الدار البيضاء - جميلة عمر / صور أمين مرجون
كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبد الحق الخيام، خلال ندوة صحافية في مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الأربعاء، في سلا، أن عدد المعتقلين على خلفية عملية حجز كمية كبيرة من مخدر الكوكايين الخام، وصل إلى 15 شخصا، من بينهم العقلان المدبران اللذان يوجدان حاليا بالسجن لتورطهما في قضية مماثلة سابقة، وما تزال الأبحاث جارية لتوقيف باقي عناصر هذه الشبكة التي وصفت بالخطيرة ويتزعمها صاحبا ضيعتين فلاحيتين: بالصخيرات وواد الشراط.
وأضاف مدير البسيج المغربي، أن من بين الموقوفين أشخاص يحملون جنسيات مغربية وإسبانية، أو مغربية هولندية. وكشف الخيام، أن القيمة الإجمالية لهذه الكمية، التي بلغت 2 طن و588 كيلوغراما من الكوكايين الخام، تبلغ بعد معالجتها وتصنيعها، تصل 25 مليار و850 مليون درهم ( أي نحو مليارين و750 مليون دولار).
وأوضح مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن نسبة تركيز هذه الكمية القياسية المحجوزة من الكوكايين الخام، تصل إلى 93 بالمائة وهي نسبة لم يسبق تسجيلها من قبل ، ( 72 في المائة سابقا)، مما سيمكن بعد عمليات تصنيعها وإضافة مواد كيماوية إليها من مضاعفة كميتها إلى خمسة أو ستة أضعاف.
وأضاف الخيام أن العملية أسفرت أيضا عن حجز ثماني سيارات يتم توظيفها في نقل وتوزيع المخدرات، ومبلغ مالي بالعملة الأوروبية ناهز 391.520 يورو و172.620 درهما، إلى جانب بندقيتي صيد وخراطيش وهواتف محمولة من بينها أجهزة تعمل بالأقمار الصناعية. وكشف الخيام أن هذه الشبكة الإجرامية لها امتدادات في عدة مدن مغربية، من بينها على الخصوص الناظور والدار البيضاء ومكناس وفاس وطنجة، حيث يتم توزيع المخدرات بها، إلى جانب امتدادات عبر وطنية حيث يرتبط العقلان المدبران للشبكة بأشخاص في أميركا الجنوبية، ولاسيما من فنزويلا يتولون إمدادهم بالمخدرات، إلى جانب علاقات في بلدان أوروبية وعربية.
وقال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية/ إن الشبكة تتولى استقدام شحنات من أميركا اللاتينية بحرا ونقلها بعد ذلك إلى مناطق نائية بالأقاليم الجنوبية، قبل أن يتم نقلها إلى باقي المناطق عبر تقنيات دقيقة ومعقدة يصعب الكشف عنها. ومن جهة أخرى، سجل وجود تغيير في استراتيجيات الشبكات الدولية المتخصصة في تهريب الكوكايين، فبعد أن كانت تعمل سابقا على استغلال المغرب كنقطة عبور لهذه المخدرات، أصبحت الآن توزع وتستهلك بالمدن المغربية.
وفي معرض إشارته إلى المخاطر والتحديات في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، ذكر السيد الخيام بتورط الانفصاليين في عدد من الأنشطة الإجرامية وعمليات تهريب الأسلحة والمخدرات، محذرا من مغبة عدم التعاون والتنسيق بين المصالح الأمنية المغربية ودول الجوار بهدف التصدي لمختلف المخاطر سواء المتعلقة بالإرهاب أو المخدرات. وأكد في هذا السياق، أن الموقع الاستراتيجي للمغرب يجعله معرضا لمختلف الأنشطة الإجرامية وشبكات التهريب الدولية، مشددا على حرص المصالح الأمنية الوطنية على التصدي لهذه العمليات والأنشطة وسد مختلف الثغرات
وأوضح أن هذه الشبكة اتخذت من المغرب قاعدة لتخزين الكوكايين الخام، بالنظر الى موقعه الاستراتيجي، إذ باتت بارونات المخدرات في أميركا اللاتينية، تعتمد على طريق أفريقيا لتهريب الكوكايين نحو أوروبا، بعدما ضيقت السلطات الخناق عليها وأرغمتها على تغيير المسار. وعن مصدر الشحنة القياسية التي تم حجزها، قال عبد الحق الخيام، إنها قادمة من فنزويلا، لكن دون تحديد هوية دولة المنشأ، كما أنها تحمل عدة أسماء بلغة لاتينية ورموز سيارات ك"فولزفاكن"، وأوضح الخيام في الأخير أن الشبكة كانت تستغل العائلات المتوجهة نحو مناطق الشمال لقضاء العطلة، لتهريب المخدرات وترويجها بطنجة.
ونوه السيد الخيام في الأخير بيقظة مختلف المصالح والأجهزة الأمنية الوطنية والقطاعات المعنية وتنسيقها وتعاونها الكامل والدائم، من أجل التصدي لجميع النشاطات الإجرامية والشبكات التي تنشط في مجال التهريب الدولي للمخدرات ومختلف أنواع الجريمة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر