلاع والتداول الحر والعقلاني للمعلومات
وأضاف أن السلام يحتاج إلى جنود السلام، كما قد تحتاج الحروب إلى جنود، مسجلا أنه يتعين التفكير دائما في تكوين جنود السلام، وفي ترسانة السلام التي تتجسد في قيم السلام، ومبادئ السلام، وقوانين السلام. وأشاد من جانب آخر بتنظيم المهرجان الدولي "أطفال السلام" بمشاركة مئات الأطفال من حوالي ثلاثين بلدا من الفرق الدولية، ومن الفرق المحلية والوطنية المغربية، الذين يقدمون أنواعا من التعبيرات الفنية والفرجوية من الفولكلور الإنساني تجسيدا لروح السلام، وتعبيرا عن ثقافة السلام، ودفاعا عن آفاق السلام
يشار إلى أن الدورة الـ11 للمهرجان الدولي "أطفال السلام"، التي انطلقت فعالياتها أول أمس الاثنين بسلا وتحمل شعار "دورة إفريقيا"، تتميز هذه السنة بمشاركة أطفال ينتمون على الخصوص إلى كل من فلسطين ومصر وتركيا والغابون وغينيا كوناكري ونيجيريا وكوت ديفوار ومالي وطاجيكستان والسنغال والصين. ويسعى المهرجان، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، ليكون فضاء للتعايش والتسامح والحوار والسلم تنصهر فيه الاختلافات اللغوية والإثنية. كما يتضمن برنامج هذا المهرجان، الذي تحل روسيا ضيفة شرف عليه، تنظيم عدة حفلات وأمسيات وعروض تحييها الوفود المشاركة، فضلا عن حفل بمناسبة عيد العرش المجيد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر