الدار البيضاء - جميلة عمر
أبدى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، سعادته بزيارة جهة درعة تافيلالت، التي تأتي ضمن برنامج حكومي للتواصل مع مختلف جهات المملكة المغربية، تنفيذا للتوجيهات الملكية وانسجاما مع خيار الجهوية المتقدمة الذي اختاره المغرب.
وأضاف رئيس الحكومة أنها أول مرة يزور فيها رئيس حكومة أو وزير أول هذه الجهة مع وفد كبير من وزراء ومسؤولين وهذه الزيارة منسجمة مع تصور الحكومة في إيلاء الأهمية للجهوية ولتقوية الجهات حتى تكون قادرة على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لأن المركزية لا تحل كل المشاكل بل قد تعقدها في بعض الأحيان، مؤكدا على أن الجهوية المتقدمة هي الطريق الوحيد لتحقيق العدالة المجالية. "ومن هنا أقول أن الحكومة لديها من الإرادة والعزم للمضي في تنزيل المقتضيات القانونية الجهوية رغم التحديات والصعاب ".
ولفت العثماني الانتباه إلى أنه رغم العمر القصير لهذه الحكومة، فلقد نجحت في إخراج عدد مهم من المراسيم التي لها علاقة مباشرة بالجهوية، وبقي ثلاثة مراسيم سيتم المصادقة عليها في الأسابيع المقبلة. وأوضح رئيس الحكومة أن أول خطوة لمواجهة التحديات هو الإنصات والحوار الذي هو من بين أهداف هذه الزيارة، مشددا على انه واع بان مواكبة هذا الورش الجهوي يستلزم نقل سلطات الإدارة من المركز إلى الجهة إضافة إلى أنه لا يمكن ان ننجح في الجهوية المتقدمة دون إخراج ميثاق اللاتمركز الذي طالب الملك بإخراجه الى الوجود وهو ما برز بشكل جلي في الاهتمام التي أبداه في الخطاب الملكي.
وأوضح رئيس الحكومة أن إخراج هذا الميثاق، الذي هو الان في طور الإعداد والمناقشة، هو خطوة مهمة وهو ما سيحقق تناغم بين المؤسسات الجهوية والإدارة المركزية. وفي سياق متصل أكد رئيس الحكومة على أن اختيار جهة بني ملال ثم جهة درعة تافيلالت هو لكون هذه الجهات لم تستفد في العقود الماضية من ثمار التنمية بما فيه الكفاية، كما أن جهة درعة تافيلالت هي حديثة الإنشاء بحيث كان جزء منها تابع لسوس ماسة والآخر لمكناس تافيلالت وتحتاج إلى دعم واهتمام أكثر.
وفي المقابل، دعا رئيس الحكومة المسؤولين والمنتخبين في الجهة إلى التعاون لان هذا الوضع جديد يحتاج إلى وقت لتثبيته وبان هناك صعوبات في البداية تتطلب الصبر والتعاون بين الادارة والأحزاب السياسية والمنتخبين بمختلف انتماءاتهم، والمجتمع المدني بافق وطن، مشددا على أن معركة الوطن ليس فيها رابح أو خاسر وبان الاختلال وارد ويمكن ان تتنافس لكن ندافع عن وطننا ومصالحه العليا، محذرا من الخطاب السلبي الذي اذا تجاوز الحدود سيضر ببلدنا، ومشددا على إرادة الحكومة لديها الإرادة القوية في الإنصات وحل المشاكل وفي إشارة لافتة، اعتبر رئيس الحكومة ان جهة درعة تافيلالت حباها الله بالموارد الطبيعية وتمتلك من الغنى الثقافي وكان لديها إشعاعا حضاريا وتاريخيا قاوم أهلها الاستعمار ولقنت المقاومة دروسا في الوطنية. ووفاء لدماء الشهداء وجب على الجميع العمل على النهوض بهذه المنطقة التي لم تستفد من ثمار التنمية والبرامج التنموية بما فيه الكفاية وعانت من التهميش بسبب سياسات أو برامج اوتوجهات.
وأشار رئيس الحكومة إلى أنه لأول مرة تستفيد هذه الجهة من نصف مليار درهم والتي سترتفع في السنوات المقبلة، لأن الحكومة واعية بضرورة تمكين الجهة بالإمكانيات التنافسية حتى تجلب مزيد من الاستثمارات والمقاولات اليت ستوفر مناصب الشغل.
وابرز رئيس الحكومة أن هذا الحضور النوعي هنا للحكومة هو دليل على أن الحكومة عازمة على المضي في الانصات المباشر والتفاعل مع مطالب الجهة، داعيا الوزراء إلى الإسراع في إنجاز المشاريع التنموية بالجهة والوقوف عن كتب على الأوراش المفتوحة حتى نقلص الفوارق المجالية بين مناطق المغرب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر