الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
يحتفل المغاربة يوم الجمعة بالذكرى الخامسة والسبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تعتبر تجسيدا لسمو الوعي الوطني، وتكريسا لقوة التحام العرش بالشعب دفاعًا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، مع استشراف آفاق المستقبل وحسب وثيقة للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، فإن هذه الذكرى تمثل حدثًا تاريخيًا بارزًا في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية، وهي الذكرى التي يحتفي بها المغاربة وفاء برجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير.
اقرأ أيضًا:الـداودي يكشف جديد تسقيف أسعار المحروقات
وأضافت الوثيقة أن المغرب وقف عبر تاريخه العريق، بعزم وإصرار في مواجهة الأطماع، مدافعا عن وجوده ومقوماته وهويته ووحدته، ولم يدخر جهدا في سبيل صيانة وحدته، فتحمل جسيم التضحيات وضحى الشعب المغربي من أجل التحرر من الاستعمار عبر انتفاضات شعبية ومعارك بكل من الأطلس المتوسط والشمال والجنوب، وسطر مراحل النضال السياسي من خلال مناهضة ما سمي بالظهير الاستعماري التمييزي في 16 مايو/ أيَّار 1930، وقدم أولا مطالب الشعب المغربي الإصلاحية والمستعجلة في 1934 و1936، ثم عمد إلى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير/ كانون الثاني 1944.
وعبر هذه المراحل التاريخية، جسد الملك الراحل محمد الخامس قناعة شعبه في التحرير وإرادته في الاستقلال، معبرا في خطاباته التاريخية عن مطالب الشعب المغربي في الحرية والاستقلال وتمسك المغرب بمقوماته وثوابته الأصيلة، متحديا كل محاولات طمس الهوية الوطنية والشخصية المغربية.
وتضمنت وثيقة المطالبة بالاستقلال، وفق المصدر ذاته، جملة من المطالب السياسية والمهام النضالية تمثلت في شقين، الأول يتعلق بالسياسة العامة، وما يهم استقلال المغرب تحت قيادة ملك البلاد الشرعي، محمد بن يوسف، والسعي لدى الدول التي يهمها الأمر لضمان هذا الاستقلال، بالإضافة إلى انضمام المغرب للدول الموافقة على المشاركة في مؤتمر الصلح. أما الثاني فيخص السياسة الداخلية، عبر الرعاية الملكية لحركة الإصلاح وإحداث نظام سياسي شوري تحفظ فيه حقوق وواجبات كافة فئات وشرائح الشعب المغربي.
قد يهمك المزيد:مجلس الحكومة يناقش مشروع قانون لتعويض قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير
الكثيري يعتبر المغرب أرض "آمنة ومضيافة" لحركات التحرير في أفريقيا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر