موسكو ـ حسن عمارة
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إنه يأمل أن تتصرف حركة "طالبان" بطريقة "متحضرة" في أفغانستان، كي يتمكن المجتمع الدولي من الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع كابول، فيما تتواصل روسيا مع أعضاء محتملين من الحركة في الحكومة الأفغانية.
وأكد بوتين أن "روسيا مهتمة بعدم تفكك أفغانستان. إذا حصل هذا لن يكون هناك أي طرف للتفاوض معه».
وكان الرئيس الروسي يتحدث خلال جلسة عامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي، وأضاف: «كلما أسرعت (طالبان) في الانضمام لأسرة الشعوب المتحضرة، إذا جاز التعبير، سيكون من الأسهل التواصل معها والتأثير عليها نوعاً ما وطرح أسئلة".
ورأى الزعيم الروسي أن انسحاب القوات بقيادة أميركية من أفغانستان الذي استكمل الشهر الماضي انتهى بـ«كارثة»، وأوضح: «أنفقوا 1.5 تريليون دولار على هذه الحملة، والنتيجة؟ لا نتيجة".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير الروسي في كابول قوله، اليوم الجمعة، إن روسيا تتواصل مع أعضاء محتملين من حركة "طالبان" في الحكومة الأفغانية.
وقالت مصادر في الحركة في وقت سابق إن الملا برادر أحد مؤسسي "طالبان" سيكون على رأس الحكومة الأفغانية الجديدة التي من المقرر الإعلان عنها قريباً.
وأضافت الوكالة نقلاً عن السفير الروسي أيضاً أن موسكو لا نية لديها لتزويد السلطات الجديدة في أفغانستان بالسلاح.
أما الاتحاد الأوروبي فأعلن أنه سيعيد تمثيله الدبلوماسي في العاصمة الأفغانية كابل عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك.
وقال مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التمثيل الدبلوماسي سيكون بشكل منسق بين الدول الأعضاء، وتحت إشراف جهاز العلاقات الخارجية؛ وأشار إلى أهمية الحضور على الأرض في أفغانستان، والعمل مع طالبان في الوقت الراهن، لكن من دون الاعتراف بها.
وتحدث المسؤول الأوروبي عن 5 شروط وضعها الاتحاد للتعامل مع حركة طالبان في الوقت الراهن، من دون الاعتراف بها؛ وقال إن الشروط تتضمن تشكيل حكومة توافقية عن طريق التفاوض، واحترام الحريات والحقوق، بالإضافة إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية، والتعهد بعدم تحول أفغانستان إلى ملاذ للإرهابيين.
وكان وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي اختتموا اجتماعهم أمس في مدينة كراني السلوفينية لبحث تطورات الأوضاع في أفغانستان وانعكاساتها على الاتحاد.
وقال بوريل إن الاتحاد سيناقش تشكيل قوة عسكرية مشتركة للتدخل السريع في الاجتماع القادم لوزراء الدفاع في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وبشأن الموقف الأميركي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن تخفيف العقوبات المفروضة على حركة طالبان ليس مطروحا في الوقت الحالي.
يذكر أن روسيا اعتمدت نهجاً حذراً في تعاملها مع الحركة المسلحة التي سيطرت على السلطة في أفغانستان هذا الصيف.
والتقى سفير روسيا لدى كابل ممثلين لـ«طالبان»، بعد بضعة أيام من استيلائها على السلطة، وقال إن موسكو ستبقي سفارتها في أفغانستان.
الأسبوع الماضي، بدأت روسيا إجلاء رعاياها ورعايا العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة مع تدهور الوضع الأمني في هذا البلد. وحذرت موسكو من احتمال تسلل جماعات متطرفة بين لاجئين بذريعة الاضطرابات السياسية لدخول دول مجاورة.
يشار إلى أن أفغانستان تملك حدوداً مع ثلاث جمهوريات سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى لروسيا قواعد عسكرية فيها.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر