كشف وزير خارجية الجزائر, عبد القادر مساهل, اليوم الاثنين, أن الحكومة الجزائرية بصدد "اتخاذ إجراءات استعجالية" للتصدي للنزوح الكبير للمهاجرين غير الشرعيين, الذي تقف وراءه "شبكات منظمة ".وقال مساهل, في تصريحات للصحافيين, اليوم الاثنين, على هامش الورشة الدولية حول "دور المصالحة الوطنية في الوقاية من التطرف العنيف والإرهاب ومكافحتهما", أن الجزائر "تتابع عن قرب ظاهرة الهجرة غير الشرعية من طرف النازحين الأفارقة الذين أصبحوا يعتبرونها كوجهة", مؤكدا أن الحكومة بصدد "اتخاذ إجراءات استعجالية لأن وراء هذا النزوح الكبير توجد شبكات منظمة" والظاهرة أصبحت "تهدد الأمن الوطني".
وجاءت هذه التصريحات بعد تصريحات مماثلة أدلى بها مدير دويان الرئاسة أحمد أويحي, والذي قال فيها إن يجب الدفاع عن السيادة الوطنية أمام النزوح الكبير للأفارقة. وكشف عبد القادر مساهل عن جملة من الحقائق أبرزها أن هذا التهديد تمثله "مافيا منظمة تضم جزائريين تؤطر عمليات الهجرة غير الشرعية إلى الجزائر بعد أن أغلق المعبر الليبي بفعل تواجد القوات الأجنبية وممثلي المنظمة الدولية للهجرة ", وتتطابق هذه المعطيات مع دراسة نشرها المعهد للدراسات الأمنية في أفريقيا التي أكدت أن المسار الغربي الذي يستخدمه المهاجرون الأفارقة للدخول إلى جنوب ليبيا، من الجزائر.
وتعد مدينة غات، في صحراء ليبيا الغربية على مشارف الحدود الليبية الجزائرية, النقطة الرئيسية في هذا المسار, وتسيطر عليها قبائل عربية وشبكات تهريب من قبائل "الطوارق", يعد الأقل استخداما نظرا لتفاقم الصراع في جنوب ليبيا، وتدهور الأوضاع الأمنية في هذه المناطق, خاصة عقب إغلاق الطريق الوحيد الواصل بين مدينة غات وبين الساحل الليبي، بسبب الصراع المشتعل في مدينة أوباري، بين قبائل "التبو" و"الطوارق", لكن أعيد فتحه في نهاية 2016.
وأعلن مساهل عن وجود تحالف بين المجموعات الإرهابية والجريمة المنظمة, والجزائر اليوم مجبرة على الدفاع عن سيادة الجزائر وعلى أمنها وهو حقنا", مستدلا بالإجراءات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية في ذات الإطار. وتتطابق التصريحات التي أدلى بها ممثل الدبلوماسية الجزائرية في الخارج مع ما قاله مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحي, الذي قال إن دولا أوروبية تسعى لتحويل الجزائر ودول في شمال إفريقيا إلى معسكرات لمنع تدفق المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
ورد مساهل على بعض المنظمات غير الحكومية الأجنبية والجزائرية وكذا تصريحات أحزاب سياسية, بالقول أن "الجزائر لا تتلقى دروسا من أي شخص أو منظمة أو حزب وينبغي أن يتم الدفاع عنها من قبل أبنائها", مؤكدا أن الحكومة ستبقى "متيقظة" في هذا الشأن. واستطرد الوزير بالقول أن "الجزائريين معروفون بقيم حفاوة الاستقبال والأخوة لكنهم غيورون أيضا على سيادتهم وأمنهم الوطنيين", وأن للجزائر "قوانين تمنع الهجرة غير الشرعية عبر ترابها", مضيفا أن الجزائر تربطها اتفاقيات مع دول المصدر كنيجر ومالي وتقوم دوريا بإعادة الآلاف من المهاجرين بطريقة منظمة, مشيرا إلى التفاوض مع دول أخرى لإعادة رعاياها في اطار الاتفاقيات الدولية المعروفة.
ومن جانب آخر أكد وزير الخارجية أنه ومن بين المقاتلين الأجانب في التنظيمات الارهابية "يوجد 5 آلاف إفريقي وهو رقم كبير جدا", واشار إلى إحصائيات الأمم المتحدة التي تفيد بأن قيمة عائدات التهريب تقدر سنويا ب 800 مليون دولار وهي أموال تستخدم في تمويل الإرهاب ".وكشف أن 20 مليون مهاجر يتنقلون في القارة الأفريقية بطريقة غير شرعية, بسبب قساوة المناخ والبطالة والنزاعات, ويجدون صعوبة في العبور إلى أوروبا بعد أن "أغلق الأوروبيون كل المنافذ".
وكشفت مذكرة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة, بصفته منسقًا لمنع التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب لدى الاتحاد الأفريقي, عرضها رئيس الوزراء الجزائري, عبدالمجيد تبون, في أديس ابابا (عاصمة أثيوبيا) خلال أشغال القمة الـ29 للإتحاد الأفريقي, أن أكثر من 5000 إفريقي من جنسيات مختلفة ينشطون مع الجماعات الإرهابية في القارة وفي مناطق النزاعات المسلحة الأخرى.
وأوضحت المذكرة، أن " العديد من الشباب الأفريقيين انخرطوا في مغامرة إرهابية في مناطق النزاع المختلفة في جميع أنحاء العالم, خاصة في العراق وسوريا ومنطقة الساحل ", مبرزة أن “هناك أكثر من 5000 أفريقي من جنسيات مختلفة ينشطون مع الجماعات الإرهابية في القارة وفي مناطق النزاعات المسلحة الأخرى".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر