الدار البيضاء - جميلة عمر
خرج عبد الواحد الفاسي القيادي في حزب الاستقلال، ونجل الزعيم علال الفاسي، يدعو عبر رسالته الموجهة إلى حزب الاستقلال، إلى التعقل وضبط النفس، وحسن اختيار مجموع الفريق القيادي المؤتمن على قيم ومبادئ الحزب، من خلال فتح الباب لجميع الطموحات وفق ضوابط ومعايير معقولة ومنطقية، وذلك بسبب ما يعيشه الحزب منذ أيام على وقع أزمة داخلية غير مسبوقة، بسبب صراعات قياديين على مراكز داخل الحزب المغربي العتيد.
وتتمثل الرسالة في نداء، تضمن نصائح إلى أعضاء الحزب العتيد، نداء من أجل الوحدة، ورص صفوف الأسرة الاستقلالية، لكل الاستقلاليات والاستقلاليين روحًا وعقيدة، نداء لتجاوز حالة الانقسام، التي لا مبرر لها منطقيًا وواقعيًا، نداء لمواجهة، ومقاومة الأساليب الشعبوية المرفوضة.
وقال عبد الواحد الفاسي في رسالته، "إننا في عالم جديد ومتجدد، يتحرك بسرعة، حيث لا يمكن لحزبنا أن يظل جامدا، لأن دوره الأساسي إعادة الثقة للمواطنين، وإعادة الثقة والحماس لشباب هذه الأمة العظيمة في تاريخها، وحاضرها، ومستقبلها، المرحلة دقيقة جدا، ومن مسؤولياتنا جميعا بناء رؤية جديدة مشتركة لمستقبل أفضل لحزبنا ووطننا، ولذلك نحتاج اليوم إلى عمل ميداني متواصل عوض الكلمات الرنانة، أو الدنيئة، التي تتسبب في أعمال مطبوعة بالعدوانية والطيش، مما يسبب في مضاعفات خطيرة علينا جميعا، وتشويه سمعة وصورة، إرث تاريخي اسمه حزب الاستقلال، بكل ما ورثناه عن مناضلات ومناضلين أفذاذ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا".
وأضاف نجل علال الفاسي قائلًا "أننا مطالبون اليوم أكثر بالبحث عن آليات، وموارد من أجل الوفاء بالوعود التي نقدمها للمواطنين، كما نحتاج إلى عمق في إصلاحات حقيقية، لتحقيق إدماج سياسي حقيقي لأمتنا في عمل سياسي مطبوع بالنضج، واحترام إرادة الأمة كيفما كانت، وإننا داخل حزب الاستقلال مطالبون بقراءة التحديات التي تواجهنا بمنطق العقل، وليس بمنطق الانتقام، لبناء استراتيجية عمل واقعية لإصلاح مؤسساتنا وتنظيماتنا، وفق خارطة طريق واضحة تلزمنا جميعا، ونتعهد باحترامها والعمل على تنزيل أهدافها.
إن هذه المعطيات المقترحة، تفرض فينا حسن اختيار مجموع الفريق القيادي المؤتمن على قيم ومبادئ حزبنا، من خلال فتح الباب لجميع الطموحات، وفق ضوابط ومعايير معقولة ومنطقية تحصينا لحزبنا من جهة، ومن جهة أخرى، لتمكين مناضلات ومناضلينا من حرية الاختيار، ووضع الثقة فيمن يستحقها من دون ضغوطات من أي جهة كانت، وإن حزبنا الذي عرفناه، وعرفه الشعب المغربي على امتداد أكثر من 80 عامًا، يس هو نفسه اليوم، لأننا قبلنا بتقديم تنازلات منذ سنوات أضرت بنا جميعا، ونتحمل مسؤوليتها جميعا وبكل وضوح".
وتابعت "إنني كواحد من الأسرة الاستقلالية الكبيرة الممتدة في أرجاء وطننا الحبيب مقتنع أن الاستقلاليات والاستقلاليين لهم غيرة قوية على حزبهم، ومدركون الأدوار التاريخية لحزب الاستقلال من أجل ثوابت الأمة، لأنه كان داخل الوطن نشأة ومسارا، وظل مرتبطا بالوطن دائما وأبدا، وما نحتاجه اليوم وقفة حقيقية مع الذات، لممارسة نقد ذاتي مسؤول وحقيقي، بنكران للذات، لنستطيع تحقيق نتيجة إيجابية نتوافق حولها جميعا، لأن الخلاف الذي يبدو حادا ليس جوهريًا ولا عميقًا، لأنه لا يبنى على توجهات فكرية أو مبدئية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر