الرباط- رشيدة لملاحي
يُواصل رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران المعفى بقرار ملكي، بين الفينة والأخرى إثارة النقاش في المشهد السياسي المغربي، بتصريحاته الإعلامية المثيرة، حيث كشف أن "مرحلته انتهت من الناحية القانونية، إلا إذا وقع شيء لا نعرفه من خلال مطالب الناس أو مصلحتهم أو يتضح أن أمورًا غير عادية، مؤكدا أنه قد يعود مُضطرا تحت رغبة مناضلي حزبه ، قبل أن يستدرك كلامه، قائلا"إذا لم يضطر له الإخوان، أما أنا لا أطلب من أي أحد في الكرة الأرضية، أو أي أخ أو أخت أي شيء باستثناء الرحمة والاستغفار من الله".
حول الأصوات المتعالية لتمديد لعبد الإله بنكيران، لولاية ثالثة و المطالبة بحذف المادة 16 من النظام الأساسي، التي تمنع تولي قيادة الحزب لأكثر من ولايتين متتاليتين، شدد بنكيران" في جميع الأحوال لن أدخل في هذا الموضوع، أما من الناحية القانونية، ونحن حزب يحترم القانون، فإن المرحلة انتهت بالنسبة لي، "إذا لم يضطر له الإخوان ".
بالمقابل، أعلنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، عن موعد لعقد المؤتمر الوطني العادي للحزب في كانون الأول/ديسمبر المقبل، حيث لم يسبعد بن كيران من خلال تصريحه عودته لقيادة حزب "المصباح"، عقب لقاء للأمانة العامة للحزب، وكان المكتب الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية، قد دعا بنكيران إلى "الاستمرار في ممارسة أدواره الوطنية حالاً ومستقبلاً باعتباره أملا لفئات واسعة من الشعب المغربي"، ووصف شبيبة حزب"المصباح"، مواقف رئيس الحكومة السابق بن كيران بـ"الصامدة في مواجهة إرادات التحكم بمختلف تعبيراته الحزبية والسياسية، وتشبثه بالمبادئ والمواقف الثابتة للحزب المذكور التي لا تلين بين يدي المواقع والمناصب".
وسبق لرئيس الحكومة المغربية السابق بنكيران، أن كسر جدار الصمت حول قرار إعفائه من تشكيل الحكومة الحالية بقرار ملكي، قائلا" إعفائي من رئاسة الحكومة ضربة قاسية"، وعاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، بعد ابتعاده عن اللقاءات الإعلامية والتزام الصمت تجاه المشهد السياسي،إلى الحديث عن كواليس واقعة إعفائه من رئاسة الحكومة، حيث أكد أنه تقبل قرار الإعفاء لكن المغاربة لم يتقبلوا قرار إعقائه " على حد قوله، خلال لقاء مع هيئة مستشاري حزب العدالة والتنمية.
وشدّد بن كيران على أن انتخابات الأخيرة في مدينة الجديدة، أظهرت أن الحزب تلقى ضربة قاسية بكل صراحة، مستدلا بمثال أحد مكاتب التصويت التي حصل فيها حزب"المصباح" على 1600 صوت في الانتخابات العادية لم يحصل فيها سوى على 25 صوتًا"، مؤكدًا أن المواطن المغربي لم يرفعه يد بعد من العدالة والتنمية رغم ما حدث، بل إنه لن يسحب ثقته منكم إذا لا حظ والصراحة وقول الحق، والوقوف في وجه الفساد".
كشف رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، أن المغرب مهدد بالزوال في حال عدم مواصلة الإصلاحات والفشل في الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية، مؤكدًا أنه لا يهمه فشل حزبه "العدالة والتنمية"، قبل أن يستدرك حديثه قائلا خلال لقاء مع هيئة مستشاري حزبه : "أخاف على الوطن إذا لم نصلح شؤونه"، ووجه الأمين العام لحزب "المصباح" رسائل سياسية إلى خصومة ومن رفع في وجههم شعار محاربة الفساد، فقال: "الاستعمار دخل الى المغرب حيث كان الفساد".
وشدّد على أن الفساد مستشرٍ في جميع القطاعات، قبل أن يكشف أن الفساد هو الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات أحداث مدينة الحسيمة، شمال المغرب، مجددا تأكيده على ضرورة تنفيذ إصلاحات، تشمل قطاعات التعليم والصحة، وباقي المؤسسات العمومية التي يرى بن كيران أن انتشار الفساد فيها يهدد المغرب، على حد قوله، بالمقابل اعترف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بمرور حزبه في فترة صعبة مقارنة بالمواقف الشديدة التي عرفها تاريخ الحزب، قائلاً: "لم أمر بفترة أصعب من هذه في حياتي"، في إشارة للتنازلات التي قدمها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني خلال مشاورات تشكيل الحكومة الحالية.
وقال بن كيران "نحن في ورطة حقيقية"، موجهًا رسائل الى بعض قيادي حزبه قائلاً: "هناك من يشعر بالفرحة لهذا الوضع وكان ينتظر ذلك"، مؤكدًا أن إلحاح المواطنين على بقائه في المشهد السياسي المغربي، دفعه إلى عدم التخلي عنهم"، ويعدّ خروج رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران الأقوى بعد إعفائه بقرار ملكي، عقب دخوله في مواجهات مع بعض زعماء الأحزاب السياسية ورفضه انضمام حزب الاتحاد الاشتراكي لتحالفه الحكومي.
وسبق لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، أن أكد أن حزبه سيظل وفيّ للمواطنين المغاربة، قائلاً "سنبقى مع هذا الشعب ولا يمكن التخلي عنه، وسنواصل العمل معه إلى النهاية"، وكان بن كيران قد وجه رسائل سياسية إلى خصومه، ومن وصفهم بالمتآمرين على حزبه، مردفًا" سنواصل المعركة ضد المفسدين واصلاحات الحكومة السابقة، يعترف بها القريب والبعيد"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر