يعقد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي، أول دورة له، السبت في معهد مولاي رشيد في مدينة سلا، في عهد الأمين العام الجديد للحزب سعد الدين العثماني عقب انتخابه خلفا لعبد الإله ابن كيران، ويجتمع برلمان حزب "المصباح" اجتماعه الأول في ظروف سياسية يشهد الحزب عقب تشبث شباب الحزب بالزعيم السابق ابن كيران بالولاية الثالثة لقيادة، في الوقت الذي رفض بشدة تيار الوزراء انتخاب رئيس الحكومة السابق ابن كيران رئيسًا لهم من جديد.
ويشهد العدالة والتنمية المغربي انقسامًا، عقب انتخاب سعد الدين العثماني، وتشكيل فريق عمل على رأس أمانة بإبعاد المعارضين له، فيما اختار عبد الإله ابن كيران عدم تولي أي مهمة جديدة في التنظيم السياسي.
وكان الرئيس الجديد لحزب العدالة والتنمية المغربي سعد الدين العثماني، قد تعهد بمراجعة لائحة أعضاء الأمانة العامة للحزب، عقب الجدل المثير الذي وصل إلى حد اتهامه باقصاء المخالفين له، خلال أول اجتماع للأمانة العامة.
وأكدت الأمانة العامة لحزب"المصباح"، أشاد بدور الأمين العام السابق بالنجاح الكبير للمؤتمر الوطني وبالدور الذي قام به الأستاذ عبد الإله ابن كيران وبالحكمة التي أدارت بها لجنة رئاسة المؤتمر وعلى رأسها الأستاذ جامع المعتصم أشغال المؤتمر والحوار المسؤول الذي عرفه ودرجة النضج الذي عبرت عنه تدخلات المؤتمرين، وعبر عن تحيته وتقديره للعمل الذي قامت به اللجنة التحضيرية بكل مكوناتها وللمناضلين الذين جعلوا من المؤتمر عرسا نضاليا حقيقيا وناجحا ودعا إلى القيام بتقييم منهجي لأشغاله ومخرجاته، حسب تعبيرها.
وشدد الهيئة التنظيمية المذكورة على ضرورة العمل بنفَسٍ مستقبلي بحشد كل كفاءات وطاقات الحزب بغناها وتنوعها من أجل مواصلة بناء الحزب وتفعيل توجهات المرحلة المقبلة كما أقرها المؤتمر.
واتخذت الأمانة العامة عددا من القرارات المتعلقة بتدقيق ورقة توجهات المرحلة المقبلة وتكليف لجنة بإعداد مشروع منهجية لتدبير الحوار الوطني، وتعزيز التواصل الداخلي والتأطير الخارجي، كما قررت مواصلة مدارسة عدد من القضايا التنظيمية ذات الصلة بالإعداد لدورة المجلس الوطني المقبلة وعقد المؤتمرات المجالية ومراجعة اللائحة الداخلية للأمانة العامة.
وكانت برلمانية مغربية آمنة ماء العينين قد كشفت بشأن اتهام بعض القيادات سعد الدين العثماني بإقصاء معارضيه من الأمانة العامة للحزب وعرضه وثيقة أثارت جدلا مثيرا قائلة"كتب بعضهم أمورًا عديدة تخص التداول في المؤتمر وكنت قد امتنعت عن ذلك الى أن كتبت أمورًا تحتاج الى توضيح، حينما تناول د.سعد الدين الكلمة ليقول ما يشاء لم يقاطعه أحد،لكنه حينما أمر بعرض ورقة تم اعدادها سابقا للعرض وتتضمن لائحة المقترحين للاستوزار كما صوتت عليهم لجنة الاستوزار، تدخلت لاستنكار الأمر ". في تطور لنتائج مؤتمر حزب العدالة والتنمية المغربي الذي فاز برئاسته رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، عقب منافسة قوية مع ادريس الأزمي، والذي مازلت تداعياته ترخي بظلالها على حزب "المصباح".
وتابعت ماء العين توضيحها "ولازلت أستنكره لاعتبارات متعددة أهمها؛ كنت كما غيري عضوا في لجنة الاستوزار التي صوت عليها المجلس الوطني وبعد ان انهينا بداخلها التداول والتصويت طلبنا عرض النتائج علينا كما جرت العادة داخل الهيئات وفق المساطر"، مؤكدة أن رفض الدكتور سعد الدين إعلان النتائج رفضا قاطعا وكنت ضمن 3 أعضاء رفضوا الأمر واعتبروه غريبا عن ممارستنا المؤسساتية والتنظيمية، وخضعنا لاختيار الأغلبية وانسحبنا دون الاطلاع على نتائج تصويتنا".
وأوضحت برلمانية حزب "المصباح"، طالبنا بعقد مجلس وطني لتوضيح الأمور وتصفية الأجواء مباشرة بعد تشكيل الحكومة وبدأنا في جمع توقيعات ثلث الأعضاء فهوجمنا ونعتنا حينها بالأقلية، مضيفة انعقد مجلسان وطنيان دون الخوض في تفاصيل تشكيل الحكومة كما طالب بذلك الكثيرون.
وكشفت المتحدثة ذاتها أنه "فجأة يختار الدكتور سعد الدين العثماني وحده الاعلان عن اللائحة خارج السياق داخل المؤتمر فيما اعتبره خرقا مسطريا كان يجب وقفه لذلك تدخلت للمطالبة بذلك خاصة وأن لا أحد اتهم رئيس الحكومة بخرق ترتيب اللائحة(ولا مداخلة واحدة تطرقت للأمر أو شككت فيه)".
وقالت ماء العينين "لن أعلق على الانفعال الذي طبع رد فعل الدكتور سعد الدين وما تفوه به لأنه مغالطة صريحة بدون دليل وهو ما أكده الجميع.غير أن قناعتي في الموضوع ستظل ثابتة: قلت وأقول وسأظل أقول أن الحكومة الحالية لا تعبر عن الارادة الشعبية بسبب الظروف التي طبعت تشكيلها وهو ما آمنت منذ البداية أنه لا يمس في شيء شخص رئيس الحكومة أو غيره لأنه توصيف سياسي للواقع".
وشددت البرلمانية على أنه" لم يسجل عليا يوما استعمالها لوصف "حكومة الاهانة" وهذا تحدي ترفعه حسب تعبيرها، لاثبات عكسه حتى نعلم ما نقول علما أني لم أتنكر يوما في حياتي لقول أو موقف صدر عني عن قناعة".
وكان زعيم حزب العدالة والتنمية المغربي عبد الإله ابن كيران قد اعترف لأول مرة حول قرار ترشحه للأمانة العامة للحزب الذي صوت أغلبية أعضاء المجلس الوطني ضده قائلا"ارتكبنا خطأ حين تم التصويت على رفض الولاية الثالثة في المجلس الوطني كان يجب أن نأتي للمؤتمر وننقاش التعديل هنا".
واهتزت جلسة المؤتمر بشعارات مناصرة لابن كيران والتشبث به لمواصلة الإصلاح،قبل أن يرد زعيم الحزب غاضبا"لا تفسدوا هذا العرس و لا تعتقدون أنكم ستغلبونني، هذا حق، وقرار المؤسسات ملزم لنا جميعا، مضيفا" اليوم اختاروا ماتشاؤون من القيادات الجديدة المهم أن نظل موحدين"، في كلمته، السبت الماضي خلال أشغال الجلسة الافتتاحية أمام مندوبي المؤتمر الثامن المنعقد في المركب الأمير مولاي عبد الله في الرباط.
ووجه رئيس الحكومة السابق رسائل سياسية لخصومه وأيضا لقيادات حزبه قائلا" الحمد الله ألهمني الله نعمة الصبر، مررت بتجربة صعبة وتلقى الحزب ضربة قاضية بإعفائي من رئاسة الحكومة، لكنني كنت مرتاح الضمير بقوله"لما رجعت من الديوان الملكي عانقت زوجتي نبيلة، ونحن مرتاحون".
وشدد ابن كيران على أن ظروف هذا المؤتمر غير عادية ومحرجة ، في إشارة للخلافات التي يعرف الحزب والجدل حول ترشح لقيادة الحزب لولاية ثالثة ، مطالبا علينا ان نخرج موحدين بقيادة جديدة موحدة ، قبل أن يقر أنه سيلقي خطبة الوداع في وقت حرج حسب تعبيره بعد الهزات المتتالية التي تعرض له حزب عبد الكريم الخطيب،مبرزا بأن كلمته اليوم "مختلفة ليس لأني أعفيت من رئاسة الحكومة وذلك من فضل الله ولا ليس أنه لم يعد أمينا عاما للحزب،فهذا أمر عادي وطبيعي بالنسبة لي ولم يؤثر في نفسي أي إشكال، ولكن لأن هذا ظروف انعقاد المؤتمر تأتي في ظروف غير عادية". وتابع زعيم حزب "المصباح"، أنه"لابد أن أذكركم بالأمور الأساسية بأننا علينا أن نخرح موحدين و علينا تجاوز هذا الاهتزاز بالوحدة وإنجاح مخطة المؤتمر الفاصلة في تاريخ الحزب".
وشدد ابن كيران أمام قيادات الحزب والمؤتمرين، بأن "الحزب عليه أن ينتصر على خصومه وعلى مشاكله الداخلية، وأن يهزم خصومه الخطيرين على الوطن"،مشيرا بأن مهمته على رأس الأمانة العامة انتهت وانتهت فترة إعفائه بتجاوزها بالصبر والإيمان.
وعبر رئيس الحكومة السابق عن انزعاجه وغضبه من إساءات بعض القيادات الحزبية التي تغير مواقفها بين الحين والآخر، بأنه "بعد إعفائي رزقني الله الصبر وتعاملت معه لكل أريحية في الوقت الذي كان ممكنا فيه أن أنهار وأحزن، لكننا داخل الحزب امتصنا الصدمة وسرنا وفق قرار البلاغ الملكي الذي قرر إعفائي وتعيين شخصية أخرى وكنت وراء العديد من القرارات التي اتخذت داخل اجتماعات الأمانة العامة وكلنا مسؤولون عما يحدث".
وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، قد حسمت أزمة جديدة داخل الحزب عقب تصويت المجلس الوطني ضد ترشح عبد الإله ابن كيران للأمانة العامة للحزب، مشددة على أنّ رئيسهم الحالي استنفد الولايتين المقررتين في النظام الأساسي، وأضافت أنه "بتوجيه من زعيم الحزب ابن كيران ورئاسة نائبه الأستاذ سليمان العمراني، عقد اجتماع من أجل مناقشة الموضوع المتعلق بالمادة 105 من النظام الأساسي للحزب وتبني تفسير لها، بناء على الحق في تفسير النظام الأساسي الذي خوله لها هذا النظام.
وكان القيادي عبد العالي حامي الدين القيادي في حزب العدالة والتنمية، قد أكد أن محطة الحوار الداخلي لحزب "المصباح"،لا تهم أبناء الحزب لوحدهم، “ولكنها مناسبة لرسم اختيارات واضحة تعود بالمصلحة على المواطنين والمواطنات، وعلى مشروع الإصلاح في هذا البلد السعيد”.
وشدد قيادي حزب"المصباح" على أن من مهام الحوار الداخلي المرتقب “تذويب جزء كبير من الخلافات السياسية الموجودة (بعضها حقيقي وبعضها متوهم)، مع ضرورة التشديد على أن الأمر يتعلق بحوار لإدارة الاختلاف، وليس لإلغاء الاختلاف، وهو ما يستدعي مقاربة بيداغوجية تسمح باستعراض القراءات الموجودة وتحليلها بكل حرية، وتجاوز منهجية الحسم في القراءات المختلفة عن طريق سلطة المؤسسات”.
وأكد حامي الدين أن الحوار الداخلي “ينتظر أن يؤدي إلى الاتفاق على الحد الأدنى من منهج تدبير العلاقة مع الدولة، وما يستلزمه من ضرورة توضيح المسؤوليات بدقة، في إطار نوع من الوضوح المفيد لاستمرارية الجدوى من العمل الحزبي والسياسي والحفاظ على معقولية الصوت الانتخابي وجدواه، كما أن التمثيلية الشعبية التي بوأت الحزب المرتبة الأولى، تطوقه بالتزامات سياسية وأخلاقية تجاه حاضنته الشعبية، التي تحتاج إلى مضاعفة الجهود من أجل رعايتها وحسن التواصل المنتظم معها”.
وتابع المتحدث نفسه أن السؤال الذي كان يطرحه الجميع خلال المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية، هو “هل سيخرج حزب العدالة والتنمية موحدا أم إن قانون “الانشقاقات الحزبية” سيسري عليه هو الآخر؟”، لافتا إلى أنه “يمكن القول إن المؤتمر وإلى حين انتخاب الأمين العام الجديد نجح في إدارة أصعب نقاش سياسي في تاريخه، وجرت عملية الانتخاب في مناخ تنافسي حقيقي حُسم لفائدة الدكتور سعد الدين العثماني، وبذلك يكون قد نجح في الدورة الأولى بصعوبة، أما عملية اختيار أعضاء الأمانة العامة فلا تعليق عليها، مادام الأمين العام المنتخب من طرف المؤتمر حر في اختيار الفريق الذي يعمل معه”.
وجدد المستشار عن حزب العدالة والتنمية تأكيده على أن إدارة التحديات الداخلية ستكون مهمة ومعقدة، في غياب قراءة جماعية موضوعية لما حصل. وهو ما يستلزم تقييما استرجاعيا دقيقا لأداء الحزب خلال هذه المرحلة، يحاول من خلالها تقييم مواقفه منذ الرجة الشعبية لشباب 20 فبراير، وكيف تعامل معها الحزب، إلى حين صدمة الإعفاء وما خلفته من احتقان سياسي واجتماعي”،حسب تعبيره.
ودعا القيادي المذكور إلى ضرورة “الانتباه إلى سرعة التحولات الجارية داخل البنية التنظيمية للحزب، ملامحها الرئيسة تكمن في توفر الحزب على ثروة شبابية هائلة تعبر عن انتظارات جدية، من قيادة الحزب لترسيخ المسار الديمقراطي، والدفاع عن كرامة الشعب المغربي وتوقيف مسلسل التنازلات المهينة، والحملات الممنهجة التي تستهدف التضييق على الحزب وتعبيراته المختلفة”.
وشدد حامي الدين على ضرورة الانتباه كذلك، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تسمح للشباب بالتعبير عن رأيه بكل حرية، وهو ما يجعل مهمة التأطير المؤسساتي مهمة بالغة الأهمية، وهي تعتبر من الواجبات الضرورية الملقاة على عاتق القيادة الجديدة، عوض الاكتفاء بإلقاء اللوم على الصحافة أو على ما يتقاطر يوميًا من تعليقات على "الفيسبوك"، بعضها يتضمن انزلاقات غير مقبولة سياسيًا وأخلاقيًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر