“نحن اليوم بصدد تظاهرة تكنولوجية تاريخية”؛ بهذه الكلمات رحّبت غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بالمشاركين والحاضرين في معرض “جيتكس إفريقيا 2023″، المفتَتحة فعالياته اليوم الأربعاء 31 ماي بمدينة مراكش، بحضور شخصيات عالمية ووطنية، فضلا عن رواد الأعمال في مجال التكنولوجيات الحديثة.
ومن على منصة “جيتكس” بمراكش، أعلنت مزور أن هذه النسخة الأولى “ستكون مقدِّمة لنُسخ سنوية قارَّة طموحة، بالنظر للأهمية الكبيرة لهذا الحدث السنوي المميز”، مع أملها أن “يكون ذا أثر إيجابي ومباشر على تنمية الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا في إفريقيا. وأن يعود بالنفع على المواطنات والمواطنين الأفارقة”.
“جيتكس” يكتشف “أدغال إفريقيا”
قالت مزور ضمن كلمتها الافتتاحية: “إننا نشهد تنظيم النسخة الإفريقية الأولى لجيتكس غلوبال، التي هي امتداد لجيتكس العالمي الذي دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على تنظيمه منذ 42 سنة”.
وفي إطار تنظيم وزارتها لأكبر حدث تكنولوجي، لم تتوان مزور في الإشادة بـ”عمق العلاقات التي تجمع قيادتيْ وشعبي المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة البلدين الشقيقيْن، وتتجسد في التَّعاون والتنسيق الثنائي في مجموعة من المجالات”، قائلة إنها تقدِّر حضور وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عمر بن سلطان العلماء، الذي أبى إلا أن يحضر افتتاح جيتكس إفريقيا في نسختها الأولى.
“اختيار المغرب لم يأت من فراغ”
إن اختيار المملكة المغربية لاحتضان النسخة الأولى من “جيتكس إفريقيا” لم يأت من فراغ، إنما جاء لإيمان الجهة المنظِّمة بمؤهلات بلادنا؛ أرض تزخر بالمواهب الشابة التي تألقت في عدد من المحافل الدولية وأبانت على تفوقها في مجالات مختلفة، نذكر من بينها: تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة (Big Data) والحوسبة السحابية (Cloud Computing).
وذكرت الوزيرة بـ”رهان النموذج التنموي الجديد على تحول المملكة المغربية إلى بلد رقمي”، مؤكدة عمل وزارتها حاليا على إعداد الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي 2030″ التي بلغت مرحلة صياغتها النهائية، كاشفة أنها “استراتيجية تهدف، من بين أهداف أخرى، إلى الارتقاء بالإدارة الرقمية وتسريع الشمول الرقمي وتعزيز الاقتصاد الرقمي”.
وتراهن الحكومة المغربية، وفق مزور، على “جيتكس إفريقيا” في استقطاب الاستثمارات، ومن خلالها للقارة الإفريقية، لافتة إلى “توقيع 17 اتفاقية في مجال ترحيل الخدمات باستثمارات قيمتها أكثر من مليار درهم، ستخلق أزيد من 17 ألف منصب شغل”.
رسالة خاصة للشباب
وتابعت مزور موجهة حديثها للمستثمرين المغاربة الشباب في الشركات الناشئة: “أنتم اليوم في معرض جيتكس سفراء لبلادكم ولصورتها، ونريد أن تُقدموا أفضل ما عندكم. مثلما أدعوكم للاستمرار في الابتكارات والأبحاث العلمية التي تقومون بها؛ لأن سمعة المغرب وإفريقيا وكفاءاتها الشابة تبتدئ منكم، وعلى أساسها يُحدد كلُّ مُستثمرٍ وجهتَه”.
ولم تخف وزيرة الرقمنة طموح حكومة المغرب أن يصير “جيتكس إفريقيا” محطة لتعزيز الابتكار التكنولوجي وتطوير الاقتصاد الرقمي بإفريقيا، مشيرة إلى أنه “فرصة لأصحاب الشركات الناشئة والمطوّرين والمبرمجين بإفريقيا لتعزيز وصول علاماتكم التجارية وابتكاراتكم إلى العالم”.
نحو اقتصاد رقمي مغربي
بدوره، شدد شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية، على أن “اختيار جيتكس إفريقيا مدينة مراكش هو تأكيد على مكانة المغرب كأرض للابتكار والمرونة والتحول المؤثر على العديد من المستويات”، واصفا إياه بـ”تحول يُشّع عبر المنطقة والقارة بأكملها”.
وسجل لعلج أمام ممثلي الشركات الناشئة من مختلف العالم أنه “في عصر التغيرات السريعة، فإن البلدان بدورها تسارع إلى التحول الرقمي لتسريع النمو الاقتصادي، وتعزيز تجربة الخدمات العمومية وتمكين ولوج المواطنين إليها”.
“التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لهما أثر كبير على الصحة والتعليم وقضايا اجتماعية مستعصية”، يورد رئيس “باطرونا المغرب”، مؤكدا أن “تحليل البيانات الضخمة-مثلا-يدفع بالنمو الزراعي ويوسع المجال الرقمي في الطب والصيدلة”.
كلمة لعلج حملت دعوة صريحة إلى ملحاحية دعم “البُنى التحتية الرقمية”، مشددا على أن “جيتكس نروي فيه قصص نجاح إفريقيا في الرقمنة”، وختم: “نحن في منعطف الطريق يجب أن نشجع على الخلق والإبداع والتجديد”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وزارة الانتقال الرقمي تكشف حصيلة ترسيم الأمازيغية ومراجعة الوظيفة العمومية
الحكومة المغربية تلجأ إلى الأقمار الاصطناعية لتغطية المناطق النائية بخدمة الاتصالات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر