المضيق-جميلة عمر
حذرت المنظمة الدولية للهجرة، الأسبوع الماضي، من إمكانية أن يتجاوز عدد المهاجرين السريين المتجهين من المغرب إلى إسبانيا هذا العام، عدد نظرائهم الوافدين من اليونان، وفي الوقت ذاته، دقت وكالة الحدود وخفر السواحل الأوربية "فرونتكس" ناقوس الخطر بسبب ضغط الهجرة السرية شمال المغرب، وما يطرحه ذلك من تحديات أمنية. وكشف تقرير الاتحاد الأوربي عن أنه، على الرغم من أن عدد المهاجرين، الذين دخلوا بصورة غير شرعية إلى الاتحاد الأوروبي من البوابة الشرقية، والمتوسطة، والغربية للبحر المتوسط ، في يوليو / تموز الماضي، كان أقل من نصف العدد المسجل الشهر الماضي، إلا أن إسبانيا تعرضت لأشد ضغط من المهاجرين، منذ عام 2009، إذ بلغ عدد المهاجرين الذين عبروا غرب البحر المتوسط، في تموز الماضي، 2300 مهاجر بما يزيد أكثر من أربع مرات عن العام الماضي، أي أن أغلبهم خرجوا من سواحل شمال المملكة. وأضاف التقرير أن معظم المهاجرين كانوا من كوت ديفوار، والمغرب، وغامبيا، وغينيا.
وحذرت اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين من إمكانية تحول ضغط الهجرة السرية من ليبيا إلى المغرب، خصوصًا في ظل انشغال الأجهزة الأمنية المغربية بإخماد الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الريف منذ تسعة أشهر تقريبًا، وتزامنت هذه التحذيرات مع محاولة نحو 300 مهاجر من دوال جنوب الصحراء الأفريقية، فجر الثلاثاء، اقتحام السياجات الحدودية لمدينة سبتة، وهي سادس محاولة في أسبوع تقريبًا. وأكد مصدر أمني مغربي أن 200 إلى300 مهاجر حاولوا اقتحام سياج سبتة، لكن يقظة وتدخل الأمن المغربي حالا دون ذلك، وتم اعتقال نحو 300 مهاجر، ليصل عد الموقوفين في أسبوع إلى أكثر من 500 مهاجر. وقدّم التقرير إحصاءيات تؤكد أن ضغط الهجرة، خلال هذا الصيف، اشتد في شمال المملكة، إذ انخفض، في شهر تموز، عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا عن طريق البحر المتوسط بنسبة 57%، مقارنة بيونيو / حزيران. وأوضح التقرير أنه بينما تضاعف منسوب الهجرة بين المغرب وإسبانيا أربع مرات، انخفض بين ليبيا، التي تعاني الفوضى، وإيطاليا بنسبة 57%.
وأشار رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بنعيسي، إلى أن تقرير "فرونتيكس" الأخير تحدث عن ارتفاع عدد محاولات الوصول إلى الجهة المغربية من البحر المتوسط، مقابل تراجعها نحو ليبيا، كما كشف عن مجموعة من الأمور الثابتة في قضية الهجرة بين إفريقيا وأوروبا، وهي أولاً الحدود الشمالية للمغرب، التي تظل الحدود المفضلة للمهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، أو للاجئين السوريين، من ناحية نسبة النجاح في الوصول إلى "الفردوس الإسباني"، أو الثغرين المحتلين سبتة ومليلية. وأوضحت تقارير إسبانية أن أكثر من 1700 مهاجر حاولوا في ست عمليات اقتحام، منذ الإثنين قبل الماضي، الدخول بالقوة إلى مدينة سبتة المحتلة، غير أن نحو 200 منهم تمكنوا من الوصول إلى سبتة، بينما استطاع الأمن المغربي منع البقية من الدخول واعتقال بعض منهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر