الرباط- المغرب اليوم
كان لافتا أن يخصص الملك محمد السادس حيزا كبيرا من خطاب “ثورة الملك والشعب” للحديث عن حلفاء المملكة ورؤيتها المستقبلية للتعامل مع جيرانها ومحيطها الإقليمي “المتقلب”، بحيث رسم الجالس على العرش الخطوط العريضة للسياسة الخارجية للرباط في الأعوام المقبلة.
وفي هذا الصدد، صرح المحلل الخبير في الشأن الاستراتيجي محمد الطيار بأن “الخطاب الملكي كان دقيقا مستعملا لغة مباشرة قدمت تفسيرا متكاملا للحملة الإعلامية التي استهدفت المغرب مؤخرا، وحدد بشكل صريح أهداف القائمين عليها”وقال الطيار في تصريح : “الخطاب الملكي أشار إلى أن بعض الدول الأوروبية أصبحت تخاف بشكل كبير وسافر على مصالحها التجارية وعلى أسواقها ومراكز نفوذها بمنطقة المغرب العربي، لذلك تعمد إلى عرقلة كل تقدم وكل محاولات التحرر من هيمنتها، مستعملة أساليب الماضي”.ووقف الأستاذ الجامعي عند الحملات التي استهدفت الأمن القومي المغربي بزرع الشك والريبة بين المؤسسات الوطنية، خاصة المؤسسة الأمنية، موردا أن “الملك أعلن بشكل واضح عن فشل هذه الحملة العدوانية ونكوصها على أعقابها، وأبرز ثقته في الأجهزة الأمنية ونوه بعملها المشهود له عالميا، وأكد أن المغرب لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا”.
وتابع المتخصص في الشأن الأمني والاستراتيجي بأن “الخطاب الملكي حدد معايير بناء الشراكة مع دول أوروبا، وهي حسن الجوار الذي يحكم توجه المغرب اليوم في علاقته مع الجارة إسبانيا، وأن الحوار مع هذه الأخيرة يستند إلى ضرورة احترامها لهذا المنطلق والفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين، أي إن إسبانيا عليها أن تعي أن مغرب اليوم لا يقبل سوى التعامل المتوازن والعادل”.
وأكد الملك أنه تابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار وتطور المفاوضات مع إسبانيا، وأن المغرب حريص على أن تسود هذه المنطلقات علاقته بإسبانيا، أي الفهم المشترك لمصالح البلدين واحترامها، وهي المنطلقات ذاتها التي ستحكم علاقته بفرنسا، فهي الأخرى عليها أن تحترم المصالح العليا للمملكة، وأن تفهم كغيرها من الشركاء التقليديين الأوروبيين أن قواعد التعامل تغيرت، وأن دول المغرب العربي قادرة على تدبير أمورها واستثمار مواردها وطاقاتها لصالح شعوبنا بدون وصاية أو هيمنة.وأورد الخبير ذاته أن الخطاب الملكي أشار إلى شكل من أشكال الحملات التي تعرض لها المغرب، منها تقرير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، دون أن يذكره بالاسم، حين قال: “هناك تقارير تجاوزت كل الحدود. فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية”.
وأبرز الطيار أن “المؤسسة الألمانية المذكورة تقوم بتوجيه سياسة الدولة الألمانية، ولها تأثير كبير على توجه الاتحاد الأوروبي أيضا، وهي مؤسسة أعلنت عن عداوتها للمغرب طيلة السنوات الماضية، حيث سبق مثلا أن قالت في تقرير لها سنة 2014 إن المغرب أصبح في مقدمة الدول الرئيسية المصدرة للإرهابيين، وانتقد التقرير ما سماه عجز الحكومة المغربية في كشف الخلايا الإرهابية في البلاد، مما يبين زيف هذا النوع من التقارير ومقدار عداوتها وبقائها حبيسة العقلية الاستعمارية”.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر