الرباط - رشيدة لملاحي
وجه رئيس الحكومة المغربية السابق، عبد الاله ابن كيران، انتقادات شديدة لزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، بشأن ما أسماه بالوصفة السحرية لثروته واستعمال سلطة المال في السياسة، خلال الجلسة العامة لمؤتمر شباب حزب العدالة والتنمية المغربي، وفي المقابل رفع شباب حزبه شعارات تطالبه بالعودة مجددًا، قبل أن يقاطعهم زعيم الحزب سابقًا، قائلًا: "إذا كان الشعب يريد ابن كيران من جديد، فإنه سيرجع ولو كان في قبره"، بحضور رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وعدد من وزراء حزبه.
وطالب ابن كيران شباب الحزب بالالتزام بمرجعية الإسلامية والأخلاقية والقانونية، مضيفًا "نحن لسنا حزبان، حتى لو اختلفنا وقد تجاوزنا ذلك، لذلك علينا أن نتجاوز المرحلة الصعبة بعد إعفائي ونبقى جسدًا واحدًا، لأن المستقبل يلزمنا بالالتزام لمواجهة الفساد والاستبداد"، وفق تعبيره، مذكرًا بصعوبة مرحلة تشكيل الحكومة وما تعرض له من ضغوطات انتهت بإعفائه وتعيين العثماني خلفًا له، معتبرًا إعفائه "ضربة قاسية أو زلزال أصاب العدالة والتنمية".
في المقابل، كشف رئيس الحكومة السابق، في سياق حديثه عن العلاقة الجيدة التي تربط حزب "المصباح" بالملك محمد السادس، معتبرًا نفسه ملكي أكثر من الملك إذا العاهل المغربي على هذا الوصف، قبل أن يؤكد أنه خلال مرحلة ترأسه الحكومة كان العاهل المغربي يغضب عليه بين الفينة والأخرى، قبل أن يساءل خلف العثماني "هل الأمر نفسه يقع له"، مشددًا على اعتزاز أعضاء حزبه بالمؤسسة الملكية، مشيدًا بما يتمتع به الملك من حكمة وإنسانية رائعة وطيبوبة يشهد له بها العالم، خلال كلمته في مؤتمر شبيبة حزبه في المركب الأمير مولاي عبدالله.
وأثار إعلان شبيبة حزب العدالة والتنمية المغربي باختيار شخصية زعيم الحزب السابق عبد الإله ابن كيران تكريمه غضبه، حيث رفض هذا الأخير استعمال عبارة "تكريم"، معتبرًا ذلك إشارة على التقاعد السياسي، في الوقت الذي عبّر فيه عن رغبته في مواصلة مساره السياسي رغم الإعفاء الملكي من رئاسة الحكومة المغربية على خلفية أزمة تشكيل الحكومة .
وشدد ابن كيران، على أنه سيستمر كعضو عادي في حزب "المصباح"، رافضًا تحمل أي مسؤولية، رافضًا فكرة تكريمه التي تُوحي على انتهاء مرحلته السياسية، معلنًا تشبثه بمواصلة مساره، وكان قد اعترف لأول مرة حول قرار ترشحه للأمانة العامة للحزب الذي صوت أغلبية أعضاء المجلس الوطني ضده، قائلًا "ارتكبنا خطأ حين تم التصويت على رفض الولاية الثالثة في المجلس الوطني كان يجب أن نأتي للمؤتمر وننقاش التعديل هنا خلال المؤتمر الأخير للحزب".
ووجه رئيس الحكومة السابق رسائل سياسية لخصومه وأيضًا لقيادات حزبه، قائلًا: "الحمد لله ألهمني الله نعمة الصبر، مررت بتجربة صعبة وتلقى الحزب ضربة قاضية بإعفائي من رئاسة الحكومة، لكنني كنت مرتاح الضمير بقوله "لما رجعت من الديوان الملكي عانقت زوجتي نبيلة، ونحن مرتاحون"، مشددًا على أنه سيلقي خطبة الوداع في وقت حرج، حسب تعبيره، بعد الهزات المتتالية التي تعرض له حزب عبدالكريم الخطيب، مبرزًا بأن كلمته اليوم "مختلفة ليس لأني أعفيت من رئاسة الحكومة وذلك من فضل الله ولا ليس أنه لم يعد أمينًا عامًا للحزب، فهذا أمر عادي وطبيعي بالنسبة لي ولم يؤثرفي نفسي أي إشكال".
وعبر رئيس الحكومة السابق عن انزعاجه وغضبه من إساءات بعض القيادات الحزبية التي تغير مواقفها بين الحين والآخر، بأنه "بعد إعفائي رزقني الله الصبر وتعاملت معه بكل أريحية في الوقت الذي كان ممكنًا فيه أن أنهار وأحزن، لكننا داخل الحزب امتصنا الصدمة وسرنا وفق قرار البلاغ الملكي الذي قرر إعفائي وتعيين شخصية أخرى وكنت وراء العديد من القرارات التي اتخذت داخل اجتماعات الأمانة العامة وكلنا مسؤولون عما يحدث".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر