الدار البيضاء - جميلة عمر
أجرى صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، الثلاثاء، على هامش ترأسه للوفد المغربي المشارك في الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مباحثات مع عدد من المسؤولين، ووزراء خارجية البلدان المشاركة. والتقى "مزوار" بمحمد الطاهر حمودة سيالة، وزير الخارجية المفوض من حكومة الوفاق الوطني الليبية، وتباحثا بشأن تطورات الوضع، ومسار العملية السياسية في ليبيا، انطلاقًا من اتفاق "الصخيرات"، الموقع في ديسمبر / كانون الأول 2015, والذي أثمر التوافق حول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، كي يدبر المرحلة الانتقالية ، ضمن إطار المساعي الرامية إلى استقرار ووحدة ليبيا، وتحقيق طموح شعبها في الاستقرار والتقدم والرخاء.
وجدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون دعم المملكة المغربية لاتفاق "الصخيرات"، ولحكومة الوفاق الوطني، من أجل استقرار ووحدة أراضي ليبيا، كما أكد "مزوار" أن الأخيرة في مرحلة إعادة بناء المؤسسات، وأن الليبيين مدعوون إلى الاستمرار في التشبث بروح التوافق، وتفادي كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تعقيد الوضع أكثر، أمنيًا وسياسيًا.
وحث الوزير المغربي الليبيين على معالجة مشاكلهم بأنفسهم، من خلال تفادي الصراعات التي لا طائل منها، ويؤدي ثمنها الشعب الليبي، من استقراره المؤسساتي والسياسي، وتطوره الاقتصادي والاجتماعي، محذرًا من مغبة العودة إلى الوراء، أي إلى ما قبل اتفاق "الصخيرات". كما شدد الطرفان على أن استقرار المنطقة من استقرار ليبيا، وبالتالي فان حرص الجميع على إنجاح اتفاق "الصخيرات"، ودعم جهود حكومة الوفاق الوطني في محاربة الإرهاب في ليبيا، وتقوية قدراتها، مؤسساتيًا وأمنيًا واقتصاديًا، هو ما ينتظره الشعب الليبي اليوم، من المجتمع الدولي، وكل القوى الإقليمية والدولية.
ومن جهة أخرى، جدد "مزوار" شكر المملكة المغربية لليبيا، لمساندتها المغرب للعودة إلى الاتحاد الأفريقي، وفي هذا الإطار، اعتبر وزير الخارجية الليبي أن مكانة المغرب في القارة الأفريقية، على المستويين السياسي والاقتصادي، تجعل من عودته إلى الاتحاد مسألة ضرورية وعاجلة، لأن أفريقيا في حاجة، على حد تعبيره، للمغرب.
في السياق ذاته، تباحث صلاح الدين مزوار، الثلاثاء، في مقر الأمم المتحدة، مع وزير الخارجية الصربى فوك غيريميتش، حيث تطرق الطرفان إلى أهمية تعزيز علاقات الصداقة والاحترام المتبادل، التي تربط البلدين، وفتح آفاق واعدة للتعاون الاقتصادي والسياسي و الثقافي، بين صربيا والمغرب. كما شدد وزير خارجية صربيا على موقف بلاده الداعم للوحدة الترابية للمغرب، واستعدادها الدائم لمساندته، انطلاقًا من مبدأ احترام وحدة وسيادة الدول والشعوب، الذي يدافع عنه البلدان. كما أكد "مزوار" أن مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين في حاجة إلى دفعة قوية، لخلق الديناميكية المطلوبة، من خلال تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، وتحفيز مناخ الأعمال. وأكد أن دعوة الملك محمد السادس للرئيس الصربي للمشاركة في أعمال مؤتمر "كوب22" في مراكش، تمثل تجسيدًا لمستوى هذه العلاقات المتميزة بين البلدين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر