الجزائر - ربيعة خريس
سترمي الجزائر بكل ثقلها في اللقاء الإقليمي الذي دعت إليه, الإثنين المقبل, لتفعيل مخطط عاجل لاحتواء الوضع الأمني المتدهور في ليبيا بعد الضربات التي شنتها مصر على مواقع للتنظيمات المتطرفة في طرابلس عقب الهجوم الذي استهدف حافلة نقل الأقباط في محافظة المينا في مصر الجمعة الماضي.
وكشف مصادر أمنية موثوقة، أن الجزائر منزعجة بسبب خرق مصر لاتفاق دول جوار ليبيا ممثلة في الجزائر وتونس ومصر وتشاد والنيجر والسودان, الذي تمخض عن الاجتماع الذي احتضنته الجزائر قبل أقل من شهر, يشدد على ضرورة الدفع بقوة نحو الحل السياسي في ليبيا ورفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي والحل العسكري للأزمة الليبية. ومن بين ما تم الاتفاق عليه أيضًا هو تكليف لجنة مشتركة من مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا بدراسة التعديلات المطلوبة على اتفاق الصخيرات.
وأخلطت الغارات الجوية التي شنتها مصر على مواقع في طرابلس, أوراق الاتفاق السياسي الذي ترتكز عليه الجزائر في إيجاد مدخل لحل توافقي في ليبيا والذي يعتبر مسيرا لفترة انتقالية وترك الليبيون يقررون التعديلات الواجب إدراجها لاحقا تمهيدا لوضع دستور جديد وتنظيم انتخابات وتفعيل المؤسسات الليبية. وأثبت النشاط الدبلوماسي الجزائري فيما يتعلق بليبيا في الفترة الأخيرة, رغبة البلاد فيما يتعلق بليبيا, في الخروج من أزمتها, خشية من تدهور الوضع الأمني في جنوب المنطقة وغربها خاصة وأن الحدود تصل إلى 900 كيلومتر بين البلدين.
وحط في الجزائر, أخيرًا, عدد من المسؤولين الليبيين كرئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج وقائد القوات التابعة للحكومة المؤقتة خليفة حفتر، وأحزاب وفاعلين ليبيين بصفة غير رسمية بغية التوصل إلى اتفاق يحظى بإجماع من طرف الجميع.
وازدادت الأوضاع الأمنية في ليبيا تعقيدًا, وكشفت تقارير إعلامية دولية أنه ورغم طرد عناصر تنظيم "داعش" من معاقله الرئيسة في مدينة سرت الساحلية، إلا أن ليبيا ما زالت " نقطة رجوع مركزية " للتنظيم.
وكشفت مجلة " ذي إيكونوميست " البريطانية أن فرص التوصل إلى تسوية سياسية قريبة " ضعيفة " وتوقعت استمرار الفوضى التي تسمح لـ" داعش " وغيره العمل والانتشار. وذكرت المجلة أن " داعش " سقط في ليبيا لكنه لم يخرج منها نهائيًا, إذ أعادت عناصر التنظيم التجمع في الأودية والتلال الصخرية في جنوب شرق العاصمة طرابلس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر