الدار البيضاء : جميلة عمر
أجرى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الإثنين، مباحثات، على انفراد، مع رئيس جمهورية تنزانيا، جون بومبي ماغوفولي، في القصر الرئاسي، في دار السلام.
وفي أعقاب هذه المباحثات، تبادل قائدا البلدين الهدايا الرمزية، قبل أن يقوم الملك بتوشيح رئيس جمهورية تنزانيا بقلادة الوسام المحمدي، وهو أرفع وسام تمنحه المملكة المغربية.
واستعرض العاهل المغربي، لدى وصوله إلى القصر الرئاسي، برفقة الرئيس جون بومبي ماغوفولي، تشكيلة من حرس الشرف، أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام عليه كل من سامية صلوحو حسن، نائبة رئيس الجمهورية، وقاسم ماغاليوا، الوزير الأول، إلى جانب عدد من الشخصيات التنزانية المدنية والعسكرية. وعند مدخل القصر الرئاسي، حظي الملك باستقبال حار، تضمن لوحات فلكلورية، وأهازيج شعبية تنزانية.
ويذكر أن تنزانيا تمثل المحطة الثانية، بعد رواندا، وقبل إثيوبيا، من جولة يسعى من خلالها العاهل المغربي إلى تعزيز التنسيق مع الدول الأفريقية، ضمن سياسة خارجية تبنتها المملكة منذ سنوات، تتعلق بترسيخ التعاون معها.
وقال وزير الخارجية التنزاني، أوغوستين ماهيغا، إن الزيارة تعد "حدثًا تاريخيًا غير مسبوق"، وسيتم خلالها التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، في مجموعة من المجالات، من بينها النقل الجوي، والسياحة، والبنية التحتية، والطاقة.
وذكر الوزير التنزاني أن العلاقات السياسية بين المغرب وتنزانيا تعود إلى ستينيات القرن الماضي، في زمن الرئيس التنزاني الراحل جوليوس نيريري، والعاهل المغربي الراحل الملك محمد الخامس، اللذين جمعتهما علاقات متينة، في إطار حركة التحرر الأفريقية.
ومن جانبه، أكد السفير المغربي في تنزانيا، عبدالإله بن ريان، أن الزيارة تمثل "نقطة فارقة في العلاقات التي تجمع المملكة بهذا البلد"، مشيرًا إلى أنها زيارة تاريخية، بجميع المقاييس، وذلك لكونها الأولى منذ اعتلاء العاهل المغربي العرش.
كما تأتي عقب القرار الملكي المتعلق بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي.
واعتبر "بنريان" أن انفتاح المغرب على منطقة شرق أفريقيا ستكون له، لا محالة، العديد من النتائج الإيجابية، على المستوى السياسي، والاقتصادي، لافتًا إلى وجود وفد رسمي رفيع، يرافق الملك محمد السادس، ويضم مجموعة من الوزراء، والفاعلين الاقتصاديين، ورجال الأعمال.
كما أشاد الدبلوماسي المغربي بـ"النتائج المشجعة للغاية"، التي خرج بها المنتدى "المغربي- التنزاني" الأول للتجارة والاستثمار، الذي انعقد، السبت، في العاصمة دار السلام، مؤكدًا على الاهتمام الذي أبدته تنزانيا حيال جعل المغرب حليفًا استراتيجيًا لها، سواء على المستوى السياسي، أو الاقتصادي.
ومن جهة أخرى، أوضح وزير الخارجية التنزاني أن الزيارة تعيد إلى الواجهة حدثًا مهمًا في تاريخ هذا البلد الأفريقي، والمتمثل في زيارة الرحالة المغربي الشهير "ابن بطوطة" لسواحلها، منذ 685 سنة. وقال "ماهيغا": "زيارة الرحالة ابن بطوطة كانت بمثابة علامة مضيئة، ونحن نعتقد أن الزيارة تدعونا إلى استحضار هذه الذكريات، التي يتعين علينا توظيفها بحكمة، كعامل ربط حيوي يجمع بين المغرب بتنزانيا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر