الرباط -المغرب اليوم
ينتظر عدد من المواطنين في القرى دعم "صندوق كورونا"، وذلك في الوقت الذي شُرع في صرْف الدعم المالي المخصص لحاملي بطاقة "راميد" منذ أيام في المدن، وفتح الحكومة المجال أمام غير المتوفرين على هذه البطاقة من الفئات الهشة لتقديم طلبات الدعم.ورغم أن طريقة الاستفادة من الدعم الخاص بحاملي بطاقة "راميد" سهلة فإن عددا من المواطنين القاطنين في القرى النائية يجهلونها، ومنهم من ليس على علم بأنّ من حق غير المتوفرين على البطاقة أن يستفيدوا، هم أيضا.
محمد واحد من هؤلاء المواطنين، يقطن في دوار ناء يدعى إغرضان، التابع لإقليم أزيلال، أمّه وأخوه قدما طلب الاستفادة من الدعم، بينما هو لم يقدم أي طلب؛ لأنه لا يتوفر على بطاقة "راميد"، ويؤكد، في حديث لهسبريس أنه لم يكن على علم بأن من حقه الاستفادة.عدم الوصول إلى المعلومات الكافية إلى سكان بعض المناطق القروية المعزولة يحول دون معرفة سكانها بالإجراءات التي ينبغي اتباعها للحصول على دعم الفئات الهشة المتضررة من حالة الطوارئ الصحية. "أنا ما فراسي ما يتعاود، وما كانش فخباري بلي حتى الناس اللي ما عندهوم الراميد كيستافدو"، يقول محمد.
القرية التي يقطن فيها محمد تبعد عن أقرب مسلك طرقي معبّد بسبعة كيلومترات، والطريق إليها عبارة عن ممر ضيق يخترق الجبال لا تسلكه سوى الدواب، كما أن القرية غير متربطة بشبكة الكهرباء، وتغطية الهاتف فيها ضعيفة جدا؛ وهو ما يصعّب وصول المعلومة إلى سكانها، أو تواصلهم مع العالم الخارجي صعبا، ويؤكد محمد ذلك بالقول: "حنا مقتولين هنا، ما عندنا حتى التلفزة حيت الضو ماكينش".
الصعوبة التي يلاقيها سكان القرى النائية في مباشرة إجراءات الاستفادة من الدعم الذي تخصصه الدولة للفئات الهشة تزيد من حدتها أيضا الأمية المنتشرة بنسب عالية بين سكان "المغرب العميق"، والتي تحول دون معرفتهم بطريقة الاستفادة.في قرية تنكارف نواحي بني ملال، كان السكان محظوظين لوجود شبان منها يدرسون في الجامعة ببني ملال، هم من تولّى تسجيل سكان القرية للاستفادة من الدعم؛ لكن بعضهم ممن يسكن بعيدا عن التجمّع السكاني، أو الرحل الذين يرعون قطعان مواشيهم في مناطق بعيدة، لم يتسجلوا، لعدم علمهم بأمر الاستفادة.
يقول يوسف الزيتوني، الذي تولى بمعية شبان آخرين ترتيب أمر استفادة سكان قريته من الدعم، بإرسال معلوماتهم إلى الرقم الذي خصصته لجنة اليقظة الاقتصادية لهذا الغرض: "جاو عندي شي خمسة د الناس كالولي ما كانش فخبارنا، اشنو المعمول، كلت لهم سولو الخليفة ولا القايد هو اللي يعطيكم المعلومات، أما اللي كنعرف هو أن اللي ما تسجلش الأجل راه فات".
وقد يهمك ايضا:
خمس عمليات ناجحة في المفاصل والعظام لفائدة مستفيدين من بطاقة راميد
"الاقتصاد" تجيز سحب دعم "راميد" في بعض الحالات الاستثنائية الإثنين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر