الأزواج المُعنّفون في المغرب يكسرون حاجز الصمت ويكشفون قصص مأساوية
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

23 ألف ضحية في المملكة خلال 10 سنوات والأرقام مُرشحة للزيادة

الأزواج المُعنّفون في المغرب يكسرون حاجز الصمت ويكشفون قصص مأساوية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأزواج المُعنّفون في المغرب يكسرون حاجز الصمت ويكشفون قصص مأساوية

رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال عبد الفتاح بهجاجي
الرباط - بشرى بلال

كشف رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال، عبد الفتاح بهجاجي، أن 23 ألف مغربي هم ضحايا العنف الزوجي في المملكة، وهي حصيلة تم تسجيلها طيلة السنوات العشر الأخيرة، موضحًا أن آخر تقرير قدمته الشبكة كان في نهاية عام 2017، وتضمّن حصيلة الرجال المُعنّفين من قبل زوجاتهم، حيث بلغ عددهم 2500 زوج في ظرف لا يتعدى عام واحد، مشيرًا إلا أن الحصيلة ليست نهائية بالنظر إلى وجود حالات أخرى تكون في الغالب مسكوت عنها، وهو ما ينذر بارتفاع عدد الضحايا إلى رقم صادم، بحسب تعبيره.

وأفاد رئيس الشبكة المغربية في حديثه مع "المغرب اليوم" أن "الشبكة تستقبل سنويًا العشرات من الرجال ضحايا العنف الزوجي الذين يأتون إلى مقرها في الدار البيضاء من مختلف المدن المغربية، وذلك في غياب الإمكانيات المادية واللوجيستية بالنسبة للشبكة لفتح فروعها في المدن الأخرى، ما يجبرني شخصيًا على التنقل إلى مناطق بعيدة من أجل الاستماع إلى هؤلاء الضحايا وتسجيل شكواهم بالنسبة للذين لا يمتلكون إمكانيات التنقل"، كما كشف عن أشكال الاعتداء الزوجي الذي يتعرض له الرجال في المغرب، والمُمثلة فيما هو نفسي، وقانوني وجسدي وتحرش جنسي في بعض الأحيان، وهو نوع قليل جدا مقارنة مع أشكال العنف الأخرى مشيرا إلى أن أكثر الفئات العمرية تعرّضًا إلى العنف الزوجي تتراوح ما بين 40 و 75 عامًا.

واعتبر رئيس الشبكة التي تأسست في 29 فبراير/شباط 2008، أن العنف الجسدي يبقى في المرتبة الأولى مقارنة مع باقي أشكال العنف المُمارس عليه، وذلك بنسبة 25 في المائة من العدد الإجمالي، بحيث نستقبل حالات كثيرة تعرضت لجروح غائرة في الرأس باستعمال أدوات حادة، أو تكسير في الفك أو غيرها من حالات الاعتداءات العنيفة التي يكون الزوج المغربي ضحية لها"، لافتا إلى أن العنف القانوني يأتي في المرتبة الثانية، وهو نتيجة تطبيق بعض قوانين مدونة الأسرة كحرمان الرجل الحق من الحضانة، مستدلا بما قد يتعرض له الزوج هنا من قطع صلة الرحم من طرف الزوجة، "بحيث أن الأخيرة قد تمتنعه في الغالب من رؤية ابنه مرة كل أسبوع، ولكي يستفيد بدوره من حق الحضانة، عليه أن يتبع مساطر قانونية معقدة"، بحسب قوله.

واستطرد عبد الفتاح بهجاجي قائلا " أيضا من بين القوانين التي أعتبرها قاسية على الرجل في مدونة الأسرة، قضية النفقة التي تلجأ من خلالها بعض الزوجات إلى رفع دعوى قضائية ضد الزوج بدعوى إهماله للأسرة، رغم أنها قد تكون في الغالب مجرد ابتزاز، فنجد المحاكم للأسف تفرض عليه نفقة وتعويض يفوق قدرته المعيشية، فمثلا في مدينة الدار البيضاء، قد نجد دخل هذا الزوج لا يتعدى 2300 درهم في حين أن القضاء يفرض عليه أداء نفقة قيمتها 2500 درهم"، كما كشف في الوقت ذاته أن الشبكة تستقبل شكاوى عديدة من مغاربة العالم، خاصة في فصل الصيف، أغلبهم يأتون من مدن أوروبية كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.. وغيرها.

زوجة تهاجم زوجها بوحشية
وفي سياق متصل، استطاع "المغرب اليوم" أن يحصل على اعترافات بعض الضحايا الذين فضّلوا عدم الكشف عن أسمائهم، ويتعلق الأمر بزوج يبلغ من العمر 50 عامًا، كان يقطن رفقة زوجته وابنه البالغ من العمر 12 عامًا في الدار البيضاء قبل أن تنتهي علاقتهما الزوجية بالطلاق بعد معاناة دفع ثمنها غاليا، ويحكي هذا الشخص، أن زوجته تغيرت كثيرا منذ ولادة ابنهما، " بحيث أصبحت عدوانية لدرجة أنها بدأت تهجر بيت الزوجية للمكوث عند أهلها لأسابيع، كما بدأت تصرفات عدوانية أخرى تصدر عنها، كالسب والقذف، ويقول "قبل الانفصال بسنوات قليلة، طلبت مني الطلاق إلا أنها تراجعت في آخر لحظة، لتعود إلى سلوكاتها المعتادة، بل يمكن القول أنها أضحت أكثر عدوانية من السابق".

ويضيف " في يوم حدث شجار بسيط بيني وبينها، فقامت بالتهجم علي بطريقة وحشية، كادت أن تهشم رأسي بقنينة زجاج.. توجهت على إثر هذا الاعتداء إلى مقر الدائرة الأمنية بدرب سلطان في الدار البيضاء، إلا أن شكايتي تم رفضها بدعوى أن الموضوع له علاقة بمحكمة الأسرة، وبعد سنوات، حدث الطلاق، إلا أنها ظلت تتهجم علي في محلي التجاري، لدرجة أنها أزالت يوما ملابسها وبدأت في الصراخ أمام الملأ. لم أكن أعتقد أنها تعاني خلالا نفسيا إلا بعد سنوات من زواجنا، وهي فترة عصيبة عانيت خلالها الكثير".
 
تطرد زوجها المتقاعد
يحكي آخر، معاناته مع زوجته التي مارست عليه طيلة السنوات الماضية شتى أنواع الاعتداء، من بينها الاعتداء اللفظي والجسدي، وهو متقاعد يبلغ من العمر 75 عاما، وأب لبنت تعيش في إحدى دول الخليج، ويحكي قائلا " كنت أعاني من الإهمال الشديد، بحيث لا أجد الأكل في البيت، كما أن ملابسي دائما مُهملة ومتسخة، أضف إلى أن زوجتي كانت تسلب مني أجرة التقاعد، وأنا في خريف العمر لم أعد أقوى على مواجهتها، إلى أن طردتني من البيت بإحدى الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، وذلك بدعوى أنني لا أشرف العائلة. الآن أعيش في الشارع ولا مسكن لدي سوى أن بعض المحسنين يتدخلون لإيوائي خاصة في فصل الشتاء".

زوجة تتهم زوجها بالتحرش بابنت

قصة هذه الضحية لا تختلف تماما عن سابقاتها، ويتعلق الأمر برجل متقاعد يعيش رفقة زوجته وأولاده الثلاثة بنواحي واد زم، حيثيحكي أن زوجته كانت تسافر كثيرا عند أهلها لأسباب مجهولة، قبل أن يكتشف لاحقا خيانتها بعدما ضبطها رفقة شخص آخر كانت على علاقة به منذ سنوات دون علمه، فيقول " في يوم تشاجرت معها بسبب هذا الموضوع. فكنت تعرضت للسب والقذف، قبل أن تباغتني بآلة حادة تسببت لي في جروح بليغة على مستوى الرأس"، ويضيف " في يوم رفعت ضدي دعوى قضائية بتهمة التحرش بابنتي، رغم أن الأخيرة اعترفت أمام القاضي عكس ذلك... عموما انفصلنا وأنا الآن أعيش وحيدا ".

تجدر الإشارة إلى أن أغلب الحالات التي تتعرض للتعنيف الزوجي في صفوف الرجال، تنحدر من مناطق الشمال مثل طنجة، ومن شرق المملكة مثل وجدة، إضافة إلى مكناس.. وغيرها. حسب تقرير الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال في المغرب.
 
 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزواج المُعنّفون في المغرب يكسرون حاجز الصمت ويكشفون قصص مأساوية الأزواج المُعنّفون في المغرب يكسرون حاجز الصمت ويكشفون قصص مأساوية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib