كشفت مصادر في المعارضة السورية، السبت، عن اتفاق جديد لتأمين إخلاء بقية السكان في الأحياء المحاصرة شرقي حلب. وذكرت المصادر، أنه سيتم استئناف عملية إجلاء المحاصرين من أحياء حلب خلال ساعات وفق الاتفاق.
وأشارت إلى أن الاتفاق يشمل إخلاء الجرحى مع عائلاتهم من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل المعارضة في محافظة إدلب، وكذلك إخلاء الجرحى وعائلاتهم من بلدتي مضايا والزبداني اللتين تحاصرهما القوات الحكومية في ريف دمشق. ويأتي هذ الاتفاق بعد يوم من تعليق مغادرة السكان في شرق حلب.
وعلّقت الحكومة السورية عملية الإجلاء من شرق حلب، بعد أن فرضت شرطًا جديدًا ويقضي الشرط بضمان خروج المصابين من قريتي الفوعة وكفريا مقابل استئناف عملية الإجلاء في حلب. وأطلقت الميليشيات الإيرانية النار على المدنيين الخارجين من أحياء حلب المحاصرة، وأجبرتهم على العودة إلى الأحياء المحاصرة.
وأكدت موسكو أن عملية إجلاء المسلحين وعائلاتهم من حلب، التي نفذها مركز حميميم للمصالحة في سورية، أعطت فرصًا جديدة لإعلان الهدنة في البلاد وسمحت بفصل المعارضة "المعتدلة" عن المتشددين.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، في بيان صدر عنها السبت، 17 ديسمبر/كانون الأول: "تكمن خصوصية العملية المنتهية التي نفذها مركز المصالحة الروسي، والخاصة بالإخراج الآمن للمسلحين وعائلاتهم من حلب، في الحفاظ على حياة حوالي 10 آلاف سوري، وفتح نافذة جديدة لفرص إعلان نظام وقف الأعمال القتالية، ليس فقط في محافظة حلب، وإنما في مناطق أخرى من سورية".
وأضافت الوزارة أن "الحديث يدور، بالدرجة الأولى، عن فصل مسلحي ما يسمى بالمعارضة المعتدلة عن المتشددين المتطرفين، وهي المهمة التي تم إنجازها فعليا، بفضل جهود الضباط الروس من مركز المصالحة، والتي اعتبرها شركاؤنا الأمريكيون خلال عام كامل أمرا غير قابل للتحقيق على الأرض".
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن العملية المذكورة "أظهرت أن الأمر الضروري للاستمرار بالمضي قدمًا في إطار مسائل المصالحة في سورية هو الرغبة في التوصل لاتفاق مع جميع أطراف النزاع، باستثناء المجموعات الإرهابية، مباشرة على الأرض".
وأكّد البيان أنّ "جميع محاولات تبديل هذا العمل التفاوضي الصعب مع المعارضة السورية على الأرض بمؤتمرات في العواصم الغربية المريحة بمشاركة ممثلين عن ما يسمى بالهيئات العليا للمفاوضات، أو بإرسال مراقبين ما إلى حلب، هي طريق غير مجد يقود إلى المأزق".
وكلما أسرعت باريس ولندن وواشنطن غير القادرة حاليا حتى على إرسال مساعدات إنسانية إلى سورية في فهم هذا الأمر، كلما سيسرع السلام في الوصول إلى هناك".
وأعلن مركز حميميم الروسي لتنسيق المصالحة في سورية، الجمعة الماضي، انتهاء عمليات إجلاء المسلحين وعائلاتهم من شرق حلب. وأعلن المركز "إجلاء أكثر من 9500 شخص" من المدينة بشكل عام، موضحا أن من بينهم أكثر من 4500 مسلح و337 مصابا.
وأفاد رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، بأنّ قرابة 3500 من مسلحي المعارضة المعتدلة ألقوا سلاحهم واستسلموا، وتم العفو عن 3 آلاف منهم. وأضاف رودسكوي أن الولايات المتحدة كانت ترفض اتخاذ خطوات عملية لفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين في حلب بحجج مختلفة، مشددًا على أن روسيا أنجزت المهمة بنفسها وأخرجت مسلحي "جبهة النصرة" من المدينة.
وأعلن رودسكوي أن الادعاءات التي تزعم سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين أثناء تنفيذ عملية استعادة حلب "أكذوبة وقحة". وقال: "إن حملة إعلامية جديدة تكتسب زخمها حيث يطلق بعض السياسيين في الغرب تصريحات بشأن خسائر فادحة في الأرواح بين المدنيين أثناء عملية استعادة حلب. ووفقا لهم، فإن شوارع المدينة تغطيها الجثث، فيما لا يزال الآلاف من المدنيين يختبؤون في أقبية المنازل. وأما أنا فأستطيع القول بمسؤولية كاملة إن هذه المعلومات أكذوبة وقحة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر