تونس - حياة الغانمي
تمكّنت فرقة التحقيق والتفتيش التابعة إلى الحرس الوطني في محافظة الكاف التونسية من توقيف عنصر تكفيري يبلغ من العمر 42 عاما تورّط في الاجتماع ليلا عقب صلاة العشاء ببعض الأطفال ومحاولة استقطابهم وحثّهم على تبني الفكر التكفيري.
وكانت البداية بوصول معلومات إلى عناصر التحقيق عن هذا العنصر أدت إلى عمليات مراقبة سرية ورصد تحركاته واتصالاته، وبعد مراجعة النيابة العمومية تم إلقاء القبض عليه والتحقيق من طرف فرقة التحقيق والتفتيش. وقد أكد المعني بالأمر تبنيه الفكر السلفي التكفيري مباشرة بعد الثورة وأصبح يتردّد على الجامع الكبير في مدينة سوسة خلال دراسته الجامعية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في سوسة حيث تعرّف على بعض العناصر السلفية التكفيرية واقتنع بالانخراط في هذا الفكر الديني المتشدّد.
كما اعترف برفضه لثوابت ونواميس المجتمع التونسي وعدم الاعتراف بالعملية الانتخابية والديمقراطية في عمومها باعتبارها تجسيدا للقيم المعاصرة مشددا رغبته في اقامة نظام الخلافة مؤكدًا بأن هدف "داعش" هو الخلافة في تونس مهما حصل، وأفاد بأنه فكر في الالتحاق بالجماعات الإرهابية في سورية للمشاركة فيما يسمى بالجهاد لكنهم نصحوه بالبقاء في تونس لحاجتهم إليه قريبا ضمن الخلايا النائمة.
وبتصفح حسابه على "فيسبوك: تم العثور على إرساليات ومكالمات قصيرة تثبت تواصله مع عناصر إرهابية بارزة وخطيرة ناشطة بكل من ليبيا وسورية والعراق واليمن، مضيفا أنه يتعاون سرًا مع كل التنظيمات وله علاقة ببعض الأفراد في التنظيمات المتطررفة في اليمن وسورية والعراق.
وقد اعترف المتطرف الموقوف أنه كان يجتمع ليلا سرا ويختار بعض الأماكن المنزوية في بعض الأحيان مع مجموعة من التلاميذ من أجل تقديم دروس خاصة بالجهاد تحت عنوان التدريب الفكري قبل الجد. وكان يهدف من وراء ذلك الى استقطاب مجموعة مهمة جدا من أجل السفر الى سورية او ليبيا وذلك في إطار عمل الخلايا النائمة التي تنظر النقطة صفر لتبدأ تنفيذ مهمتها التي توكل اليها.
وتفيد المعلومات والمعطيات المتوفرة بأن تنظيم "داعش" أعطى تعليماته لاستقطاب الأطفال والتلاميذ اليافعين لتدريبهم حسب حاجياتهم. وقد تم إعطاء الأوامر للخلايا النائمة لهذا التنظيم للشروع في عمليات الاستقطاب الخاصة بالأطفال بمن فيهم الفتيات في عدة مناطق ودول منها تونس ودول الجوار. وحسب مصادر مطلعة فإن مهمة بعض الخلايا النائمة تتمثل في جمع التبرعات من المساجد. وقد أذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ بالعنصر الموقوف ومباشرة قضية في شأنه موضوعها الانضمام لتنظيم متطرف. وتواصل الوحدات الأمنية التحريات من أجل التعرُّف على الأطفال والتلاميذ الذين كانوا يجلسون إلى العنصر التكفيري بعد أن رفض هو الإدلاء بأسمائهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر