دمشق - نور خوام
نفّذت الطائرات الحربية السورية غارات عدّة على أماكن متفرّقة في منطقة البيارات والدورة وأبو الفوارس في محيط جبل التياس في ريف حمص الشرقي، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، و"داعش" من جهة أخرى، في محور تلول التياس والمحطة الرابعة في ريف حمص الشرقي، وتقدمت القوات الحكومية شمال المحطة الرابعة، وسط قصف عنيف لتلة عايد الحسون وتلال ام الخير في ريف حمص الشرقي، الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرّف.
وتستمر الاشتباكات بشكل عنيف بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في الأطراف الجنوبية لمطار التيفور ومحيط بئر فضة قرب قصر الحير الغربي، في ريف حمص الشرقي، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، وأكدت مصادر متقاطعة أن الغارات التي نفّذتها طائرات حربية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، على مدينة إدلب، استهدفت مبنى الهلال الأحمر الواقع في فندق الكارلتون في المدينة، ما تسبب في سقوط عدد من الجرحى من كوادر فريق الهلال الأحمر من ضمنهم رئيس القسم، فيما لا تزال المعلومات متضاربة حول هوية الطائرات التي استهدفت المبنى، فيما إذا كانت طائرات آتية من وراء الحدود أم أنها طائرات أقلعت من مطارات في مناطق سيطرة القوات الحكومية، وتخضع مدينة إدلب لسيطرة فصائل تابعة إلى جيش الفتح والقوة التنفيذية فيه، وأسفر القصف عن دمار كبير في مركز الهلال الأحمر واندلاع النيران في المنطقة، تعرضت مناطق في ريف جسر الشغور الغربي في ريف إدلب الغربي لقصف مروّع دون أنباء عن إصابات.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في محور جبل الاكراد في ريف اللاذقية الشمالي ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وأغارت على مناطق عدة في قرية هوبر في ريف حلب الجنوبي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما سمع دوي انفجار عنيف في قرية رسم السرحان جنوب مدينة الباب، في ريف حلب الشمالي الشرقي التي تسيطر عليها القوات الحكومية، ناجم عن تفجير تنظيم "داعش" لعربة مفخخة في المنطقة، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
ونفذت الطائرات الحربية غارات عدة على مناطق في بلدة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي، ولم ترد معلومات عن إصابات حتى اللحظة، وقصفت أماكن في منطقة المقابر وأطراف مدينة دير الزور، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم "داعش" قام بقطع كف شاب عند دوار الدلة بمدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" في سورية، حيث جرت عملية القطع وسط تجمهر عشرات المواطنين بينهم أطفال، وذلك بتهمة "السرقة".
و لا تزال الإشتباكات العنيفة، مستمرة بين قوات "درع الفرات" والقوات التركية من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في المحور الجنوبي الغربي لمدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تمكنت القوات التركية من التقدم والسيطرة على قريتي الغوز وأبو الزندين، بعد انسحاب التنظيم منهما نتيجة القصف المكثف، وبهذه السيطرة تكون القوات التركية وقوات "درع الفرات" تمكنت من التقدم إلى مسافة نحو كيلومتر ونصف من طريق الباب - حلب الرئيسي، حيث سيسفر أي تقدم جديد في الأيام القادمة لهذه القوات من قطع الطريق من محور ثاني أبعد عن مدينة الباب، أمام القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها التي وصلت إلى مسافة نحو 7 كلم بجنوب غرب الباب، بعد إطلاقها عملية عسكرية في الـ 17 من كانون الثاني / يناير الفائت من العام الجاري 2017، وسيطرتها على 18 قرية في المحور الجنوبي الغربي للمدينة فقط، ووصولها لمنطقة المديونة، ومن ثم توقفها في هذا المحور وإطلاقها عملية عسكرية في المحور الجنوبي وسيطرتها على 4 قرى فيها ومن سيطرتها على قرية تقع نحو 8 كلم إلى الجنوب من مطار كويرس العسكري قرب سبخة الجبول في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وفشلت القوات التركية مرة أخرى في التقدم نحو أطراف مدينة الباب الشمالية والشمالية الشرقية والشرقية للمدينة، بعد تلقيها أول هزيمة على يد تنظيم "داعش" في الأطراف الغربية لمدينة الباب في الـ 21 من كانون الأول/ ديسمبر من العام الفائت 2016، في أكبر معاقل التنظيم المتبقية في ريف حلب، والتي حصلت تركيا في أواخر العام 2016 على الضوء الأخضر الروسي الذي سمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم "داعش" منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص من بينهم أكثر من 7 آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي، لأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات سورية الديمقراطية ثغرة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قوات الأخير، من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث "الجزيرة - كوباني - عفرين".
ورجحت مصادر موثوقة أن القوات التركية بعد عجزها وفشلها لمرات متتالية في الوصول إلى أطراف مدينة الباب من محاور عدة ، تحاول قطع الطريق أمام القوات الحكومية للوصول إلى المدينة، من أجل الاستفراد في عملية السيطرة على مدينة الباب، على الرغم من إطلاق القوات الحكومية لعملية عسكرية متزامنة في المحور الجنوبي لمدينة الباب ووصولها لنحو 7 كلم من المدينة، وبشكل متزامن مع الهجمات المضادة التي ينفذها التنظيم لصد تقدم النظام من هذا المحور، وستتيح السيطرة على مدينة الباب لقوات "درع الفرات" والقوات التركية توسعة مناطق سيطرتها في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، منذ دخولها في الـ 24 من شهر آب / أغسطس من العام الفائت 2016، عند بدء عملية "درع الفرات" المؤلفة من الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة من قبلها، والتي سيطرت خلالها على مدينة جرابلس ومساحات واسعة من ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، عقبها دخول دفعة جديدة من القوات والآليات والدبابات التركية عبر مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشمالي لحلب، وتمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية "درع الفرات" المدعمة بالقوات والدبابات والطائرات التركية، من السيطرة على ما تبقى من الشريط الحدودي بين الضفاف الغربية لنهر الفرات وصولاً إلى اعزاز، لحين وصولها إلى تخوم مدينة الباب قبل أشهر.
وقضى سائق تكسي وأصيب آخرون بجراح، جراء إلقاء شخص لقنبلة يدوية على حاجز لقوات الأمن في منطقة المجتهد في العاصمة ظهر الأربعاء، بينما فتحت الفصائل الإسلامية نيران قناصتها على تمركزات للقوات الحكومية، في أطراف حي جوبر وأنباء عن مقتل عنصر من القوات الحكومية وإصابة آخرين بجراح.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر