المخابرات المغربية تمنع وقوع حمام دم في كنيسة فرنسية في باريس
آخر تحديث GMT 07:11:45
المغرب اليوم -

المخابرات المغربية تمنع وقوع "حمام دم" في كنيسة فرنسية في باريس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المخابرات المغربية تمنع وقوع

كنيسة فرنسية
الرباط-المغرب اليوم

قدمت أجهزة الاستخبارات المغربية مطلع أبريل الجاري معلومات دقيقة للسلطات الفرنسية، مكنت من تفادي وقوع حمام دم في العاصمة باريس.ويتعلق الأمر بمعلومات حول سيدة فرنسية من أصول مغربية، كانت تتأهب لتنفيذ عمل إرهابي وشيك كان يستهدف كنيسة بفرنسا.وبحسب تصريح للناطق الرسمي للمديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني نُشر اليوم الثلاثاء 6 أبريل، فإن السلطات الفرنسية المختصة باشرت في ليلة 3-4 أبريل الجاري، بعد استغلال هذه المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، عمليات توقيف وحجز مكنت من تحييد مخاطر هذا المشروع الإرهابي. ووفقا للمصدر، فقد تم إخطار السلطات الفرنسية، بوقت كاف، بأن المشتبه فيها الرئيسية كانت في المراحل الأخيرة لتنفيذ المشروع الإرهابي الانتحاري داخل مكان العبادة، فضلا عن استهداف المصلين بسيف كبير للإجهاز عليهم والتمثيل بهم.

سيناريو القتل الداعشي

المشتبه فيها، بحسب تصريح المسؤول، كانت تنوي محاكاة عمليات القتل والتمثيل بالجثث التي تتضمنها الأشرطة والمحتويات الرقمية التي ينشرها تنظيم داعش الإرهابي، والتي كانت تشاهدها باستمرار على أجهزتها الإلكترونية.تقديم هذه المعلومات للمصالح الأمنية الفرنسية يدخل في إطار انخراط السلطات المغربية في آليات التعاون الدولي لمكافحة التنظيمات الإرهابية وتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين؛ وكذلك في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمملكة المغربية ومصالح الاستخبارات الفرنسية، في مجال مكافحة الخطر الإرهابي وتصاعد تهديدات التطرف العنيف، الذي يستهدف أمن وسلامة مواطني كلا البلدين.وقال الأستاذ الجامعي محمد بودن، أكاديمي ومحلل سياسي، في تصريح لسكاي نيوز عربية: "إن التنسيق الأمني بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وثيق ومبني على أسس. وقد جنب حدوث أعمال إرهابية ومخططات تخريبية بالضفتين، فالمغرب اليوم يتوفر على أحدث الإمكانيات وأكفأ الموارد البشرية للتصدي لهذا النوع من المخططات".

وأوضح بودن في معرض حديثه أن "قوة المغرب تكمن في تبنيه لسياسة متكاملة، لدحر الإرهاب. وليس صدفة أن يحتضن المغرب اليوم مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بإفريقيا، للتصدي للجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء وفي دول كموزمبيق. كما أن المغرب عضو نشط في التحالف الدولي ضد "داعش"، وهو أيضا يرأس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب." وذكر الأكاديمي في نفس السياق "اعتماد المغرب خطة موازية تقوم على إطلاق برامج اجتماعية بالمناطق الفقيرة لفائدة الشباب والفئات الهشة، بالإضافة إلى إعادة إدماج الأشخاص الذين تراجعوا عن الأفكار المتطرفة في إطار برنامج للمصالحة."من جهته، قال د. إحسان الحافظي، باحث في الدراسات الأمنية وإدارة الأزمات، في حديث لسكاي نيوز عربية: "دولياً تضطلع مديرية مراقبة التراب الوطني بوصفها جهاز استخبارات داخلية بدور أساسي في تطويق مخاطر إرهابية استهدفت دول الاتحاد حيث كان تنظيم القاعدة يخطط لحمام دم في اوروبا."

وذكر الحافظي في هذا السياق، "تحديد المصالح الأمنية المغربية مكان منفذي هجمات مدريد سنة 2004، التي خلفت 162 قتيلا. كما ساهمت الاستخبارات المغربية في تفكيك شبكة إجرامية في بلجيكا، في أعقاب تفكيك ما سمي حينها بـ"شبكة بلعيرج" الدولية في دجنبر 2008 على صلة بتنظيم القاعدة و"الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة" والجماعة السلفية للدعوة والقتال، و"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" حاليا.وفي فرنسا برز التنسيق الأمني في طبيعة المعلومات التي وفرها المغرب لجهاز التحقيق الفرنسي بعد هجمات باريس في نوفمبر 2015 والتي ساهمت في تحديد وتحييد خطر قائد الهجمات رفقة اثنين من معاونيه فوق التراب الفرنسي."

مقاربة مغربية

ويُجمع الخبراء أيضا على أن المقاربة التي اعتمدها المغرب منذ ظهور تنظيم داعش لا تتوقف فقط عند ما هو أمني صرف، بل تم تجاوزه إلى وضع مقاربات مختلفة يتداخل فيها ما هو ديني وتوعوي وروحي مع ما هو أمني، وكمثال على ذلك تكوين الأئمة الفرنسيين في المغرب، بالإضافة إلى الأوامر التي أصدرها الملك محمد السادس لوزارة الأوقاف وللخطباء بضرورة إبراز المعنى الحقيقي للجهاد الأكبر، بعيدا عن الدموية والإرهاب.كما عمل المغرب على تعزيز دوره ومكانته الإقليمية كحاجز أمني لدول شمال المتوسط والفضاء الأورومتوسطي بشكل عام. فعلاوة على مساهمته المباشرة في احتواء الأوضاع الأمنية المتردية وإعادة الاستقرار إلى دول الجوار كاحتضانه وحرصه على إنجاح المفاوضات بين الأطراف الليبية المتنازعة، وتدخله في أزمة مالي، انكب المغرب على إعادة الترابط وتقوية نفوذه السياسي والاقتصادي خاصة مع منطقة الساحل وشمال إفريقيا.

وكتبت الباحثة كريمة لهلالي، في مقال نشر بالمركز المغاربي للأعلام والديموقراطية: "إن تفشي بعض التحديات والمخاطر الأمنية العابرة للحدود في المنطقة المتوسطية من قبيل تدفق المهاجرين واللاجئين، وتنامي الحركات الإرهابية، خاصة ما يسمى بتنظيم "داعش" وامتداداته الدولية التي تتغذى على الأزمات والصراعات في المنطقة العربية (العراق، سوريا، ليبيا..)، جعل دول الاتحاد الأوروبي تعتبر جنوب المتوسط، والمغرب بشكل خاص، عمقها الاستراتيجي، والخط الأمامي للدفاع عن أمنها القومي." وكان تقرير للخارجية الأميركية، صدر في يونيو 2020، أشاد باستراتيجية المغرب في مكافحة الإرهاب.

وسلط التقرير الضوء على السياسة التي ينهجها المغرب في مجال مكافحة التطرف العنيف، مبرزا أن "المملكة وضعت استراتيجية شمولية لمكافحة التطرف العنيف ترتكز على مكافحة التطرف، إلى جانب ضبط المجال الديني“.وذكر أيضا أن المغرب يعد “حليفا رئيسيا من خارج الناتو” ، مشيرا إلى أن المملكة استضافت تمرين الأسد الأفريقي السنوي وشاركت في تدريبات إقليمية متعددة الأطراف.وأورد تقرير الخارجية الأميركية في هذا الصدد، أن المغرب “يحافظ أيضا على تعاون وثيق مع شركائه الأوروبيين، وخاصة بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، لإحباط التهديدات الإرهابية المحتملة في أوروبا”، مشيرا إلى أن المملكة تترأس حاليا الى جانب كندا، المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، فضلا عن كونها “فاعلا نشطا في التحالف العالمي ضد داعش.

قد يهمك ايضا:

فرنسا تدعو إيران للكف عن أي انتهاك لالتزاماتها النووية الحالية

 فرنسا يؤكد ان انتهاكات إيران ستضر محادثات النووي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخابرات المغربية تمنع وقوع حمام دم في كنيسة فرنسية في باريس المخابرات المغربية تمنع وقوع حمام دم في كنيسة فرنسية في باريس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib