موسكو - المغرب اليوم
قالت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء في أوكرانيا (أوكرنرجو) إن هجوم روسيا السبت بصواريخ وطائرات مسيَّرة دمر منشآت للطاقة في خمس مناطق في أنحاء البلاد، فيما أعلنت كييف أن روسيا أطلقت ما مجموعه 100 صاروخ وطائرة مسيَّرة خلال ليل الجمعة - السبت استهدفت على وجه الخصوص منشآت للطاقة ومحطات للكهرباء في أوكرانيا، لكن قالت دفاعاتها الجوية إنها أسقطت 35 من 53 صاروخاً و46 من 47 طائرة مسيَّرة منها. وفي بلدة بالاكليا في منطقة خاركيف، أصيب 12 شخصاً جرَّاء أهداف على المباني السكنية بينهم ثمانية أطفال.
ووفقاً لسلاح الجو الأوكراني جرى إطلاق عدد من صواريخ كروز من بعيد، من خلف الحدود بالقاذفات الروسية الاستراتيجية «تي يو-95» في منطقة ساراتوف أو من فوق بحر قزوين.
وقال سلاح الجو الأوكراني إنه جرى إسقاط 30 صاروخاً من طراز «كي إتش - 101» و4 صواريخ كاليبر، وصاروخ إسكندر. وتم اعتراض 46 من أصل 47 مسيرة.
ويأتي الهجوم ضمن الجهود الروسية الممنهجة لتدمير إمدادات الطاقة الأوكرانية. وعلى مدار العامين الماضيين، دمر الجيش الروسي بالفعل نحو ثمانية آلاف ميغاواط من قدرة شبكات الطاقة في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إنها نفذت ضربة «بأسلحة دقيقة بعيدة المدى استهدفت منشآت الطاقة الأوكرانية التي تدعم عمل شركات المجمع الصناعي العسكري». وأكدت الوزارة أن هذه الهجمات جاءت «رداً على محاولات نظام كييف تدمير منشآت الطاقة والنقل الروسية». ويقول الجيش الأوكراني إنه يستهدف مصافي التكرير ومواقع عسكرية على الأراضي الروسية رداً على الضربات الروسية اليومية على المدن وشبكة الطاقة الأوكرانية.
وقال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن روسيا استهدفت أوكرانيا مجدداً، بوابل من الصواريخ والطائرات المسيَّرة بعد منتصف الليل، واستهدفت في الأساس البنية التحتية للطاقة.
وقالت شركة أوكرنرجو إن الهجوم ألحق أضراراً بمنشآت الطاقة في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا ومنطقتي زابوريجيا ودنيبروبتروفسك في الجنوب الشرقي ومنطقة كيروفوهراد وسط أوكرانيا ومنطقة إيفانو فرانكيفسك في الغرب، وهي مناطق تمتد من الخطوط الأمامية الشرقية إلى غرب أوكرانيا على الحدود مع الاتحاد الأوروبي. كما تضررت أهداف مدنية أخرى في العملية.
وقالت شركة الكهرباء الأوكرانية إن محطتين للطاقة الحرارية تضررتا في الهجوم، من دون تحديد مكانهما. وجاء في بيان للشركة على تطبيق «تلغرام»: «كانت ليلة أخرى صعبة جداً بالنسبة لقطاع الطاقة الأوكراني. لقد ضرب العدو اثنتين من محطات الطاقة الحرارية لدينا. ولحقت أضرار جسيمة بالمعدات».
وقالت شركة (دي تي إي كيه)، وهي أكبر شركة خاصة لتوليد الطاقة في أوكرانيا، إن محطتي الطاقة الحرارية التابعتين لها أصيبتا في الهجوم، وتضررت معداتهما بشدة. وذكر مسؤولون محليون أن فرق الإطفاء أخمدت حرائق في عدة مواقع بعد الضربات. ولم ترد تقارير بعد عن وقوع إصابات.
وأضافت أنه الهجوم الكبير السادس من نوعه على محطات الطاقة الحرارية منذ منتصف مارس (آذار). وحذرت الوزارة من احتمال تقنين الكهرباء مساء السبت نتيجة الهجمات.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن موسكو تحاول «استغلال» ضعف تصميم الغرب، وكرر دعوته لتزويد بلاده بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
وأوضح في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «الهدف الرئيسي لروسيا هو تطبيع الإرهاب، واستغلال النقص في أسلحة الدفاع الجوي الكافية وضعف تصميم شركاء أوكرانيا».
وأضاف: «هذا اختبار لإنسانية العالم الحر وتصميمه. فإما أن نجتاز هذا الاختبار معاً، وإلا فإن العالم سيغرق في مزيد من عدم الاستقرار والفوضى».
واجتمع وزراء خارجية حلف الناتو في براغ يومي الخميس والجمعة لمناقشة كيفية تنسيق المساعدات لأوكرانيا. وتهدف المحادثات غير الرسمية إلى المساعدة في تمهيد الطريق لقمة قادة الحلف المقرر عقدها بواشنطن في يوليو (تموز) المقبل.
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في براغ الجمعة، إنه طلب من أعضاء الحلف العسكري «الالتزام بتعهد مالي متعدد السنوات لأوكرانيا».
وقال ستولتنبرغ في ختام الاجتماع: «منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، قدم الحلفاء ما يقارب 40 مليار يورو في السنة مساعدة عسكرية لأوكرانيا. علينا الحفاظ على هذا المستوى من الدعم كحد أدنى كل سنة، ما دام ذلك ضرورياً».
وأوضح أنه لم يتم اتخاذ أي قرار كون الاجتماع غير رسمي لكن «أحرزنا تقدماً ملحوظاً في عدد من المجالات». كذلك يعتزم الحلف استعادة السيطرة على عملية تنسيق المساعدة العسكرية لأوكرانيا التي تتولاها الولايات المتحدة حالياً.
وحتى الآن، لا تنسق الدول الأعضاء بـ«الناتو» المساعدات العسكرية من خلال «الناتو» نفسه، ولكن من خلال مجموعة الاتصال الأوكرانية التي تقودها الولايات المتحدة. ويتمثل موقف «الناتو» في أنه ليس طرفاً في الصراع بين روسيا وأوكرانيا. وقال ستولتنبرغ الجمعة، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «يعتزم الناتو أن يلعب دوراً تنسيقياً أكبر في توفير المعدات والتدريب... عملياً تأتي كل المساعدات العسكرية لأوكرانيا - 99 في المائة - من حلفاء الناتو. لذلك من المنطقي أن يلعب الناتو دوراً أكبر في هذه الجهود».
وقوبل المقترح بمقاومة، وهو ما يرجع في جزء منه إلى تفضيل بعض الحلفاء مواصلة تقديم مساعدات عسكرية خارج إطار الناتو. وهناك سبب آخر، مفاده أن التعهدات التي تتم عبر الناتو قد تكون ملزمة بشكل أقوى.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحافيين في براغ إنه في قمة واشنطن «سنتخذ خطوات ملموسة لتقريب أوكرانيا من حلف الناتو وضمان وجود جسر للعضوية، جسر قوي وواضح جيداً».
وهناك سؤال آخر يتعلق بالشروط التي يجب أن تفرضها دول الناتو بشأن كيفية استخدام أسلحتها من جانب أوكرانيا. ويقدم البعض الأسلحة دون شروط، بينما يؤكد آخرون على أنها يجب أن تستخدم ضد أهداف على الأراضي الأوكرانية، ولا تفرض دول أخرى، مثل بولندا، مثل هذه القيود.
وشهد أيضاً الجمعة، انتهاء مناورات عسكرية للناتو استمرت أربعة أشهر تسمى «المدافع الصامد 2024»، وهي أكبر مناورة حية يجريها منذ عقود. وشارك في المناورة أكثر من 90 ألف جندي من 32 دولة عضو في الناتو، بالإضافة إلى 50 سفينة حربية، و1100 مركبة قتال وأكثر من 80 خطة قتالية.
قد يٌهمك ايضـــــاً :
برلمان أوكرانيا يسمح بتجنيد المساجين وسط نقص المقاتلين
القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر