الرباط - المغرب اليوم
دعا محمد بلبشير الحسني، مؤسس شعبة الدراسات الإسلامية في الجامعة المغربية أواسط سبعينات القرن الماضي، إلى ترسيخ الرؤية التكاملية للقرآن الكريم في مجال البحث العلمي ومناهجه لاستنباط رؤية كونية شمولية ناظمة للحياة في جميع مجالاتها الفكرية والروحية والاجتماعية.
ويرى بلبشير أنّ الرؤية العلمية المنطلقة من التراكمات العلمية والنظرية والميدانية عبر العصور "تبقى رؤية نسبية ظنّيةً في كثير من نظرياتها وتخميناتها، في حين إن الرؤية القرآنية تنطلق من العلم المطلق لخالق الأنفس والآفاق".
وانطلق عميد شعب الدراسات الإسلامية في الجامعة المغربية في دعوته هاته من تزايد الاهتمام بمبدأ التكامل المعرفي الشامل منذ العقدين السابع والثامن من القرن الماضي، وبدْء الحديث عن التفسير الكامل للوجود، وأشار في هذا الإطار إلى كتاب "Dieu et la science" (الإله والعلم)، للفيلسوف الفرنسي المسيحي Jean Guiton، تضمّن حوارا بينه وبين عالمين متخصصين في الفيزياء النظرية، توصلوا من خلاله إلى أنه لا توجد صدفة ولا عبث في جميع المخلوقات، بل إن خلقها تمّ بتصميم دقيق.
وذهب محمد بلبشير الحسني إلى القول، في كتاب من تأليفه موسوم بعنوان "كتاب الدراسات الإسلامية: بين الحاضر وآفاق المستقبل"، إن الإسلام يتوفر على مذاهب ونظم اقتصادية واجتماعية وتربوية، داعيا إلى الاجتهاد في علوم الحياة انطلاقا من الكتاب والسنة ومن روح الشريعة ومقاصدها.
وفي ما يتعلق بالاجتهاد، قال الأكاديمي المغربي إنّ ثمّة حاجة، اليوم، إلى "انتفاضة مسؤولة" من طرف الفقيه والمفكّر الإسلاميين، مستحضرا، في هذا السياق، جملة من القضايا المستجدة التي أفرزتها التطورات والتحولات الاجتماعية.
ودعا المؤلّف الفقهاء والمفكرين الإسلاميين إلى الاهتمام بهذه القضايا ودراستها، ومحاولة إيجاد الحلول الناجعة لها بدون مخالفة أحكام الشريعة، مثل "قضايا الإجهاض وقتل المواليد أو تركهم لُقطاء، واستغلال موانع الحمل لارتكاب الفحشاء، وما ينتج من انحرافات وضلالات عن التلقيح الاصطناعي خارج الرحم".
ودعا إلى فتح باب الاجتهاد وتوسيعه في ميادين أخرى، اقتصادية واجتماعية وسياسية، مشيرا إلى أنّ المجتهد مطالَب، في العصر الحاضر، بالإلمام بالدراسات الاجتماعية والنفسية المتعلقة بالمجتمع، كما أنه مطالب باكتساب ثقافة عامة عن الأوضاع في بلده، وعن معالم التقدم العلمي والطبي والتقني، وتكييف اجتهاده مع الحاجة المتنوعة للناس.
وقد يهمك أيضا" :
تأجيل محاكمة سياسيين ورجال أعمال بينهم رئيسا وزراء في الجزائر
"حزب الله" وعلاقته بالحرس الثوري الإيراني ودور قاسم سليماني في لبنان والعراق
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر