الدار البيضاء ــ جميلة عمر
وجه الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، عادل بنحمزة، رسالة إلى الكاتبة مايسة سلامة ناجي، مؤكدًا أنه سيلجأ إلى القضاء بشأن التُهم التي توجهها إليه.
وقال بنحمزة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" موجهًا حديثه إلى ناجي :" لست بحاجة للتأكيد أنني لا أعرفك، وهذا قد يكون تقصيرًا مني لأنك ومنذ سنوات صنعتي لك أسماً بين المواقع الإلكترونية، واستطعت أن تحصدي إعجاب الآلاف على صفحتك عبر "فيسبوك"، كما كان ظهورك على"اليوتوب" لا يخلو من متابعة كبيرة".
وأضاف :"صحيح لا أعرفك معرفة شخصية، لكن ساقني حظي أكثر من مرة لكي أطلع على ما تكتبين وهو من صنف السهل الممتنع، قد يكون سطحيًا ومباشرًا، لكنه ينفذ إلى جوهر الموضوع، وإذا كان الأمر يقتضي شهادة مني، فإنني يمكن أن أقول بأنك تملكين شجاعة تُحترم، فليس مهمًا أنها تستثني بعض القضايا وبعض الأشخاص، أو تنزلق في حديث بلا دليل، لكن عموما ليس مفروضًا فيك وأنت كاتبة متطوعة، أن تحيطي بكل القضايا والمواضيع والأشخاص، فعلى الآخرين أن يقوموا بواجبهم أيضًا"، متابعًا :"وإن كان من واجبك الأدبي ألا تخوضي في أعراض الناس بلا حجة، لقد شاءت الظروف أن نكتب معًا في أحد المواقع الإلكترونية الأجنبية، وتعزز لدي الاقتناع بأنك تستحقين رغم كثير من الملاحظات قدرًا معتبرًا من التقدير والاحترام".
وأستطرد الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال :"عندما يحقق كاتب قدرًا كبيرًا من الشهرة، ويكون له آلاف المعجبين ــ بغض النظر عن قيمة ما يكتب- فإنه من المفترض أن يتصف بكثير من النضج والمسؤولية الأخلاقية اتجاه ذلك الكم الكبير من القراء، فالكاتب هنا يصير صاحب سلطة معنوية، وهي كأي سلطة عندما تكون مطلقة بلا حدود، فإنها على ذات القدر، تكون مفسدة وبلاحدود".
واستكمل :" لقد آلمني ما تعرضتي له في سنوات مضت من تهجم عليك وعلى ماضيك، وقرأت لك عام 2013 وأنت تخاطبين المغاربة -بصيغة الجمع-، “اتقوا الله في أختكم مايسة يا مغاربة”، فشعرت بما شعرت به من الظلم والإشاعة ممن يعميهم الحقد عن الاعتراف بالآخر مهما كان مختلف، يومها كتبتي تقولين: “هتك الأعراض أصبح كشرب الماء، وكلمة عاهرة يقذفها الرجل على المرأة كما يتنفس الهواء، وكلمة “ماشي راجل” تقذفها المرأة على الرجال سواء، والتهم تمطر كمطر غابة الاستواء".
وأردف بنحمزة :" أضفت في ذات المقال، كل تلك الصفات والسباب والشتائم التي يضخونها يوميًا على صفحات فيسبوك وعلى مقالاتهم لا يلقون لها بالا سيحملون بها أوزارهم وأوزارًا معها، لآخذ من خير ما عملوا وأحملهم أسوء ما عملت، وبالطبع لم تكتفي بما كتبتي بل عززتي ذلك بالكثير من الأحاديث النبوية وسور من القرآن الكريم، حتى كاد المقال أن يتحول إلى موعظة تتجاوز تظلمك المشروع، إلى صلاحيته كصرخة أو كدرس في أدب الحوار والنقاش وتدبير الاختلاف، بل وأساسا احترام الاختلاف".
وتابع :" السيدة مايسة، أستغرب كيف تعطين الدروس للآخرين، وترفضين سلوكياتهم المريضة عندما يتعلق الأمر بالهجوم عليك وبالمس بكرامتك وبقذفك بأبشع النعوت، والافتراء عليك واختلاق الروايات والحكايات عن ماضيك، وفي ذات الوقت لا تطلع على وجهك حمرة الخجل، وأنت تخوضين في أعراض الآخرين وتفترين عليهم بالكذب والبهتان، وتختلقين عنهم الحكايات والروايات، وتمسين ذمتهم، ذنبهم الوحيد – وأنا هنا أستعير ما كتبتي في آخر تدوينة لك-، أنهم يجدون في طريقهم، أعداء النجاح الفاشلون، يرون الشخص يكد ويجتهد ليشارك ولو بجزء بسيط في إحداث أثر بحياته ينفع به البلاد والعباد، وإذا بهم يصابون بالمغص لأنهم لا يحققون ذواتهم إلا برؤية الآخرين عاجزين مثلهم، فيتعرضون للشخص في حياته المهنية، في مصداقيته، في مشواره، حتى في سمعته وحياته الشخصية بالكذب والاتهامات، الحسد يجرهم إلى السفالة".
وواصل بنحمزة في رسالته: "السيدة مايسة سلامة الناجي عذرًا لانفعالي الذي منعته قدر ما استطعت، فأنت لا تعرفينني يقينا، لكن يجب أن تعرفي أن اليقين في كثير من الأحيان، يكون أخطر على الحقيقة من الكذب، والنجومية لا تصنع بالمس بكرامة الناس والتشهير بهم بلا دليل ولا مبرر، والشهرة لا تعني أن المعني بها على صواب مطلق، فكثير منها لا تعدو أن تكون واحدة من عاهات المجتمع المؤسفة، بل النجومية الحقيقية تصنع بالاحترام التام والكامل للمبادئ والقيم في حيادها المطلق، هذا لا يعني التغاضي عن مظاهر الفساد ومكامنه ووجوهه، لكن لا تعتقدي -بسذاجة تستدعي الحسرة- أن كل رجل أو سيدة لهما موقع سياسي، فإن ذل كدليل على فسادهم، بحيث يمكن عبر الهجوم الممنهج عليهم، أن تمنحي لجمهورك فرجة مجانية تحققين من ورائها “جيمات” جديدة لصفحتك الفيسبوكية، بشكل يرضي نرجسية مفرطة مرفقة بكثير من تضخم الأنا، وهومًا يمنعك حقيقة من الاعتراف بأن السياسة بريئة في ذاتها من لوثة الفساد، فالسياسة في النهاية لا تصنع مفسدين، بل فقط تكشف الناس على حقيقتهم، هذا هو درس التجربة التاريخية والواقع ".
واختتم برسالته بالقول :" السيدة مايسة سلامة الناجي إنني أخاطبك بهذا الاسم ولا أعلم إذا كان أسمًا حقيقيًا أم مستعارًا، ولأنني قررت بكل احترام ورقي اللجوء إلى القضاء من أجل إنصافي وإثبات زيف ما كتبت عني، ولأنني لا أعرف لك عنوانًا أو بيانات شخصية مما هو مطلوب في هذه الدعاوى من طرف القضاء، فإنني وأمام الرأي العام أطلب منك أن توفري لي بكل نبل، هذه المعطيات حتى نتقابل كأناس متحضرين أمام القضاء، وأنا بذلك أمنحك فرصة تحصين احترام قرائك لك، وأمنح لنفسي حق إثبات خديعة ذلك الاحترام، إلى حين وقوفنا معًا أمام القضاء".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر