الشعب المغربي يحتفل بالذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء التي مكنته من استرجاع أقاليمه الجنوبية
آخر تحديث GMT 08:28:22
المغرب اليوم -

الشعب المغربي يحتفل بالذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء التي مكنته من استرجاع أقاليمه الجنوبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الشعب المغربي يحتفل بالذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء التي مكنته من استرجاع أقاليمه الجنوبية

العلم المغربي
الرباط ـ زياد المريني

يحتفل الشعب المغربي، السبت، في أجواء من الحماس الفياض، والتعبئة المستمرة، واليقظة الموصولة حول قضية الوحدة الترابية، بالذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء المظفرة، التي مكنت الشعب المغربي من استرجاع أقاليمه الجنوبية. وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في مقال لها، أن هذا الحدث الجيلي والنوعي، الذي أبدعته عبقرية  الملك الراحل الحسن الثاني، وانطلقت فيه جماهير المتطوعين من كل شرائح المجتمع المغربي سنة 1975 صوب الأقاليم الجنوبية لتحريرها من براثن الاستعمار الإسباني، يجسد أروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي، من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة.

وقد أظهر هذا الأسلوب الحضاري السلمي الفريد من نوعه، للعالم أجمع، صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب، وعزمهم على إنهاء الوجود الأجنبي والاستيطان الاستعماري، حيث حققت المسيرة الخضراء المظفرة أهدافها، وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، مستندة إلى كتاب الله، والدفاع عن حمى الوطن وحياضه، والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق المسلوب والذود عنه. والواقع أن المغرب قدم تضحيات جسام في مواجهة الاحتلال الأجنبي، الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن وجعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة، حيث بذل العرش والشعب الغالي والنفيس في غمرة كفاح وطني متواصل الحلقات، طويل النفس، ومتعدد الأشكال والصيغ، لتحقيق الحرية والاستقلال والوحدة والخلاص من ربقة الاستعمار المتحالف ضد وحدة المغرب.

وتحقق النصر المبين، والهدف المنشود بانتصار الشرعية والمشروعية التاريخية، وعودة بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول الملك محمد الخامس، والأسرة الملكية الشريفة من المنفى يوم 16 تشرين الثاني نوفمبر 1955، حاملا لواء الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية، وداعيا إلى مواصلة الجهاد الأصغر بالجهاد الأكبر من أجل بناء وإعلاء صروح المغرب الجديد الناهض والمتقدم. وهكذا، شكلت نهاية عهد الحماية بداية لملحمة الجهاد الأكبر الاقتصادي والاجتماعي وإعلاء صروح الوطن، الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال. وفي هذا المضمار، كان انطلاق عمليات جيش التحرير بالأقاليم الجنوبية سنة 1956 لاستكمال الاستقلال الوطني وتحرير الأجزاء المغتصبة من التراب الوطني، واستمرت مسيرة التحرير بقيادة بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول الراحل محمد الخامس، بعزم قوي وإرادة صلبة ليتحقق استرجاع إقليم طرفاية في 15 نيسان أبريل 1958.

وواصل المغرب في عهد الراحل له الحسن الثاني نضاله، فاسترجع مدينة سيدي إفني يوم 30 حزيران/ يونيو 1969، وتكلل سعيه بالمسيرة التاريخية الكبرى ليوم 6 نونبر 1975، حيث كان النصر حليف المغاربة، وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 شباط فبراير 1976، إيذانا بانتهاء فترة الاحتلال والوجود الأجنبي بربوع الصحراء المغربية، وتلاها استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 آب أغسطس 1979. واستمرت ملحمة صيانة الوحدة الترابية لإحباط مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، تحت قيادة باعث النهضة المغربية الملك محمد السادس، إذ يقف المغرب، اليوم، ثابتا في الدفاع عن حقوقه المشروعة مبرزا، بإجماعه التام، استماتته في صيانة وحدته الترابية، ومؤكدا للعالم أجمع إرادته القوية وتجنده الموصول دفاعا عن مغربية صحرائه، ومبادرته الجادة لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل بالمنطقة المغاربية الذي طال أمده جراء تعنت وعناد خصوم الوحدة الترابية والمناوئين لحقوق المغرب على أراضيه المسترجعة.

ويأتي القرار رقم 2602 الصادر عن مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، بخصوص قضية الصحراء، وهو قرار تم اعتماده بأغلبية 13 صوتا بينهم أربعة دول كبرى من الأعضاء الدائمين في المجلس، في مقابل امتناع دولتين فقط عن التصويت هما روسيا وتونس، كتتويج للانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب، خاصة ما يتعلق منها بتقلص عدد الدول المعترفة بشرعية الكيان الوهمي، وإعتراف الولايات المتحدة الأمريكية الصريح بمغربية الصحراء، فضلا عن العملية البطولية السلمية الناجحة للقوات المسلحة الملكية من أجل تأمين معبر الكركرات لضمان استمرارية الحركة التجارية نحو البلدان الإفريقية جنوب الصحراء. وتتجلى أهمية القرار الجديد لمجلس الأمن، كذلك، في تأكيده على أهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كإطار واقعي وعملي وذي مصداقية كأفق وحيد لتسوية ملف الصحراء، إضافة إلى تعبير مجلس الأمن عن انشغاله العميق من إعلان “البوليساريو” رسميا خرقه لاتفاقات وقف إطلاق النار، في مقابل تجديد المغرب لتمسكه بالتزاماته.

علاوة على ذلك، اعتبر القرار الأممي الجزائر طرفا رئيسيا مسؤولا في هذا النزاع المفتعل، حيث وردت الجزائر خمس مرات مثل المغرب، كما أكد أن المفاوضات من خلال الموائد المستديرة بمشاركة كل الأطراف هي الآلية الوحيدة لتدبير مسلسل الوصول إلى الحل الواقعي والمتوافق عليه. وفي هذا الإطار، و”استحضارا منها لهذه الملحمة التاريخية الغنية بالدروس والدلالات والقيم”، تجدد أسرة المقاومة وجيش التحرير التأكيد على موقفها الثابت من قضية الوحدة الترابية بالتأكيد على مغربية الصحراء، والإعلان عن وقوفها ضد مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، ومخططات المتربصين بسيادة المغرب على كامل ترابه المقدس الذي لا تنازل ولا مساومة في شبر منه. وأكدت المندوبية، في مقالها، أن المغرب “سيظل متمسكا بروابط الإخاء والتعاون وحسن الجوار والسعي في اتجاه بناء الاتحاد المغاربي وتحقيق وحدة شعوبه، إيمانا منه بضرورة إيجاد حل سلمي واقعي ومتفاوض عليه لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية، وفي هذا النطاق تندرج مبادرة منح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية في ظل السيادة المغربية”.

كما أعلنت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عن تنظيم مهرجان خطابي رمزي، الجمعة بالرباط، ستلقى خلاله كلمات وعروض وشهادات حول هذا الحدث التاريخي الجيلي والنوعي، “الزاخر بالدروس والعبر والطافح بقيم الوطنية الحقة والمواطنة الايجابية والباعث على الاعتزاز بالانتماء الوطني والتمسك بالهوية المغربية”.
وأشارت إلى أنه سيتم، أيضا، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، جريا على التقليد الموصول، وترسيخا للسنة المحمودة، برورا وعرفانا برجالات المغرب الأبرار الذين أخلصوا للوطن وأسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله ووحدته الترابية.

وأضافت المندوبية أنه ستقام في سائر جهات وعمالات وأقاليم المملكة أنشطة وفعاليات بالمناسبة تشرف عليها النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية وفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، من ندوات ومحاضرات حضورية وعن بعد، بما فيها عرض إصدارات المندوبية، وتنظيم زيارات استطلاعية وتفقدية لفائدة الفئات العمرية على اختلافها لفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير البالغ تعدادها 95 وحدة-فضاء في كافة جهات وعمالات وأقاليم المملكة.

قد يهمك أيضاً :

  البحرين والأمارات يدعمان مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة والوحدة الترابية للمغرب

 العثماني يعلن أن أعداء الوحدة الترابية يستهدفون المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب المغربي يحتفل بالذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء التي مكنته من استرجاع أقاليمه الجنوبية الشعب المغربي يحتفل بالذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء التي مكنته من استرجاع أقاليمه الجنوبية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
المغرب اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا

GMT 17:06 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

وليد الكرتي جاهز للمشاركة في الديربي البيضاوي

GMT 06:59 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

كليروايت تغزو السجادة الحمراء بتشكيلة متميزة

GMT 17:54 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الفالح يُعلن أهمية استمرار إجراءات خفض إنتاج الخام

GMT 19:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يفتح باب التسجيل بشكل رسمي

GMT 05:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

ابتكار روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 23:06 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مشروع الوداد يؤخر تعاقده مع غوركوف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib