الرباط - المغرب اليوم
تحول جديد سجل في طرق تهريب المخدرات من المملكة إلى الضفة الأوروبية؛ إذ أصبحت مافيات "الحشيش" تلجأ إلى النقل الجوي عبر طائرات ومروحيات صغيرة الحجم عوض النقل البحري خلال الفترة الأخيرة، ومرد ذلك إلى التدابير الأمنية المشددة من لدن الأجهزة المغربية ونظيرتها الإسبانية على الحدود البحرية الإقليمية في كلا البلدين.
وحسب ما كشفت عنه الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار "NIUS"، فإن حركة تهريب المخدرات على متن طائرات هليكوبتر "روبنسونR44 "، المفضلة لدى تجار المخدرات بفعل نجاعتها في تنفيذ المهمة، باتت نشيطة في المنطقة بفعل التضييق الأمني على المياه الإقليمية لكلا البلدين.
وأوضح المصدر عينه أن عملية النقل الجوي للمخدرات من شمال المغرب صوب المدن الجنوبية الإسبانية عرفت انتعاشا كبيرا طوال العام الجاري دون أن يتم كشف حقيقتها لمدة طويلة، مرجعاً الأمر إلى "وسائل التضليل التي ينهجها تجار المخدرات بالموازاة مع تنفيذ عملية النقل الجوي للمخدرات"، تبعاً لمصادر الصحيفة من الحرس المدني الإسباني.
وفي مقابل نجاح العمليات الجوية التي تُباشرها مافيات المخدرات، سجل الحرس المدني أن الكميات قليلة لكن العملية تكون أسرع مقارنة مع السابق، بحيث يمكن أن تتم في غضون نصف ساعة فقط، وذلك خلال أوقات متأخرة من الليل، وباستعمال الرؤية الليلية عبر التحليق على علو منخفض حتى لا يتم رصد الطائرة من قبل رادارات الأجهزة الأمنية بالمغرب وإسبانيا.
ومن أجل تجنب الملاحقات الدورية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الإسبانية، تعمد مافيات المخدرات، وفق مصادر الصحيفة ذاتها، إلى التحليق قرب الطواحين الهوائية لتضليل الحرس المدني.
وأشارت المصادر نفسها إلى مهارات القيادة الممتازة التي يتمتع بها ربابنة طائرات الهيلوكوبتر الذين يتحدرون في الغالب من أوروبا الشرقية، فضلا عن الاستعانة بخدمات ربابنة من فرنسا وهولندا وبلجيكا، وكذلك يتم اللجوء أحيانا إلى بعض الربابنة بأمريكا اللاتينية.
إلا أن الحرس المدني الإسباني سجل أن "صيانة الطائرات تظل هي العثرة المحورية في العملية"، موردا أن "المروحيات تُشترى من السوق السوداء بدون أدنى صيانة، الأمر الذي تسبب في مقتل طيار كولومبي بإقليم هويلفا خلال أدائه لعملية تهريب، علما أنه يصنف ضمن أمهر الطيارين في العالم".
قد يهمك ايضا
الحرس الإسباني يحبط محاولة مغاربة للهجرة من شاطئ سبتة المحتلة
الحرس المدني الإسباني ينقذ مهاجرين مغربيين من الغرق
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر